بازگشت

التربية علي التماسك الاجتماعي


فالجماعة المسلمة أسرة واحدة و ان حاولت بعض الأفكار الشاذة أن تفرق بين بعض أفرادها. و التربية الاجتماعية علي المحافظة علي تماسك الجماعة ظاهرة جلية في الدعاء (و أكمل ذلك لي بدوام الطاغة، و لزوم الجماعة، و رفض أهل البدع، و مستعملي الرأي المخترع).

فدوام الطاعة للقيادة الصالحة و هم أئمة الهدي تستلزم تماسك الجماعة، لأن يد الله مع الجماعة كما ورد في الأثر، و لابد من اتخاذ موقف سلبي رافض لأهل البدع و اتباع الآرء المخترعة التي ليس لها في الدين أصل، و هو موقف اجتماعي شرعي يوقف سريان البدع و الأباطيل و يحد من تفشيها بين البسطاء و يحافظ بذلك علي التماسك الاجتماعي للجماعة المسلمة، أو المقاطعة الاجتماعية، و هو أسلوب ثابت في مواجهة المفسدين قرره القرآن الكريم علي لسان أنبيائه (و أعتزلكم و ما تدعون من دون الله و أدعو ربي...) (مريم / 48) و تسير عليه المجتمعات البشرية بمختلف المراحل و الظروف التاريخية.

و نقرأ في جانب آخر من الدعاء (و لا تبتلني بالكسل عن عبادتك، و لا العمي عن سبيلك و لا بالتعرض لخلاف محبتك، و لا مجامعة من تفرق عنك، و لا مفارقة من اجتمع اليك) و هاتان العبارتان الأخيرتان تدلان علي ضرورة التماسك الاجتماعي و الابتعاد عن العناصر التي تضعف هذا التماسك و تفسده و تفرق بين المسلمين.