بازگشت

المنطلقات الاجتماعية والسياسية


لقد سبق الي الاذهان البعد الشخصي من ادعية الداعين ـ بشكل عام ـ ومن بينهم الامام زين العابدين(عليه السلام). فهو يدعو استقالة من الذنوب وتوبة الي الله واستدراراً للرحمة والكرم الالهيين وتهذيباً للنفس ونحو ذلك، ولكننا اذا راجعنا الصحف السجادية الاولي والثانية والثالثة والرابعة والخامسة سوف نقع علي الجماء الغفير من الادعية والابتهالات التي تخرج عن ساحة البعد الشخصي الي حيث المنطلقات الاجتماعية وغير ذلك، فكما انه لم يغفل البعد الشخصي من الدعاء كذلك قد ركز وبكل تأكيد علي المنعطفات الاخري اذ إن الادعية ادوية لا حصر لها لامراض لا حصر لها.



فتارة يدعو زين العابدين لنفسه ادعية كثيرة، وتارة يدعو لولده واخري لجيرانه واوليائه ورابعة في الاستسقاء، ومن ذلك دعاؤهُ لاهل الثغور ودعاؤه علي الظالمين كما سيأتي الحديث عنهما، وهكذا فهو ينتقل من دائرة لاخري ومن منحيً الي منحيً، لتعم الفائدة المرجوّة من الدعاء ويسعد الجميع. نعم، الجميع الاّ من اختار علي عمد الشقاء وارتأي منهج الضلالة والانحراف.



فهل يمكن مثلاً الارتياب في النزعة السياسية لهذا الدعاء الذي كان يناجي به امام المجتمع حيث الحشود المتقاطرة في عيد الاضحي والجمعة:



«اللهم ان هذا المقام لخلفائك واصفيائك ومواضع امنائك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها... قد ابتزوها وانت المقدّر لذلك لا يغالب امرك ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك كيف شئت واني شئت ولما انت اعلم به غير متهم علي خلقك ولا لارادتك، حتي عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين، مقهورين، مبتزين، يرون حكمك مبدّلا، وكتابك منبوذا، وفرائضك محرفة عن جهات اشراعك، وسنن نبيك متروكة»

پاورقي

(6) الصحيفة السجادية الكاملة، دعاؤه يوم الاضحي ويوم الجمعة.