بازگشت

الخصائص الذاتية للتعامل


في الطليعة منها ما يلي:



أ ـ التعامل علي اساس تشريعي، وقد ألمحنا اليه.



ب ـ التعامل علي اساس خلقي، وقد ألمحنا اليه.



جـ ـ العدالة في التعامل.



نقصد بالعدالة ان لا يُرجّح بعض المجتمع علي بعض وفق موازين غير معتبرة كميزان الغني، فيُعظَّم الغني لغناه، ويُحتقر الفقير لفقره، اذ ليس للغني في الاسلام ميزة للتفاضل لنفسه، بل يُفضل الغني والفقير احدهما علي الاخر بسبب شيء خارجي يكون معتبراً في التفضيل، فيفضل الغني علي الفقير مثلاً اذا كان الفقير غير صابر و كان الغني متفضلاً مُنعماً، جواداً مكرماً.



ويكون الفقير افضل من صاحبه اذا كان الفقر لا يؤدي به الي اجتراح المآثم، واقتحام المنكرات، فهو يفضل علي الغني الزائغ عن الحق، العادل عن سواء السبيل. اذن الغني بنفسه لم يكن ميزاناً للتفاضل. ومن هذا القبيل التفاضل وفق ميزان الرتبة الاجتماعية في اكثر الاحيان، فإنه غير معتبر ايضاً. اللهم الا ان تكون الرتبة الاجتماعية بعينها دالة علي الافضلية كأن تكون التقوي او العلم هي العلة في الرتبة تلك.



ان الموازين السديدة لتنقم علي بعض الحضارات المتخلفة روحياً ونفسياً تعاملهم وفق اسس منبوذة، ففي السورة السابعة والاربعين من الزبور:



اتدري يا داود لِمَ مسختُ بني اسرائيل، فجعلت منهم القردة والخنازير؟



لانهم اذا جاء الغني العظيم ساهلوه، واذا جاء المسكين بادني منه انتقموا منه. وجبت لعنتي علي كل متسلط في الارض لا يُقيم الغني والفقير باحكام واحدة.



كم كانت تؤلم رسول الانسانية محمداً(صلي الله عليه وآله وسلم) تلك الموازين القائمة علي تفاضل الناس من حيث الفقر والغني والشرف الاجتماعي، ولقد أعلن صلوات الله عليه ثورته عليها، فكان مما صرح به «لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها».



لقد امتد نفوذ العدالة في التعامل الاجتماعي في نظرية الامام زين العابدين(عليه السلام)الي تلك الغاية البعيدة حتي شمل لوناً من اشد الفعاليات ضغطاً علي النفس الانسانية وهي العدالة في اعطاء حقوق الخصم الذي يدّعي عليك جناية أو جريمة قد تؤدي الي بالغ الضرر علي علم منك بذلك، يقول(عليه السلام):



«واما حق الخصم المدّعي عليك، فان كان ما يدعي عليك حقاً لم تنفسخ في حجته ولم تعمل في إبطال دعوته وكنت خصم نفسك له والحاكم عليها، والشاهد له بحقه دون شهادة الشهود، فان ذلك حق الله عليك وان كان ما يدّعيه باطلاً رفقتَ به وروّعته وناشدته بدينه وكسرت حدّته عنك بذكر الله وألقيت حشو الكلام ولغطه الذي لا يردّ عنك عادية عدوك بل تبوء باثمه وبه يشحذ عليك سيف عداوته، لان لفظة السوء تبعث الشر، والخير مقمعة للشر»(85)

پاورقي

(85) رسالة الحقوق.