ماذا استفاد منها المؤرخون
نظر المؤرخون و أصحاب السير و كتب الحديث الي هاتين الحادثتين علي أنهما من كمال الأخلاق و كمال الانسانية، و لذا جعلهما صاحب بحار الأنوار مثلا في باب مكارم أخلاقه و علمه عليه السلام [1] كما جعلها ابن شهر آشوب [2] في باب كرمه و صبره و بكائه.
و لا شك في أنهما تدلان علي انسانة كاملة، فلا أثر للحقد و الكراهية و بغض الآخرين مهما كانت أذيتهم، فان الامام علي بن الحسين عليه السلام لا ينسي أجساد أهل البيت عليهم السلام مطروحة علي رمال الصحراء تدوسها سنابك الخيل، و الرؤوس محمولة علي الرماح، و لا ينسي النساء أسيرات تلهب السياط ظهورهن، و مع ذلك فلا أثر للحقد، بل كامل الرحمة و المروءة و الكرم و العطاء و التسامح و عفو عند المقدرة و عدم الغدر.
لكن هناك أمرا آخر نستفيده:
پاورقي
[1] بحارالأنوار، ج 6، ص 94، الحديث 86، طبعة دار احياء التراث العربي.
[2] مناقب ابن شهر آشوب، ج 3، ص 308.