بازگشت

الحلم


الأناة و العقل، و هو نقيض السفه، و تحالم الرجل: أري من نفسه ذلك و ليس به.

اصطلاحا: الحلم هو أن يغض المرء عن المسي ء اليه، و يكون صفة ثابتة و متأصلة في الانسان، أما التحلم فهو تكلف الحلم، أي الحلم المصطنع، أو الحلم الكاذب، يظهر عند التملق و المنافقة ثم يغيب عند الضرورة الملحة لوجوده... الحلم الأصيل صفة تلازم الأنبياء و المعصومين، هو نزعة انسانية، تحمل صاحبها علي العفو عن المسي ء، و تجاوز المغاضبة.

كان زين العابدين عليه السلام وارثا للحلم عن أبيه عن جده، حفلت كتب السير و التاريخ بحكايا الحلم التي كانت تفيض عن آل البيت فيض العطر عن الزهر، عشرات الروايات في تاريخ دمشق لابن عساكر، قال في الامام زين العابدين: «استطال رجل علي علي بن الحسين، فتغافل عنه، فقال له الرجل: اياك أعني فقال له علي: و عنك أغضي» [1] . و روي أيضا: «كان علي بن الحسين خارجا من المسجد، فلقيه رجل فسبه فثارت اليه الموالي، فقال مهلا عن الرجل... ما ستر الله عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ و أعطاه كساء كان عليه، فخجل الرجل و قال: أشهد أنك من أبناء الرسل» [2] .

رواية أخيرة: لما عزل والي المدينة هشام بن اسماعيل، استهان به الناس، و كان كثير المضايقة للامام زين العابدين و أهل بيته، و لما مر به زين العابدين ما شتمه بل قال له: استعن بنا علي ما شئت.

فقال هشام [3] (الله أعلم حيث يجعل رسالته) [4] .

عشرات الروايات ان ذكرت انما لتؤكد تأصل الحلم في شخصية زين العابدين، فهو امام لا يستفزه الغضب، بل يعفو و يصفح و يسامح.. حفلت الصحيفة السجادية بمعاني الحلم و العفو عن أذاهم.. «اللهم و أيما عبد نال مني ما حظرت عليه و انتهك مني ما حجرت عليه.. فاغفرله..» [5] .


پاورقي

[1] ابن عساكر: 244 / 17.

[2] ابن عساكر: 243 / 17، المناقب: 170 / 4.

[3] ابن عساكر: 243 / 17.

[4] سورة الأنعام / 124.

[5] الصحيفة السجادية: دعاء رقم / 39.