بازگشت

الامامة


انها التسلسل المنطقي و السياق الطبيعي لمن يؤمن بالله ربا و يعرفه حق معرفته و يقر بأن محمدا رسول الله (ص) و يعرف قدره و فضله، و يعرف فضل أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا حق المعرفة، انهم عليهم السلام هم الحجة علي العالمين، انهم الوسيلة الي الله و الصراط المستقيم، انهم القيادة الشرعية الحقيقية و الوحيدة لجماعة المسلمين.

كل هذا يقود حتميا و منطقيا الي الامامة الامتداد الطبيعي للرسالية و القيادة الشرعية للأمة.

«اللهم انك أيدت دينك في كل أوان بامام أقمته علما لعبادك و منارا في بلادك بعد أن وصلت حبله بحبلك و جعلته الذريعة الي رضوانك، و افترضت طاعته، و حذرت معصيته، و أمرت بامتثال أوامره، و الانتهاء عند نهيه، و ألا يتقدمه متقدم، و لا يتأخر عنه متأخر، فهو عضمة اللائذين، و كهف المؤمنين، و عروة المتمسكين و بهاء العالمين.

اللهم فأوزع لوليك شكر ما أنعمت به عليه، و أوزعنا مثله فيه، و آته من لدنك سلطانا نصيرا، و افتح له فتحا يسيرا، و أعنه بركنك الأعز، و اشدد أزره، و قو عضده، وارعه بعينك، و احمه بحفضك، و انصره بملائكتك، و امدده بجندك الأغلب، و أقم به كتابك و حدودك و شرائعك و سنن رسولك صلواتك اللهم عليه و آله.

و أحي به ما أماته الظالمون من معالم دينكم، و اجل به صدأ الجور عن طريقتك، و ابن به الضراء من سبيلك، و أزل به الناكبين عن صراطك، و امحق به بغاة قصدك عوجا، و ألن جانبه لأوليائك، و ابسط يده علي أعدائك، وهب لنا رأفته و رحمته و تعطفه و تحننه.

و اجعلنا له سامعين مطيعين و في رضاه ساعين و الي نصرته و المدافعة عنه منكفين و اليك و الي رسولك صلواتك اللهم عليه و آله بذلك متقربين» دعاء / 47 من الصحيفة السجادية.

هذه هي أهم معالم الامامة كما عرضها الامام السجاد عليه السلام انها ضرورة لازمة من لوازن حفظ الدين لا تختص بعصر و لا أوان. انها حبل الله المتين و الذريعة الي مرضاة الله عزوجل، و الامام مفروض طاعته ممنوع معصيته امتثال أمره امتثال لأمر الله لا يتقدمه متقدم و لا يتأخر عنه متأخر انه النمرقة الوسطي بها يلحق التالي و اليها يفي ء الغالي عصمة الأمة من الأمراض و الانحرافات و الضمانة الوحيدة للسير علي نهج الله و صراطه المستقيم و واجبنا يتخلص في تعزيز سلطانه بالدعاء الي الله و العمل في ساحة الجهاد طلبا لعلوا المرتبة حتي يكون المؤمن به من جنده الأغلب لأنه لا اقامة لدين الله الا بطاعة امام الزمان الحقيقي.

فاذا كانت الفقرات السابقة هي اثبات لمعالم الدين من التوحيد و النبوة و الامامة، فلا شك أن البراءة من الظالمين ضرورة لازمة و لكنها علي كل حال لم تأت في بداية دعائه عليه السلام و لا استغرقت ما استغرقته هذه الأسس من بيان و اثبات بل هي تتلخص في كلمات معدودة.

المطلوب نشر النور الذي يبدد الظلمات و يلغي وجودها. و صدق الله العلي العظيم اذ يقول: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الي النور و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الي الظلمات أولئك أصحاب النارهم فيها خالدون) البقرة / 257.