بازگشت

مصدر التعامل(عليهم السلام)


إنّ المعتقد الذي يؤمن به الفرد او المجتمع لهو أهمّ مصدر ينطلق منه التعامل.



لا نعني بالمعتقد المعتقد الديني فحسب، وانما نعني جميع المبادئ والاسس الايمانية. سواء كانت دينية أو سياسية او اجتماعية. صحيحة كانت أو خاطئة، حتي تلك الغارقة في الخطيئة والطغيان كذلك التعامل الذي يجري في ارجاء من الولايات المتحدة الامريكية فنتيجة لاعتقاد الكثيرين من الجنس الابيض انه اسمي عرقاً وأنقي دماً واطهر نفساً من الزنوج السود ومن الهنود الحمر لذلك اضطهدوهم وضيقوا عليهم في المشاركة في مقادير من المرافق الحيوية والشؤون العامة للبلاد، دع عنك كلمات الاستهزاء التي تطلق مجاناً وبغير حساب.



وما يجري اليوم في اسرائيل في تعاملها السياسي والاجتماعي مع الفلسطينيين انما هو علي أساس الشموخ النوعي، والاستعلاء العبري، الذي يشكل فيه اعتقادهم انهم شعب الله المختار حجر الزاوية في مجال التعامل السياسي والاجتماعي مع الفلسطينيين المضطهدين.



ان التعامل عند الامام زين العابدين(عليه السلام) منبثق من المعتقدات كذلك، بيد أنها المعتقدات الصحيحة الاصيلة التي لا تشوبها شائبة اذ ان معرفته بالمعتقدات الاسلامية واصول التعامل السياسي والاجتماعي في الاسلام انما هي معرفة كاملة، واستيعابه لجوانبها استيعاب محيط، وهو بعد علي بيّنة من ربه وبصيرة من عقيدته.



فاذا كانت بعض الرهوط الاجتماعية والقيادات السياسية تتعامل وفق الاساس الاعتقادي فقد يكون تعاملهم منبجساً من المعتقدات الزائغة أو الخاطئة. او مسايرة ومداهنة لمثل تلك المعتقدات حذراً من ضغط سياسي أو خشية من بعض القيود الشعبية، أما الامام زين العابدين(عليه السلام) في منطلقاته التعاملية فلم يكن يصدر إلاّ عن طريق الايمان بها، والاخلاص لها، والذوبان فيها.



إنه الرسالي العظيم الذي يتحرك في تعامله ضمن رسالته ومعتقداته مستمراً في خطته، دائباً في عمله البنّاء.