بازگشت

استثمار الوقت فيما ينفع


(و اكفني ما يشغلني الاهتمام به) و هي الشواغل التي لا تنفع الانسان لا في دنياه و لا في آخرته. (و استعملني بما تسألني غدا عنه) و هو دعاء بأن يجعله الله عاملا بما يسأله الله غدا يوم القيامة عنه من الأعمال الصالحة، ففي الفقرة الأولي طلب الكفاية من كل شاغل سلبي، بينما تحمل الفقرة الثانية طلب الهداية و القوة للاشتغال بالعمل الايجابي.

(و استفرغ أيامي فيما خلقتني له) فأيام عمر الانسان تفرغ كما تفرغ الاناء من مائه بالتقاطر التدريجي، و كذلك تتقاطر أيام الانسان من وعاء عمره فيتناقص باستمرار الي أن ينتهي، فايام الانسان منتهية حتما لكن المهم هو: فيم سيكون استفراغ هذه الأيام التي لن تعود؟ و لهذا كان هذا الدعاء من الله سبحانه و تعالي لاستفراغ أيام العمر في الهدف الذي خلق الله الانسان له، و ليس في عمل الشيطان كما توضح هذه العبارة من الدعاء (و عمرني ما كان عمري بذلة في طاعتك فاذا كان عمري مرتعا للشيطان فاقبضني اليك قبل أن يسبق مقتك الي أو يستحكم غضبك علي) فالعمر الطويل ليس هدفا لذاته بل لأنه فرصة اضافية للعمل الصالح، فاذا انعدم هذا العمل الصالح و أصبح العمر مرتعا للشيطان فالموت أفضل من تلك الحياة الخاطئة التي تقود الي مقت الله و غضبه و خسران الدنيا و الآخرة.