بازگشت

نور الانوار في شرح كلام خير الاخيار


للسيّد نعمة اللّه بن السيّد عبداللّه الموسويّ الجزائريّ.

و هذا مقتبسٌ من شرحه الكبير الّذي ألّفه في ريعان شبابه، و قد ذكرنا نبذةً يسيرةً حوله فيما مضي من هذه القائمة تحت رقم 19.

و «النور» طبع مرّتين، و نسخه كثيرةٌ جدّاً، و لعلّ من أصحّها ما في المكتبة المرعشيّة تحت رقم 3616 [1] .

و أخري في المكتبة الرضويّة تحت رقم 9139 [2] ؛ و هما مصحّحتان بخطّ يد الشارح - رحمه اللّه تعالي -.

هذه قائمةٌ ذكرنا فيها أسماء أهمّ ما كتب حول الصحيفة الشريفة، و هي تشتمل علي ثلاثةٍ و عشرين كتاب فقط، إذ ليس هيهنا مجالٌ للتفصيل أكثر من هذا.

و بعض هذه الكتب طبع، و كانت سبعةٌ منها تحت يدي حين كنت مشتغلاً بتصحيح الكتاب و تحقيقه، و فاتت منّي الإستفادة عن «رياض العارفين» - للشاه محمّد الدارابي الشيرازيّ -، إذ كنت أظنّ انّه لم يطبع بعدُ.

و لتبيين مادّة «اللوامع» و منهجيّته يجب الإلمام إلي أنّ لكلٍّ من هذه الشروح موقفاً خاصّاً تجاه المتن، و هو - علي سبيل الإختصار لاالتفصيل -:

الف: انّ رسالة السيّد المحقّق الداماد و إن طبعت باسم «شرح الصحيفة الكاملة السجّاديّة» و لكنّها أجدر باسم التعليقة و الحاشية، فانّها و إن كانت عظيمة القدر محتويةً علي نفائس المطالب و دقائق المعارف، و لكنّها قليلة اللفظ لاتتجاوز حدّ التحشية. و مدارها علي تبيين بعض النكات اللغويّة، ثمّ بعض المعضلات الحكميّة، ثمّ تصحيح ما وقع من الأغلاط في الشروح المتقدّمة عليها. و هي في بعض الأدعية - كالدعاء الثامن و العشرين - لاتتجاوز حدّ الصفحتين؛ و في بعض الأدعية - كالدعاء الّذي بعده، و هو الدعاء التاسع و العشرون - لاتتعرّض لشي ءٍ، إذ لم توجد حاشيةٌ فيها علي هذا الدعاء.

ب: أمّا «الفوائد الطريفة» فهو شرحٌ جامعٌ لتبيين جميع ما في المتن لغويّاً و أدبيّاً و معنيً من غير افراطٍ فيه، مضافاً إلي ضبطه موارد الخلاف بين النسخ و نقده حول بعض آراء من تقدّم عليه من الشرّاح. و هو بين حينٍ و حينٍ يحتوي علي آراء والد المؤلّف العلّامة و يذكر دقائق أفكاره.

و لكن هذا الشرح لم يتمّ، و لووُفِّق المؤلّف لتأليفه لكان خير شروح الصحيفة.

ج: أمّا «رياض السالكين» فهو أكبر الشروح المطبوعة و أجمعها. و لكن الغالب عليه هو السمة الأدبيّة. فالمدنيّ يذكر مادّة الكلمات و معانيها الأصليّة الوضعيّة ثمّ يبيّن كيفيّة نقلها منها إلي ما استعملت فيه. أمّا في جانب النحو و البلاغة فلايغادر صغيرةً و لاكبيرةً إلّا أحصاها!، و قد بالغ فيه كمال المبالغة؛ و كتابه ملي ءٌ من غرائب النكات النحويّة و شواردها. و لاغرو!، فانّه كان علّامةً في العلوم الأدبيّة و ابن بجدتها.

أمّا في الجوانب الأخر كما يتعلّق بالمباحث الحكميّة و لاسيّما المطالب و البحوث العرفانيّة، فهو لايتوجّه إليها كثيراً، بل يطوي عنه كشحاً و يتحاشي عن التفصيل حوله.

د: أمّا «الحديقة الهلاليّة» فهو مع وجازتها من أنفس الشروح و أكملها، حيث لايخلو عن نكتةٍ تليق بالبحث عن معاني العبارات و مفادها. فالبهائيّ - قدّس سرّه - يتجوّل بين العلوم النقليّة و العقليّة لاصطياد المراد علي أحسن وجوهه. نعم! السمة الغالبة علي الدعاء الهلاليّة دفعته إلي التجوّل في الهيويّات أكثر ممّا يتعلّق بغيرها من العلوم.

و لعمري نقصان هذا الشرح و عدم احتوائه لجميع ما في الصحيفة الشريفة يُعدّ من خسارات المسلمين و نوائب الدهر.

ك: و أمّا «نور الأنوار» فالغالب عليه ما هو الغالب علي شخصيّة الجزائريّ العلميّة و الثقافيّة، و هو مشهودٌ في غيره من مصنّفاته أيضاً، و هو البحث و التنقيب في النقليّات و لاسيّما الحديث الشريف. فكثرة الأحاديث الواردة في شرحه - مع انّ هذا الشرح لم يعد من المفصّلات - تنبي ء عن أنّه يتحيّز للنقليّات و يدافع عنها.

ه: أمّا «رياض العابدين» فهو يتبع «رياض السالكين» غالباً، و ما تفرّد به من المطالب العالية العلميّة في شتّي فنونها فهو قليلٌ جدّاً.

ي: و أمّا «تعليقة» الفيض فهي بحقًّ كما ينبي ء عنها اسمه، إذ هي تعليقةٌ صغيرةٌ لاتتجاوز عن تبيين معني بعض المفردات أو توضيحٍ حول مرجع بعض الضمائر أو مايماثله؛ و ليس فيها شي ءٌ ممّا أودعه المؤلّف الفذّ في غيره من مصنّفاته المليئة بالتحقيقات الواسعة و الدقائق العلميّة.

هذه هي السمات الغالبة علي الشروح الّتي وفّقنا اللّه - تعالي - لمقارنتها مع «اللوامع». و الآن بعد أن فرغنا من هذه التقدمة الّتي بحثنا فيها باختصارٍ تامٍّ عن أهم الشروح المتقدّمة علي «اللوامع»، آن لنا أن نفصّل الكلام حول مادّة شرحنا هذا؛ ثمّ حول منهجيّتهه.


پاورقي

[1] راجع: «فهرس المكتبة المرعشيّة» ج 10 ص 15.

[2] راجع: «فهرس المكتبة الرضويّة» ج 15 ص 528.