تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام علي خاتم الانبياء و المرسلين محمد و علي آله الطاهرين.
قال تعالي: «قل ما يعبؤابكم ربي لو لا دعاؤكم» [1] .
الدعاء: وسيلة الارتباط بالله تعالي و منهاج التربية لتاصيل شخصية المسلم و تهذيب أخلاقه و سلوكه، و سلما للترقي بالانسان الي مدارج الكمال، و الانعتاق من كل ألوان العبودية لغير الله تعالي.
و نتيجة لهذا الدور الخطير للدعاء، لم يغفل النبي و الائمة عليهم الصلاة و السلام عن ذلك، بل خلفوا لنا تراثا فريدا، ثر العطاء لا غناء للبشرية عنه علي مر العصور.
و الحصيفة السجادية: مجموعة من الأدعية المأثورة عن الامام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، و هو الرابع من أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.
و قد اشتهرت هذه الصحيفة «زبور آل محمد» و «انجيل آل محمد» كما سماها العلامة ابن شهر آشوب في «معالم العلماء».
و لم يقتصر دور الصحيفة السجادية علي كونها تراثا ربانيا و مدرسة أخلاق و مشعل هداية، بل انها تعبر أيضا عن عمل اجتماعي عظيم، كانت ضرورة المرحلة تفرضه علي الامام (عليه السلام).
و نظرا للاهمية البالغة للصحيفة السجادية، فقد ألف العلماء حولها شروحا كثيرة، ذكر صاحب الذريعة منها سبعة و أربعين شرحا.
و هذا الكتاب - الذي بين يديك - أحد الشروح الكاملة و الرئيسية للصحيفة السجادية، نسأل الله تبارك و تعالي أن يكون تحقيق و طبع هذا الكتاب بهذه المزايا الخاصة فاتحة عهد جديد للاهتمام بالصحيفة السجادية و بما يليق بعلو شأنها و منزلتها، و أن يبادر أهل العلم و الثقافة الي تأليف الدراسات و عقد المؤتمرات العلمية و الفكرية و تأسيس دار خاصة بالصحيفة السجادية كما كان الحال بالنسبة الي نهج البلاغة.
پاورقي
[1] سورة الفرقان: الاية 77.