بازگشت

الجماليات الصوتية


و من نماذجها في دعائه بخواتيم الخير (يا من ذكره شرف للذاكرين و يا من شكره فوز للشاكرين و يا من طاعته نجاة للمطيعين صل علي محمد و آل محمد و اشغل قلوبنا بذكرك عن كل ذكر و ألسنتنا بشكرك عن كل شكر) فهذه الشين بترددها و تكرارها تشي بكل ما في النفس من اشتياق و انشداد الي الله تعالي و الكاف تجعل كل شي ء في اطار هذه العلاقة التي تغني عن الكل.

و في دعائه عند الصباح و المساء (أصبحنا في قبضتك يحوينا ملكك و سلطانك و تضمنا مشيتك و نتصرف عن أمرك و نتقلب في تدبيرك ليس لنا من الأمر الا ما قضيت و لا من الخير الا ما أعطيت و هذا يوم حادث جديد و هو علينا شاهد عتيد ان أحسنا و دعنا بحمد و ان أسأنا و دعنا بذم) ففي التنويع بين ما يتعدي بنفسه و ما يتعدي بحرف جر و في التوازن بين الجمل و في الفواصل المتناغمة و المقابلة و تكرار الضاد ألوان من التنسيق الصوتي.

و في دعائه لوالديه (اللهم خفض لهما صوتي و أطب لهما كلامي و ألن لهما عريكتي و اعطف عليهما قلبي و صيرني بهما رفيقا و عليهما شفيقا اللهم اشكر لهما تربيتي و أثبهما علي تكرمتي و احفظ لهما ما حفظا مني في صغري) فهذه الجمل المتتابعة المتنوعة و مشتقات الخفض و الطيب و اللين و العطف و تساوي الفاصلتين رفيقا و شفيقا و الترادف المعنوي بين اشكر لهما و أثبهما ألوان من الجماليات الصوتية.