بازگشت

فئة تحديد الموقف


و تتضمن هذه الفئة أربعة مواقف لا يمكن لها، بظاهر القيام بها، الا أن تنطلق بمبادرة من صاحبها و رغبته. و هذه مواقف الاقبال و الاختيار والتوبة و الحمد. فالمرء لا يقبل علي أمر ما، محققا لشرط الاقبال، الا بمبادرة منه أو رغبة تعتمر في ذاته؛ و الا فان ما يقوم به، هاهنا، لايكون من باب الاقبال بل من باب الاذعان. و كذلك الحال اذا ما كان له أن يختار، فاذا ما خرج في اختياره عن قصد رغبته و حقيقة ارادته فهو في حكم المجبر و المكره؛ و لا يختلف الأمر في هذه عما هو عليه في مجالي التوبة و الحمد، فاذا ما قام الانسان بتنفيذهما من غير ما رغبة أو ارادة واعية فهو اما منافق أو مداج، و ليس فيما يقوم به ما يصور حقيقة نفسه و يبين صدق دواعيها و صراحة نواياها.