بازگشت

في تعريف (الآخر) و صوره


يقتضي وعي الآخر الوعي بالذات لزوما، في الابتداء، و يستوجب تحديد الآخر الفراغ من تعيين الذات، ابتداء، و انجلاء مقاصد التعامل، و بيان قواعد العلاقة.

فكيف نظرت الذات السجادة الي (الآخر)؟

انه، علي خلاف المسلمات المعهودة، ما كان (الآخر) وجودا مغايرا، أو كائنا مختلفا، و ما كان صفة ضدية في وجه (الأنا) بيد أن الاستثناء تمثل في تحديد (الآخر) خارج دائرة الدين - الانتماء. و ما رأت الذات العبادة في (الآخر) موضوع تمكل، أو اخضاع، لقد اندغم (الآخر) في الدين في الذات السجادة، فما ضاقت به، و ما ارتضته تمهيدا لالغائه، بل ظل نصب العين، كائنا موجودا، مستقلا، تعني به الذات عبر الدعاء الذي حمل رمز مفهوم الدعوة، و اعادة تشكيل المادة الاجتماعية.

و لقد انشعب (الآخر) الي دوائر و مستويات، ففي دائرة التماثل مع الذات: الدعاء للوالدين و الأبناء، وفي المحيط المكاني: الآخر - الجار. و في المحيط الاجتماعي: الآخر - أصحاب الدنيا. و في دائرة الذود عن الدين: الآخر: رجال الثغور. و في دائرة التغاير: عدو الذوات، و الدين: الآخر الضد، و الآخر الحانق.

فالآخر يتجلي في كينونات مختلفة، متفاوتة المستويات، و بالتالي سيتغير الدال بتغير المدلول، و لسوف يختلف الدعاء باختلاف ذلك (الآخر)، و ان كان بعض الستويات تتقاطع تماثلا جراء انضواء (الآخر) في الدين الواحد، و المجتمع الواحد.

و لسوف يجمع الذات السجادة و (الآخر) دعاء ينبثق من (أنا) الذات، يبتهل الي الله تعالي طلبا في قبول (الآخر) و (الذات) معا، ثم تحدد الذات الداعية معالم العلاقة في تفيؤ مستديم برضوان الله، و في استرشاد لا يني، بالكتاب و السنة و الشريعة.