و بما أن نسخة ابن الأعلم هي أشهر النسخ و الروايات، فقد حاولنا البحث عنها و اعتمادها في نقلنا، و من خلال البحث المتتابع لها، وجدنا أن العلامة علي بن السكون، المتوفي سنة 606 ه تقريبا، و العلامة علي بن أحمد السديد، المتوفي في منتصف القرن السابع الهجري قد أولياها اهتماما بالغا، و قد نقل الامام المؤيد بالله محمد بن القاسم بن محمد المتوفي 1054 ه، نسخته عن نسخة منقولة عنها بخط الشيخ مكي بن محمد.

قال الشيخ المجتهد مكي بن محمد المتوفي في سنة 786 ه: «نقلت هذه الصحيفة من خط علي بن أحمد السديد، و فرغت في حادي عشر شهر شعبان سنة اثنتين و سبعين و سبعمائة»، و قد كتب علي بن أحمد: «نقلت هذه الصحيفة من خط علي بن السكون و تتبع اعرابها عن أقصاه حسب الجهد، الا ما زاغ عنه النظر، و حسر عنه البصر، و ذلك في شهر ذي الحجة سنة ثلاث و أربعين و ستمائه»، و نسخة علي بن السكون بخط عميد الرواة [1] ، و صورتها و لفظها: «قرأها علي السيد الأجل النجيب الأوحد العالم عمادالدين أبوجعفر القاسم بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن معية قراءة صحيحة مهذبة، و رويتها له عن السيد بهاء الشرف أبي الحسن محمد بن الحسن بن أحمد عن رجاله المسميين باطن الورقة [2] ، و أبحته روايتها علي حسب ما وقفته عليه و حددته له، و كتب عبدالله بن حامد بن أحمد بن أيوب في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث و ستمائة».

ثم قال في نسخته ما صورته: (عرضتها بأصلها المذكور، و فيها مواضع مهملة التقييد، فبقيتها علي ما هي عليه، و كتب مكي) [3] .

قال الامام المؤيد بالله محمد بن القاسم بن محمد بن علي رضي الله عنه: (نقلت هذه الصحيفة من خط الشيخ الشهيد السعيد خاتمة المجتهدين أبي عبدالله مكي قدس الله روحه، و هذا ما كتب الشيخ في صحيفته التي نقلت منها هذه) [4] .

قال حفيده الامام ابراهيم بن القاسم بن المؤيد المتوفي سنة 1152 ه (و هذه الوجادة صحيحة) [5] قلت: و قد أشار السيد العلامة الجلالي الي أن الشيخ مكي بن محمد استنسخ الصحيفة مرتين و قال ربما؛ لأن الأولي خلقت [6] معتمدا علي نسخة السديد.

قلت: بل لعل احدي النسختين هي التي آلت الي الامام المؤيد بالله محمد بن القاسم عليه السلام المتوفي 1054 ه، و هي المنسوخة في عام 772 ه، كما أوضحته آنفا، و لأن في آخر نسخة الكبسي هذه العبارة: (نقل من نسخ من نقل خط الشهيد) و المقصود بالشهيد هو الشيخ مكي بن محمد المستشهد سنة 786 ه و قد ذكره العلامة الجلالي باسم محمد بن مكي و لعل العكس أشهر كما هو ثابت في الطبقات.

و لعل النسخة الأخري التي نسخها الشيخ مكي سنة 776 ه و هي التي نسخت عليها النسخ التي انتشرت عند الشيعة في المشرق الاسلامي، و لعل نسخة منها آلت الي حوزة السيد العلامة محمد المشكاة، المتوفي سنة 1041 ه الذي كان له اهتمام خاص بالمخطوطات و قد قام بنشرها، و كتب في أولها مقدمة جميلة سنة 1361 ه طبعت بخط الحاج أحمد الفرنجاني، سنة 1361 ه، و صدرت عن دار الكتب الاسلامية بطهران، و نسخة أخري مقاربة طبعت في المطبعة المسماة مطبعة حيدري سنة 1290 ه، و نسخة ثالثة طبعت سنة 1417 ه و صدرت عن الغدير للطباعة و النشر و التوزيع شرح و تقديمعزالدين الجزائري.