بازگشت

تقديم


الحمد لله مجيب المضطر اذا دعاه، و الصلاة و السلام علي نبيه القانت الاواه، و علي آله الطيبين المقتفين خطاه.

و بعد:

فما أكثر الحناجر الصياحة باسم الله، و الألسن المتحركة بذكر الله ولكن شتان بين صياح فاتر و صياح ثائر، شتان بين ذكر لا يتعدي تحريك اللسان، و بين ذكر تضطرب له الجوارح و الجنان.

و الامام زين العابدين عليه السلام واحد من أولئك العضماء الذين صاغت أشواقهم و رغبتهم و رهبتهم نموذجا ساميا للعبد الصالح الزاهد المخلص، الذي صنع منه صدقه و اخلاصه نموذجا عظيما يحرك نفوس المطلعين الي الوصول الي مصاف العظماء.ان الامام زين العابدين شحن بالدعاء قلبه، قبل لسانه، و أقبل علي الله بجميع جوارحه و أركانه، و كان أعبد أهل زمانه، و أخشاهم لله سبحانه؛ لأنه عرف الله حق معرفته و اتصل به أشد اتصال، و لم يثنه جسده الزاحف الي الستين عن الاستمرار في عبادة رب العالمين و التلذذ بذكره علي مدار اللحظة و اليوم و السنة، فهو لا يحس و خز الألم قدر ما يحس سعادة الاستغراق في مناجاة الملك الخلاق.