بازگشت

الآخر، أو صورة الوالدين


يسجل (الأنا) في هذا الدعاء [1] عجزا بشريا عن الوفاء بحق الوالدين، و التصاغر أمام عظيم ما قدما، و الرجاء من الله تعالي بتبصرة العين و القلب حتي لا يفوتهما التقصير بالسداد ورد الجميل، ثم يتبدي مفهوم الطاعة بأحلي صوره، فهو دعاء يستدر العون من الله تعالي ليكون قادرا علي البر، فهو المقصر ابدا. و اذ يبدأ الدعاء بعبارة: (و اخصص اللهم والدي بالكرامة لديك و الصلاة منك) ينتهي بعبارة: (اللهم و ان سبقت مغفرتك لهما فشفعهما في، و ان سبقت مغفرتك لي فشفعني فيهما حتي نجتمع برأفتك في دار كرامتك...).

أما الاعتراف بضعف القدرة علي بلوغ مرتبة الوفاء للوالدين فتمثل في طلب سبعة ضروب من العون:

الالهام: (و ألهمني علم ما يجب لهما علي الهاما..).

- التبصر: (و وفقني للنفوذ فيما تبصرني من علمه حتي لا يفوتني استعمال شي ء علمتنيه..).

- المهابة: (اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف..).

- البر: (و أبرهما بر الأم الرؤوف)، (و اجعل طاعتي لوالدي و بري بهما أقر لعيني من رقدة الوسنان و أثلج لصدري من شربة الظمان..).

- لين العريكة: (اللهم خفض لهما صوتي، و أطل لهما كلامي، و ألن لهما عريكتي، و اعطف عليهما قلبي، و صيرني بهما رفيقا، و عليهما شفيقا..). - الغفران: (اللهم، و ما تعديا علي فيه من قول أو أسرفا علي فيه من فعل، أو ضيعاه لي من حق، أو قصرا بي عنه من واجب فقد وهبته وجدت به عليهما، و رغبت اليك في وضع تبتعه عنهما، فاني لا أتهمهما علي نفسي...).

- الذاكر الدائم لهما: اللهم لا تنسني ذكرهما في أدبار صلواتي، و في اني من أنا ليلي، و في كل ساعة من ساعات نهاري...).


پاورقي

[1] الصحيفة السجادية: من دعائه لأبوه عليه السلام، دعاء رقم / 24 /.