بازگشت

الصحيفة الشريفة السجادية


بحرٌ لاينفد، و معرضٌ لعرض المحبّة إلي ساحة المعصوم

أمّا الصحيفة فانّهابحرٌ لاينفد؛ كيف لا! و هو كلامٌ صدر عن الإمام في مقام العبوديّة و عرض الحاجة إلي اللّه - سبحانه و تعالي -، و كلّ كلامٍ صدر عنهم - عليهم السلام - لاريب في نفاسته و علوّ رتبته؛ فما ظنّك لوكان هذا الكلام صادراً في مقام العبوديّة و التناجي مع اللّه عن الإمام - الّذي هو وحيد عصره - في مقام الوحدة مع الواحد الحقيقيّ - جلّ و علا -!؛ فهذا الكلام فردٌ وحيدٌ لايدانيه كلامٌ آخر. أللّهمّ إلّا ما نزل وحياً من عند الفرد الصمد.

هذا من ناحيةٍ.

و من ناحيةٍ أخري، فنحن بحاجةٍ ماسّةٍ إلي هذا الكلام و أمثاله، فنري علماءنا قد جعلوا الصحيفة - كغيرها من المجاميع الّتي اشتملت علي كلام المعصومين، عليهم السلام - معرضاً لعرض المحبّة و المودّة إلي ساحة مصادرها - عليهم السلام -؛ و نخصّ بالذكر في هذه الوريقات ما دوّن حول هذا الكتاب المبارك.

فبعضهم كتب متمّماً له؛

و بعضهم كتب مجموعةً أخري من الأدعية علي سياقه؛

و بعضهم ترجمه إلي اللغات الأخري؛

و بعضهم شرحه؛

و كلٌّ علي حدّ وسعه و طاقته. فشكر اللّه مساعيهم الجميلة حيث جاهدوا في سبيل تخليده أو توضيحه لنستضي ء به في خطواتنا عند مسيرنا إلي ساحة كلام المعصوم.

أمّا ترجماته فكثيرةٌ، و سيّما إلي الفارسيّة، حيث يوجد كثيرٌ من نسخ الكتاب يشتمل علي الترجمة بين الأسطر؛ و كذلك الترجمات المستقلّة الّتي ظهرت في الفترة الأخيرة بعد ما طبعت ترجمة السيّد فيض الإسلام.

أمّا الملحقات فمثل ما كتبه العلّامة المجلسي الأوّل، حيث أورد أحدعشر دعاء من الأدعية الّتي لم توجد في الرواية المشهورة من الصحيفة الشريفة و ألحقها بها [1] .

أمّا المجاميع الأخري الّتي دُوّنت علي سياق الصحيفة - حفظاً للأدعية عن الإندراس و الإنطماس - فهي:

الصحيفة السجّاديّة الثانية، للشيخ محمّد بن عليّ الحرفوشي؛

الصحيفة السجّاديّة الثالثة، للإصفهاني الأفندي صاحب رياض العلماء؛

الصحيفة السجّاديّة الرابعة، للميرزا حسين النوري الطبرسي صاحب مستدرك الوسائل؛

الصحيفة السجّاديّة الخامسة، للسيّد محسن الأمين العاملي صاحب أعيان الشيعة؛

الصحيفة السجّاديّة السادسة، للشيخ محمّد باقر البيرجندي القائني؛

الصحيفة السجّاديّة السابعة، للشيخ هادي آل كاشف الغطاء النجفي.

أمّا الشروح فكثيرةٌ أيضاً، و ها نحن أمام أحدها. و هو لوامع الأنوار العرشيّة في شرح الصحيفة السجّاديّة، للسيّد العلّامة الميرزا محمّد باقر بن السيّد محمّد الموسويّ الشيرازيّ المشتهر بملّاباشي، المتوفّي سنة 1340 ه ق.

فنركّز الكلام - حذراً من التطويل - علي هذه الحلقة من سلسلة شروح الصحيفة الشريفة و ما يرجع إليها.


پاورقي

[1] راجع: «الذريعة» ج 22 ص 200.