بازگشت

الآخر، أو أهل الثغور


في هذا الدعاء تتداخل مواقف الدعاء بالنصر و العزة لحماة الدين في الثغور بمواقف الدعاء علي الأعداء بالخسران و الذل و الهوان.

و تتجلي صورة الحماة من خلال سمو المكانة التي تحتلها الحصون و الثغور في صدور المسلمين. و لعل ما ورد من صفات سامية لأهل الثغور يكشف عن عظيم دورهم، و جلال تضحياتهم، لذا بدا الدعاء لهم ثنائي الوجهة، ففي الوقت الذي تحتشد فيه عبارات الرجاء من الله بتأييدهم و تكثير عدتهم و شحذ أسلحتهم و تأليف جمعهم و تدبير أمرهم، تظهر بالمقابل عبارات الرجاء من الله بتفريق عدوهم، و تضليله عن وجهته، و دب الرعب في أفئدته، و قد تكامل الدعاء بايجابه و سلبه، كما انتظم رسم الصورة بتحديد بعديها المتنافرين.

- اللهم صل علي محمد و آل محمد و حصن ثغور المسلمين بعزتك، و أيد حماتها بقوتك.... و كثر عدتهم.... و اعضدهم بالنصر... و أنسهم عند لقاء العدو ذكر دنياهم الخداعة الغرور و امح عن قلوبهم خطرات المال، و اجعل الجنة نصب أعينهم... [1] ، اللهم افلل بذلك عدوهم... و فرق بينهم و بين أسلحتهم، و اخلع وثائق أفئدتهم، و باعد بينهم و بين أزودتهم و خيرهم في سبلهم و ضللهم عن وجههم.... [2] .


پاورقي

[1] الصحيفة السجادية: دعاؤه عليه السلام لأهل الثغور، دعاء رقم / 27 /.

[2] المرجع السابق.