بازگشت

تأثر السيد ابن معصوم بشخصية الشيخ البهائي قدس سره


قال السيد المدني في مقدمة شرحه لكتاب الفوائد الصمدية للشيخ البهائي مانصه: «شيخنا الامام العلامة، و الهمام القدوة الفهامة، سيد العلماء المحققين، سند العظماء المدققين، نادرة دهره و زمانه، باقعة عصره و أوانه، ملاذ المجتهدين و شرفهم، بحر اولي اليقين و معترفهم، شيخنا و مولانا بهاء الدين العاملي سقي الله ثراه و جعل بحبوبة الفردوس مثواه» [1] .

و قال أيضا في كتابه سلافة العصر في ترجمة الشيخ البهائي و الذي ألفه في وقت مبكر من حياته مما يدل علي عظم تأثره بهذا العالم العظيم مند حداثة سنه فيقول: «علم الائمة الأعلام، و سيد علمآء الاسلام، و بحر العلم المتلاطمة بالفضائل أمواجه، و فحل الفضل النابحة لديه أفرداه و أزواجه، و طود المعارف الراسخ، و فضاؤها الذي لا تحد له فراسخ، و جوادها الذي لا يؤمل له لحاق، و بدرها الذي لا يعتريه محاق، الرحلة التي ضربت اليه أكباد الابل، و القبلة التي فطر كل قلب علي حبها و جبل. هو علامة البشر و مجدد دين الامة علي رأس القرن الحادي عشر، اليه انتهت رئاسة المذهب و الملة، و به قامت قواطع البراهين و الأدلة، جمع فنون العلم فانعقد عليه الاجماع، و تفرد بصنوف الفضل، فبهر النواظر و الأسماع، فما من فن الا وله فيه القدح المعلي، و المورد العذب المحلي، ان قال لم يدع قولا لقائل، أو أطال لم يأت غيره بطائل» [2] .

و قد حاول السيد المدني أن يقلد الشيخ البهائي في كتبه فألف كتابه (المخلاة) علي منوال كتاب (المخلاة) للشيخ البهائي، و كتابه (التذكرة في الفوائد النادرة) علي ضوء كشكول الشيخ البهائي، بالاضافة الي شروحه الثلاث علي كتاب (الفوائد الصمدية) الأول المسمي بالحدائق الندية الذي مرت الاشارة اليه آنفا، و الشرحان الآخران متوسط و صغير.

كما تأثر السيد المؤلف كثيرا في شرحه هذا علي الصحيفة السجادية بشرح الشيخ البهائي علي هذه الصحيفة في اسلوب البحث و منهجته، و لأن شرح الشيخ البهائي (قدس سره) المسمي ب «حدائق الصالحين» لم يتمه، بل لم يشرح منه سوي بعض الادعية، و الموجود منه الان شرح الدعاء عند رؤية الهلال و أسماه بالرسالة أو الحديقة الهلالية. و قد التفت الي ذلك صاحب الرياض فقال: «و بسط الكلام فيه «أي في رياض السالكين» و نقل أقوال سائر الشراح و المحشين و تعصب فيه للشيخ البهائي من بين الشراح» [3] ، و تنبه الي ذلك أيضا العلامة الاميني فقال: «و سمي كل روضة منه باسم خاص بها، و لها خطبة مستقلة كما فعل البهاني في حدائق الصالحين» [4] .

قال صاحب الغدير في الحديث حول «حدائق الصالحين» للشيخ البهائي: «جعل شرح كل دعاء في حديقة و قد خرج شرح عدة من حدائقة و كانت موجودة في المشهد الرضوي في عصر العلامة المجلسي، كما ذكره بعض معاصريه أو تلاميذه في رسالة كتبها اليه، و الرسالة بصورتها مدرجة في آخر اجازات البحار، و لكن الموجود المتداول منها اليوم هو (الحديقة الهلالية) فقط في شرح دعائه عند رؤية الهلال الذي هو الدعاء الثالث و الاربعون، و قال في آخرها: (تم تأليف الحديقة الهلالية من كتاب حدائق الصالحين و يتلوها بعون الله تعالي الحديقة الصومية و هو شرح دعائه (عليه السلام) عند دخول شهر رمضان) و قد كتب قبل الهلالية (الحديقة الأخلاقية) قطعا؛ لانه قال في أثناء الهلالية ما لفظه: (و قد قدمنا في الحديقة الأخلاقية في شرح دعائه (عليه السلام) في مكارم الأخلاق كلاما) ثم أورد الكلام بعينه، و دعاء المكارم هو الدعاء العشرون، و في الروضات: (ص 632 (انه قرأ عليه السيد حسين بن حيدر شرح دعاء الصباح.

فظهر ان ما خرج من قلم الشيخ البهائي لم يكن منحصرا بالحديقة الهلالية حتي يقال ان استعمال (حدائق الصالحين) مجاز لا حقيقة له» [5] .

و لكن من المطمئن اليه أن السيد اين معصوم لم يطلع علي أكثر من الحديقة الهلالية حيث يقول: «و أما شرح شيخنا البهائي - قدس الله روحه الزكية - الذي سماه حدائق الصالحين و أشار اليه في الحديقة الهلالية فهو مجاز لا حقيقة، اذ لم تقع حدقة منه علي غير تلك الحديقة، و لعمري لو أتمه علي ذلك المنوال لكفي من بعده تجشم الأهوال، و لكن عسي أن يثمر غرس الاماني فأكون عرابة هذه الراية في زماني» [6] .

و قد تعدي تأثر السيد المدني باسلوب الشيخ البهائي و منهجة الي اختيار عنوان الكتاب كذلك، فتري مقدار التقارب بل الترادف بين عنواني شرح الصحيفة لهما (قدس سر هما) بين (حدائق الصالحين) و (رياض السالكين) بل ان اسم شرح الصحيفة أولا كما نص عليه صاحب الغدير كان (رياض الصالحين) [7] ثم غير المؤلف العنوان بعد ذلك الي (رياض السالكين).


پاورقي

[1] الحدائق الندية في شرح الصمدية: للسيد علي خان المدني ص 3.

[2] روضات الجنات: ج 7، ص 61.

[3] رياض العلماء: ج 3، ص 336.

[4] الذريعة: ج 9، ص 326.

[5] الغدير: ج 6: ص 288.

[6] رياض السالكين:

[7] راجع الغدير: ج 11، ص 326.