بازگشت

عملنا في تصحيح الكتاب و تحقيقه


قمت في سبيل تصحيح الكتاب و تحقيقه بأمورٍ لابدّ منها في هذا السبيل؛ و هي في رأيي تمثّل بأجمعها الطريق الصحيح الّذي يجب أن يُتّبع في مقام إحياء آثارٍ لها سماتٌ كسمات هذا الكتاب. فترْسمت في إخراجه خطي المحقّقين مع الإستفادة من تجربتي. و نصبت نصب عيني الخصيصة الّتي امتاز به «لوامع الأنوار» في مادّته و منهجيّة تأليفه.

فتصحيح الكتاب و تحقيقه و التعليق عليه تمّ خلال هذه الخطوات:

1 - ضبط النصّ.

في هذه المرحلة قمت بضبط النصّ ضبطاً يوافق - حتّي الإمكان - ما كتبه قلم المؤلّف. و هذا بمقابلة النسختين و المراجعة إلي المصادر و المتون الأخري. و بما انّ تأريخ تأليف الكتاب - و بالأولي تأريخ نسخ النسختين - لايصل إلي حدّ القرنين، و كذلك بما أنّ النسختين لاتختلفتان إلّا في موارد لاأهميّة لها، أو في سقطٍ وقع في أحدهما يمكن تصليحه من الأخري، لم أشر إلي ما وقع بين النسختين من الخلاف. بل تمّت مرحلة ضبط النصّ بالإستعانة منهما من غير إشارةٍ إلي اختلافاتهما. ألّلهمّ إلّا إذا احتاج السياق إلي لفظةٍ لم ترد في النسختين كلتيهما، فإذا زدتها أشرت إلي هذه الزيادة في الهامسش؛ أو إذا اختلف ما نقل فيهما من كتابٍ مع الموجود في المصدر، فأشرت إلي هذه الإختلافات، نقصاً أو زيادةً.

2 - مرحلة مقارنة النصّ مع الشروح الأخري.

في هذه المرحلة بعد أن فرغت من ضبط النصّ قمت بمقارنته مع الشروح و الحواشي الأخري المطبوعة؛ و هي:

1 - رياض السالكين؛

2 - شرح الصحيفة السجّاديّة للسيّد الداماد؛

3 - الفرائد الطريفة؛

4 - نورالأنوار؛

5 - الحديقة الهلاليّة؛

6 - رياض العابدين؛

7 - الحاشية علي الصحيفة السجّاديّة للفيض الكاشاني.

فجعلت كلّ ما عثرت عليه من اقتباسات المؤلّف بين هذه العلامة: < >، و بيّنت في الهامش مصدر الإقتباس و موضعه فيه. و هذه المرحلة و إن كابتّ فيها، و لكنّها واحبةٌ في رأيي، إذ منهجيّة الكتاب الخاصّة دفعتني إلي تلك المقارنة؛ و لولا هذه المقارنة لما اتّضحت تلك المنهجيّة. و أظنّ أنّ هذا الإتّضاح هو من وظائف محقّقي المتون ذات منهجيّةٍ و سمةٍ خاصّةٍ.

3 - مرحلة تخريج مصادر ما نقل في المتن مصرّحاً بكونه من المنقول.

و هذه المرحلة تشتمل علي تخريج موضع الآيات الكريمات في القرآن الكريم، و مصادر الأحاديث و الأقوال و بعض الأشعار و ما إليها.

4 - مرحلة تخريج مصادر بعض ما ورد في المتن من غير تصريحٍ بكونه منقولاً.

فنري المؤلّف أحياناً ينقل نصّاً عن «التفسير الكبير»، أو «تفسير صدرالمتألّهين»، أو «الحكمة المتعالية» أو غيرها من غير إشارةٍ إلي مصدره - و قد فصّلنا الكلام حول هذا في ما سبق من هذه التقدمة فصل مادّة الكتاب و منهجيّته -. فقمت بإخراج مصادر هذه المنقولات مهما كانت في قدرتي، و مهما وصلت إليها.

5 - مرحلة تنظيم الفهارس.

و قد تمّت هذه المرحلة بتنظيم فهارس ذات أهميّةٍ بالغةٍ للعثور علي شتّي المطالب في كتابٍ بلغ عدد مجلّداته إلي الخمس. فقمت:

أوّلاً بتنظيم فهرس مطالب الكتاب، و هذا الفهرس بدوره تشكّل من فهرسين:

الأوّل: الفهرس الإجمالي للإشارة إلي مواضع كلّ دعاءٍ في مجلّدات هذا الشرح؛

الثاني: الفهرس التفصيلي للإشارة إلي موضع كلّ فقرةٍ من فقرات الأدعية في مجلّدات الكتاب. و رقم الفقرات مأخوذٌ من الصحيفة الشريفة نسخة فيض الإسلام، و هي من أصحّ النسخ و أكثرها تداولاً في أيدي الباحثين؛ فلو أراد أحدٌ أن يعرف الموضع الّذي شرحت فيه قطعةٌ من قطعات المتن فعليه أن يراجع إلي هذا الفهرس.

و ثانياً بتنظيم الفهارس الفنّيّة العامّة. و هذه الفهارس تشتمل علي فهرس كلٍّ من الآيات القرآنيّة، الأحاديث القدسيّة، الأحاديث المعصوميّة، الأشعار العربيّة و الفارسيّة، القواعد الحكميّة و العرفانيّة، الأمثال العربيّة، الأسماء الأعلام، أسماء الفرق و الجماعات، أسماء الكتب، أسماء الأماكن، أسماء الحيوانات.

و تسهيلاً للعثور علي كلّ لفظةٍ دوّنت الفهارس علي الترتيب الأبتثي من غير اهتمامٍ بلفظة «ال» المصدّر بها بعض الكلمات؛ ف «الرازي» يوجد في حرف الراء، و «الفائق» في حرف الفاء، و «الإصبهان» في حرف الهمزة من فهرس الأسماء الأعلام و فهرس أسماء الكتب و فهرس أسماء الأمكنة. إلّا فهرس آيات القرآن الكريم، فانّه دُوّن حسب سور القرآن الكريم و آياتها.

و أخيراً وضعت فهرس مصادر التحقيق و التعليق. و هذا الفهرس يشتمل علي متونٍ أرجعت إليها مباشرةً في هامش الصفحات، و أمّا المصادر الّتي راجعت إليها و لكن لم أرجع إليها، فما ذكرتها في هذه القائمة.

و الآن و أنا أضع اللمسات الأخيرة علي هذه التقدمة - و بها ينتهي عملي في سبيل تحقيق هذا الكتاب و تصحيحه - يتجلجل في خلدي وساوس حول ما قمت به، فلاأدري أ هو وقع موقع القبول عند اللّه - سبحانه و تعالي -؟، و هل نال رضا سيّدي و مولاي صاحب الصحيفة الشريفة؟؛ فلوكان كذلك فلنعم المبتغي و لحسن المآب!.

و بعد؛ فهذا عملٌ متواضعٌ أنفقت فيه تعباً و جهداً، و كابدت فيه كبداً لأصل إلي ما هو مؤمّلي من عرض الكتاب في صورةٍ محقّقةٍ مزدانةٍ بالتعاليق و الفهارس، أمّا الآن فأري أنّ ما هيّأته للطبع فهو ما قدرت عليه، لا ما أردت. فقبل سنتين دُعيت إلي هذا العمل من قبل «مركز البحوث الكمبيوتريّة التابع لحوزة إصفهان العلميّة»، شارطاً عليَّ أن أفرغ منه في ما يقرب من سنتين. فشرعت فيه مستعيناً باللّه - سبحانه و تعالي -، فأتبعته ليلاً و نهاراً. حتّي الآن و أنا أري قد تمّ ما عملت و لم يحصل ما أردت!.

و انّي لأقدّم شكري الخالص لمكتب سماحة المرجع الديني أستاذنا العلّامة آية اللّه العظمي الشيخ حسين مظاهري الاصفهاني - أطال اللّه بقائه -، حيث إنّ «مركز البحوث الكمبيوترية» يُعدُّ من توابع المكتب و لشيخنا الاستاذ - أدام اللّه عزّه - حقوقٌ جمّةٌ علي حوزة اصفهان العلمية في نواحي شتيتة، كقيامه بتربية جيلٍ من طلّابها و حفاظه علي تثقيفهم، و تأسيسه ما يرجع إلي النشاطات العلمية - كهذا المركز و أشباهه -، و غيرهما من أعماله العلميّة و التربوبيّة؛ فحفظه اللّه - تعالي - و جعله في رعيه.

ثمّ اني لأقدمّ شكري للمركز و لمديره الساعي الفاضل سماحة حجّةالإسلام السيّد احمد سجّادي، حيث وثق بي فندبني لهذا العمل و بذل جهده في إخراج الكتاب، فوفّقه اللّه لإحياء تراث علمائنا الماضين - رحمة اللّه عليهم أجمعين - و بلّغه مناه.

و الآن و أنا أري نفسي فارغاً عن أطروحة تحقيق هذا الكتاب لم يبق عليَّ إلّا حمد اللّه - سبحانه و تعالي - و ثنائه و شكره؛ فالحمد له ثمّ الحمد له ثمّ الحمد له.

و كتب بيمناه الداثرة

في 9 ربيع الأوّل لسنة 1425 ه ق.

المطابق ل 9/ 2/ 1383 ه ش.

يوم جلوس مولانا الحجّة علي سرير الإمامة المقدّس

خادم علوم أهل البيت - عليهم السلام -

مجيد هادي زاده