بازگشت

الايهام بأن الصراع عائلي و ليس مبدئيا


لم يكن بوسع بني أمية مواجهة أهل البيت عليهم السلام اذا بقيت ساحة المواجهة مبدئية منهجية، فأهل البيت هم أساس هذا الأمر و سنامه، و هم المعصومون الذي قال القرآن بعصمتهم و فضائلهم، و هم أهل السابقة في الجهاد و الدين، و هم رموز المثل و الأخلاق و القيم، بينما لا يقف مقابلهم بنو أمية الا موقف الضعيف، و الضعيف جدا، فهم من ألب ذؤبان العرب علي الاسلام، و حاربوه حتي النفس الأخير، حربا ضروسا شرسة لا هوادة فيها، يشيب لهولها الصغير، فكان من جملة ما ركبوه ايهام الناس بواسطة وسائلهم الاعلامية بأن ساحة المواجهة ليست مواجهة لأجل الدين و الانسان بل هي مواجهة بين عشيرتين: بني هاشم و بني أمية من أجل السلطة، و أن الحسين لا يريد في حركته سوي السلطة، مع العلم أن الحسين عليه السلام كانت حركته سلمية، رفض البيعة كي لا يعطي غطاء شرعيا للتوجه الفكري و المسلك الظالم لحكومة بني أمية آنذاك.

فصوروا للناس أن المسألة شخصية و عشائرية و ليست مسألة ذات بعد عقائدي و فكري.

و الصراع علي السلطة لأجل السلطة مجال خصب لتحييد كل من يفكر بالشأن العام، و لشراء المضائر و النفوس المريضة، لأن التفكير الدنيوي لا يهمه حكم هذا أم ذاك، فالمهم مصلحته الشخصية، و شراء النفوس بالفلوس و الترهيب و الترغيب من أجل الدنيا، أمر يتقنه بنوأمية، و لذا تسني لهم كسب المعركة و الحفاظ علي السلطة، و لو علي حساب المبادي و القيم و حياة الانسان علي الأرض.