بازگشت

صورة الانسانية في التعامل مع الفقراء


قال تعالي: (و أما السائل فلا تنهر) [1] .ترفق علي بن الحسين بالآية شرحا و تطبيقا و حبله اتصل بحبلها. فسرها بحركة انتزعت منه جسدية، و محت فيه الرغبات الأرضية... عندما يري المرء متسولا شعثته الأيام، فكلح وجهه و اسودت يداه، رث الأثواب متسخها.... منظره قد يثير الشفقة، لكنه بأدرانه يثير الاشمئزاز، قد ينفحه المرء الصدقة، و يحاول ألا تلمس اليد العليا اليد السفلي.. أثار القرآن الكريم مشكلة قهر السائل، و أمر أن يصرف بلين، و لم يلزم عطاءه...

لنقرأ مع أبي نعيم في الحلية: «كان زين العابدين اذا ناول السائل الصدقة قبله، ثم ناوله» ما سمعت بكريم أو جواد أو سخي قبل السائل ثم ناوله الا الامام زين العابدين الذي كان يقول: «سادة الناس في الدنيا الأسخياء» [2] و أرفع درجات السخاء احترام المعطي أو ستره... ألا تضج الانسانية بهذا العمل؟ التقبيل للسائل صدقة معنوية، و المناولة صدقة مادية... القبلة للسائل حركة محت وجود «النهر» «و القهر» و ألغت فكرة التمييز الطبقي، ارتفعت بانسان وضيع الي مستوي انسان قرشي، هو حفيد الرسول، و ابن أميرالمؤمنين... الحركة شرعت المساواة بين البشر، لا فرق بين انتماء و انتماء، الصدقة المعنوية حركة متطورة اذا اقترنت بالعطاء المادي... و لذلك حدد الامام التعامل مع الصدقة بالعطاء، و الاحترام، و الدعاء للفقير بسعة الرزق، حتي لا يريق ماء وجهه أمام الأغنياء... و أكد أن القبلة وحدها لا تغني من جوع، و افترض العطاء ضرورة للسؤال...


پاورقي

[1] الضحي: 10 / 93.

[2] حلية الأولياء: 137 / 3.