بازگشت

المدرسة النبوية


محمد صلي الله عليه و آله الذي قال فيه ربه (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) (الأنبياء / 107) افتتحت أعظم مدرسة لتعليم الانسانية الحقة التي تختار خط الاحتياج الي الله و السير اليه و العلاقة به و اللياذ بمعيته بعد أن فهمت و أفهمت أن قوام أمر كل مخلوق أنه احتياج الي ربه. لينطلق الانسان منسجما مع الكون المسبح بحمد الله علي المنهج الأمثل الأجمل الذي يتزاوج فيه الجسد و الروح، و الدنيا و الآخرة، و الفردي و الجماعي، و المادي و المجرد، و الشهود و الغيب، و الملك و الملكوت، و ما قائد مسيرة الكون التسبيحية و التجسيد الأكمل لذلك المنهج الا أجمل الخلق محمد، و هو في ذاته و صفاته و أفعاله أفضل و أجمل تجل للجميل المطلق الذي يقدمه في القرآن في منغومة عاشقة محبة يدعو المؤمنين الي الانضمام اليها في قوله تعالي (ان الله و ملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما) (الأحزاب / 56)

و محمد هو الجميل في بيانه و فصاحته بحيث يقول و هو الصادق الأمين الذي لا ينطلق عن الهوي «أنا أفصح العرب بيد أني من قريش» و هذا فخر لا يحق الا له و لا يصدق الا عليه، و اذا كان هذا الرسول الأكرم هو المدرسة لكل انسان فكيف لا يكون مدرسة لآله و عترته و خاصته و حامته من الخلق يتعلمون في مدرسته جمالية الفكر و التعبير.

و من أدعية الرسول ليلة النصف من شعبان قوله: «اللهم أقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا و بين معاصيك و من طاعتك ما تبلغنا به رضوانك و من اليقين ما تهون علينا به مصيبات الدنيا اللهم أمتعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا ما أحييتنا و اجعله الوارث منا و اجعل ثارنا علي من ظلمنا و نصرنا علي من عادانا و لا تجعل مصيبتنا في ديننا و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا و لا تسلط علينا من لا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين).

و مما كان يقوله في سجوده في تلك الليلة: (أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السماوات و الأرضون و انكشفت به الظلمات و صلح عليه أمر الأولين و الآخرين من فجأة نقمتك و من تحويل عافيتك و من زوال نعمتك اللهم ارزقني قلبا تقيا نقيا و من الشرك بريا لا كافرا و لا شقيا).

و من أدعية الرسول صلوات الله عليه و آله دعاء «المجير» و دعاء «يستشير» و دعاء «الجوشن الكبير» في أسماء الله الحسني.

و حين يتتلمذ الأئمة عليهم السلام فكيف لا يغدون أساتذه الحب لله و رسوله و من فقرات للامام زين العابدين في أدعيته (اللهم فصل علي محمد أمينك علي وحيك و نجيبك من خلقك وصفيك من عبادك امام الرحمة و قائد الخير و مفتاح البركة) و قوله (اللهم اني أتقرب اليك بالمحدية الرفيعة) و قوله (اللهم فارفعه الي الدرجة العليا من جنتك حتي لا يساوي في منزلة و لا يكافأ في مرتبة و لا يوازيه لديك ملك مقرب و لا نبي مرسل).