بازگشت

التربية علي التصدي للظالمين


(و اجعل لي يدا علي من ظلمني و لسانا علي من خاصمني، و ظفرا بمن عاندني، وهب لي مكرا علي من كايدني، و قدرة علي من اضطهدني، و تكذيبا لمن قصبني) واليد علي الظالم هي القدرة عليه لرد ظلمه و اجباره علي العدل، و هو أعلي درجات انكار المنكر و هو تغييره باليد، ويليه الدرجة (و لسانا علي من خاصمني) فانكار المنكر باللسان هو الدرجة الثانية بعد الانكار باليد. و هذه تربية اجتماعية علي التصدي للظالمين و مقارعتهم باليد أو باللسان، و عدم الخنوع و الاستكانة بدعوي العجز و انعدام الحيلة.

و في الدعاء اشارة الي اعمال الفكر في مواجهة كيد الظالمين (وهب لي مكرا علي من كايدني) اذ أن التفكر يقود - بتوفيق الله - الي وسائل مختلفة لمواجهة كيد الظالمين و مكرهم.

هذه بعض نماذج التربية الاجتماعية التي يستفيدها المسلمون من الدعاء السجادي المعروف بدعاء مكارم الأخلاق، و الذي يتوازن فيه الفردي مع الاجتماعي و تنسجم فيه تزكية النفس مع اصلاح المجتمع في عملية تربوية واقعية متكاملة لا تغفل من جوانب الانسان و الحياة أي جانب.