بازگشت

الأهداف و الدلالات


من أبرز المظاهر الفذة في سيرة الامام زين العابدين عليه السلام الأدعية المأثورة عنه، فقد تميز ما نقل عنه بالكثرة، و النفس الطويل، و الشهرة، و التداول، لما تحتويه من أساليب، جذابة و مستهوية للقلوب، تتجاوب معها الأرواح و النفوس و ما تضمنته من معان راقية تتفاعل مع العقول و الأفكار.

لقد استهدف الامام السجاد عليه السلام في الصحيفة أمورا مهمة، و أغراضنا بعيدة، فيما نوع من أدعية الصحيفة، بمناسباتها الزمانية و ظروفها المكانية، و الحوادث، و الأشخاص، و الموجودات المختلفة التي كانت محورا لكلامه بدءا بالخالق جل جلاله، و مرورا بالملائكة و الأنس، و الجن، و الشيطان و ختاما بالحشر و المعاد و القيامة و الجنة و نعيمها الخالد، و ما يوازي كلا من ذلك، أو يقارنه أو يسبقه أو يلحقه من شؤون.

و قد كان للأدعية التي أصدرها أبعاد فكرية واسعة المدي، بالنصوص الحاسمة لقضايا عقائدية اسلامية، كانت بحاجة الي البت فيها بنص قاطع، بعد أن عصفت بالعقيدة، تيارات الالحاد، كالتشبيه و الجبر و الارجاء، و غيرها.. مما كان وراء بثها و اثارتها و ترويجها اعداء متسللون الي الاسلام، بهدف تحريف مسيرة التوحيد و العدل، تمهيدا للردة عن الاسلام، و الرجوع الي الجاهلية الأولي.

و في حالة القمع و الابادة، و مطاردة كل المناضلين، الأحرار، و تتبع آثارهم و خنق أصواتهم، كان قرار الامام زين العابدين عليه السلام باتباع سياسة الدعاء، و هي أنجح وسيلة لبث الحقائق و تخليدها، و آمن طريقة وأبعدها من اثارة السلطة، و أقوي أداة اتصال مكتومة، هادئة، موثوقة.

كما كانت لنصوص الأدعية أصداء قوية في ميادين الأدب الذي له وقع كبير في نفوس الشعوب، و خاصة الشعب العربي، و له تركيز كثير في قرارات أذهان الناس و ذاكرتهم. فلقد استخدم الأئمة عليهم السلام تأثير الأدب في الناس فكانوا يهتمون بذلك، سواء في تطعيم ما يصدرونه، بألوازن زاهية من الأدب العربي الراقي، نثرا و شعرا، كما كانوا يبعثون الشعراء، علي نظم القضايا الفكرية، و الحقاها في أشعارهم، و يروجونها بين الناس و قد أثرت جهود الأئمة عليهم السلام بتعديل ذلك المجري، للسير في السبل الآمنة، و الأغراض الشرعية، و التزام الأدب الهادف المؤدي الي رفع المستوي الخلقي و الفكري و الثقافي.

و قد أثري الامام زين العابدين عليه السلام الأدب العربي بمادة غزيرة من النصوص الموثوقة بشكل الأدعية، التي تعد من أروع أمثلة الأدب العربي في النثر. و امتازت بين مجموع ما روي عن الامام زين العابدين من الأدعية، تلك التي ضمنها الصحيفة السجادية التي تتلألأ بين أدعيته، لأنها من تأليف الامام نفسه، و املائه، فلذلك فتح العلماء لها مجالا خاصا في التراث الاسلامي، و أغدق عليها المبدعون بأجمل ما عندهم من مهارات في الخط، و الزخرفة، و أولادها الداعون عناية فائقة في الالتزام و الأداء، و العلماء في الشرح و الرواية.

و لا ريب أن النظر فيها سيوقف القاري علي مقاطع رائعة تدل علي مفردات ما نقول بوضوح و صراحة، و اذا أخذ الانسان بنظر الاعتبار ظروف الامام زين العابدين عليه السلام و موقفه الاجتماعي، و قرأ عن طغيان الحكام و عبثهم، و قارن بين مدلول الصحيفة و مؤشرات التصرفات التي قام بها أولئك الحكام، اتضح له أن الامام قد قام من خلالها بتحد صارخ للدولة و مخططاتها التي استهدفت كيان المجتمع الاسلامي لتزعزعه، و اذ لا يسعنا الدخول في غمار هذا البحر الزخار لا قتناص درره، فان نقتصر علي ايراد مقطعين ممن أدعية الصحيفة، يمثلان صورة عما جاء فيها، مما تبرز فيه معالم التصدي السياسي الذي التزمه الامام عليه السلام بمنطق الدعاء.

المقطع الأول: دعاؤه لأهل الثغور: ان الامام: لكونه الراعي المسؤول عن رعيته و هي الأمة، يكون الحفاظ، علي وجود الاسلام، من أهم واجباته التي يلتزمها، فلابد من رعاية شعائرة، و استمرار مظاهره، و متابعة مصالحه العامة، و تقديمها علي غيرها من المصالح الخاصة بالأفراد، أو الأعمال الجزئية الفرعية، فالحفاظ علي سمعة الاسلام و حدوده، أهم من الالتزام بفروع الدين و واجباته و محرماته، اذا دار الأمر بينه و بينها.

و في سبيل ذلك الهدف العام السامي، لا بد من تجاوز الاهتمامات الصغيرة و المحدودة، بالرغم من كونها في حد ذاتها ضرورات لابد من القيام بها في الظروف العادية، لكنها لا تعرقل طريق الأهداف العامة الكبري، فالاسلام كدين ليس قائما بالأشخاص، و لا يتأثر بتصرفاتهم الخاصة، في مقابل ما يهدده من الأخطار الكبيرة، فكرية أو اجتماعية أو عسكرية، فاذا واجه الاسلام خطرا يهدد التوحيد الممثل بكلمة (لا اله الا الله) أو الرسالة المتجلية في محمد رسول الله (ص)، فان الامام يتجاوز كل الاعتبارات و يهب للدفاع عن هذين الركنين الأهم، و حتي لو كان علي حساب وجود الامام نفسه، أو عنوان امامته، فضلا عن مصالح الخاصة و شؤونه و صلاحياته.

و من هذا المنطلق، يمكن تحديد المواقف الهامة للأئمة من اهل البيت عليهم السلام، فسكوت الامام أميرالمؤمنين علي عليه السلام، عن مطالبته بحقه، و لجوء الامام الحسن المجتبي عليه السلام، الي توقيع كتاب الصلح مع معاوية، و تضحية الامام الحسين عليه السلام الشهيد بنفسه في كربلاء، كل ذلك نحدده علي أساس متحد، و هو رعاية المصلحة الاسلامية الهامة، و الحفاظ، علي كيان الاسلام لئلا يمسه سوء، و بهذا أيضا نميز وقوف الامام زين العابدين عليه السلام للدعاء لأهل الثغور.

و من هم أهل الثغور في عصره، و ليس لهذا الدعاء تاريخ محدد، حتي نعرف الفترة التي أنشي فيها الدعاء بعينها، الا أنها لا تخرج من مجمع الفترة التي عايشها الامام زين العابدين عليه السلام من سنة (61) الي سنة (94)، و لم تخرج عن حكم واحد من الخلفاء الأمويين، و حتي لو فرضنا انشاءه في فترة حكم معاوية الثاني بن يزيد بن معاوية. الذي عرف بولائه لأهل البيت عليهم السلام، علي قصرها - فلا ريب أن كيان الحكم و أجهزة الدولة كافة، و عناصر الادارة و رموز السلطة لم تتغير، و خاصة اهل الثغور الذين هم حرس الحدود، لم يطرأ عليه التغيير المبدئي، في تلك الفترة القصيرة بتبدل الخليفة.

و من المعلوم ان الذين يتهجون الي حدود الدولة الاسلامية و هي أبعد النقاط عن أماكن الرفاه و الراحة، ليسوا الا من سواد الناس، و يمكن أن يكون اختيارهم لتلك الجهات البعيدة دليلا علي ابتعادهم عن المشكلات التي انغمس فيها أهل المدن في داخل البلاد. و مع ذلك يبقي التساؤل عن دعاء الامام عليه السلام بتلك القوة، و ذلك الشمول، و بهذه اللهجة، و هذا الحنان، لحرس الحدود، و هم جزء من جيش الحكومة، و وحدة من وحدات كيان الدولة.

ان الحقيقة التي عرضناها سابقا، هي الجواب عن هذا التساؤل، لأن مصلحة الاسلام، ككل، مقدمة علي كل ما سواها من أمور الاسلام، سواء فروع الدين، أو عناوين الأشخاص، أو مصالح الآخرين حتي الجماعات المعينة.

ثم ان هذا الدعاء نفسه دليل مقنع علي أن الامام زين العابدين عليه السلام لم يكن كما شاء أن يصوره بعض الكتاب الجدد متخليا عن مركزه القيادي و السياسي، كامام يرعي مصلحة الاسلام، و الأمة الاسلامية، فمن خلال أوسع جبهاتها، و هي الحدود الاسلامية، المهددة دائما، بلا شك، من قبل الدول المجاورة الحاقدة علي الاسلام الذي قهرها، و استولي علي مساحات من أراضيها، فرض الامام عليه السلام رعايته و اهتمامه، و بشكل الدعاء الذي لا يثير لاحكام.

و حرس الحدود أنفسهم، مهما كانت هوياتهم لا يعدون أنصارا للحكومة، بقدر ما هم محافظون علي الأرض الاسلامية، و كرامة الاسلام، فانهم مدافعون عن ثغوره و مراقبون لحماية خطوط المواجهة الأمامية، و هو أمر واجب علي كل مسلم أن يبذل جهدا في اسناده و دعمه و تسديد القائمين به، بكل شكل ممكن. و هذا هو الذي استهدفه الامام زين العابدين عليه السلام في دعائه لأهل الثغور، فهو ينبه الناس الي خطورة هذا الواجب، و يهيج الأحاسيس تجاه الثغور و حمايتها، و مهما كان الحكام في الداخل يعيثون فسادا، فانهم لا محالة زائلون، و مهما جدوا في التقتيل و الظلم و الاجرام و التخريب، فانهم لن يتمكنوا من القضاء علي كل معالم هذا الدين، الذي يعد المسلمون الحفاظ عليه من واجباتهم الأساسية، و الامام عليه السلام و ان كان معارضا للنظام الأموي، و يجد في فضحه و تزييف عمله و الكشف عن سوء ادارته، و يحكم علي القائمين به بالخروج عن الحق و العدل، و هو لا يزال ينظر الي مصارع شهداء كربلا ء بعيون تملؤها العبرة، و مع ذلك يدعو بصوت تخنقه العبرة أيضا لأهل الثغور الاسلامية، و باللهجة القوية القاطعة لكل عذر، و بالنبرة الحادة ذاتها التي يدعو بها لزوال حكم الظالمين يدعو لاستتباب الأمن و العدل و الصلاح علي أرض الاسلام، فلنقرأ معا مقتطفات من هذا الدعاء العظيم:

«اللهم صل علي محمد و آله، و حصن ثغور المسلمين بعزتك، و أيد حماتها بقوتك، و أسبغ عطاياهم من جدتك.

اللهم صل علي محمد و آله، و كثر عدتهم، و اشحذ أسلحتهم، و احرس حوزتهم، و امنع حومتهم، و ألف جمعهم، و دبر أمرهم، و واتر بين ميرهم، و توحد بكفاية مؤنهم، و اعضدهم بالنصر، و أعنهم بالصبر، و الطف لهم في المكر.

اللهم صل علي محمد و آله، و عرفهم ما يجلهون، و علمهم ما لا يعلمون و بصرهم ما لا يبصرون.

اللهم صل علي محمد و آله، و أنسهم عند لقائهم العدو ذكر دنياهم الخداعة الغرور، وامح عن قلوبهم خطرات المال الفتون، و اجعل الجنة نصب أعينهم، و لوح منها لأبصارهم ما أعددت فيها من مساكن الخلد، و منازل الكرامة، و الحور الحسان، و الأنهار المطردة بأنواع الأشربة، و الأشجار المتدلية بصنوف الثمر، حتي لايهم أحد منهم بالادبار، و لا يحدث نفسه عن قرنه بفرار. اللهم افلل بذلك عدوهم، و اقلم عنهم أظفارهم، و فرق بينهم و بين أسلحتهم، و اخلع وثائق أفئدتهم، و باعد بينهم و بين أزودتهم، و حيرهم في سبلهم، و ظللهم عن وجههم، و اقطع عنهم المدد، و انقض منهم العدد، و املأ أفئدتهم الرعب، و اقبض أيديهم عن البسط، و اخزم السنتهم عن النطق، و شرد بهم من خلفهم، و نكل بهم من وراءهم، و اقطع بخزيهم أطماع من بعدهم.

اللهم اشغل المشركين بالمشركين عن تناول أطراف المسلمين، و خذهم بالنقص عن تتقيصهم، و ثبطهم بالفرقة عن الاحتشاد عليهم.

اللهم و أيما مسلم أهمه أمر الاسلام و أحزنه تحزب أهل الشرك عليهم

، فنوي غزوا، أو هم بجهاد، فقعد به ضعف، أو أبطأت، به فاقة، أو أخره عنه حادث، أو عرص له دون ارادته مانع، فاكتب اسمه في العابدين، و أوجب له ثواب المجاهدين، و اجعله في نظام الشهداء و الصالحين.

اللهم صل علي محمد عبدك و رسولك و آل محمد، صلاة عالية علي الصلوات، مشرفة فوق التحيات، صلاة لا ينتهي أمدها، و لا ينقطع عددها، كأتم ما مضي من صلواتك علي أحد من اوليائك. انك المنان، الحميد، المبدي، المعيد، الفعال لما تريد» [1] .

هذا علي مستوي كيان عسكري مرتبط، بالدولة، و اما علي مستوي الشعب فلنقرأ معا المقطع الثاني و هو دعاء الاستسقاء بعد الجدب حيث تتجلي فيه رعاية الامام عليه السلام لحالة الأمة، و مراقبته لأحوالها، و بخصوص اقتصادها الذي هو عصب حياتها فاذا رآه يتعرض للانهيار علي أثر الجفاف، ينبري عليه السلام لانجاده بطريقته الخاصة، التي لا تثير أحقاد الحكام ضده، و لا تمكنهم من أخذ نقاط، سياسة عليه، و مع ذلك فهو يجلب أنظار الشعب المسلم المقهور، المغلوب علي أمره، الي أن هناك، من يعطف عليه الي هذا الحد، و من يراقب أوضاعه، و يهتم بشؤونه و مشاكله.

و الامام زين العابدين عليه السلام بهذا الشكل، يفرض نفسه علي الساحة السياسية، و هو تدخل صريح في شؤون الأمة، و ظهور واضح علي أرض العمل، فان الملجأ في مثل هذه المشاكل هم كبار القوم، و من لهم قدسية، و فضل، و تقدم علي الآخرين، و لا تشخص الأبصار في مثل ذلك الا الي الخليفة ان كانت له قابلية ما يدعي من مقام رسول الله (ص) و هو يتسنم أريكة الحكم، و الامام زين العابدين عليه السلام بهذا الدعاء، يثبت انه الأحق بالتصدي لذلك المقام، و انه الملجأ الذي لابد أن يوسط، بين الأرض و السماء.

هذا كله، مع أن الأمة لم تقف الي جانب الامام عليه السلام و لم تراع حرمته في النسب، و لا حقه في الامامة، بل خذلته، حتي راح يقول: ما بمكة و المدينة عشرون رجلا يحبنا. و ليس المراد بذلك الحب مجرد العواطف و الدموع و المجاملات، فهؤلاء أهل الكوفة كانوا من أحذق الناس في ذرف دموع التماسيح علي أهل البيت عليه السلام بعنوان الحب، ذلك الحب المبطن بالنفاق، و الذي انقلب علي أبيه الامام الحسين عليه السلام سيفا أودي به. فليس الحب المطلوب لآل الرسول، و الذي دلت علي لزومه آية المودة في القربي، و أحاديث الرسول المصطفي (ص)، هو الفارغ عن كل حق لهم في الحكم و الادارة، أو الفقه و التشريع، و عن كل معاني الولاء العلمية و الاقتداء و الاتباع، و ان ادعاه المحرفون أو حرفوه الي مثل ذلك، مكتفين لأهل البيت باسم الحب.

لكن قضية الأمة الاسلامية، و اقتصاد البلاد الاسلامية، من القضايا المصيرية الكبري، التي لا توازيها الأضرار الصغيرة و لا الأخطاء الخاصة، بل لابد من تجاوز كل الاعتبارات في سبيل احياء تلك القضايا الكبار، و بعد، فلنعش في رحاب دعاء الاستسقاء:

«اللهم اسقنا الغيث، و انشر علينا رحمتك بغيثك المغدق من السحاب، المنساق لنبات أرضك، المونق في جميع الآفاق، و امنن علي عبادك بايناع الثمرة، و أحي بلادك ببلوغ الزهرة، و أشهد ملائكتك الكرام السفرة، بسقي منك نافع دائم غزره، واسع درره، و ابل سريع عاجل، تحيي به ما قد مات، و ترد به ما قد فات، و تخرج به ما هو آت، و توسع به في الاقوات، سحابا متراكما هنيئا مريئا طبقا مجلجلا، غير ملث و دقه، و لا خلب برقه.

اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريعا ممرعا عريضا و اسعا غزيرا ترد به النهيض و تجبر به المهيض.

اللهم اسقنا سقيا تسيل منه الظراب، و تملأ منه الجباب، و تفجر به الأنهار، و تنبت به الأشجار، و ترخص به الاسعار في جميع الأمصار، و تنعش به البهائم و الخلق، و تكمل لنا به طيبات الرزق، و تنبت لنا به الزرع، و تدر به الضرع، و تزيدنا به قوة الي قوتنا.

اللهم لا تجعل ظلله علينا سموما، و لا تجعل برده علينا حسوما، و لا تجعل صوبه علينا رجوما، و لا تجعل ماءه علينا أجاجا.

اللهم صل علي محمد و آل محمد، و ارزقنا من بركات السماوات و الأرض انك علي كل شي ء قدير» [2] .

و هكذا فان الامام زين العابدين عليه السلام في دعاء الاستسقاء، لا يحصر اهتمامه بما حوله من الأفراد و الشؤون الخاصة، بل يعمم اهتمامه علي كل العباد و كل البلاد، و ينظر برقة و لطف الي كل قضاياها الطبيعية و النفسية و المعاشية، و حتي الجوية و الزراعية.

ان التأمل في مضامين هذا الدعاء يفتح آفاقا من سياسة الامام السجاد عليه السلام.

و الله المستعان و الحمدلله رب العالمين و صلي الله رسوله المصطفي الأمين و آله الطاهرين.


پاورقي

[1] الصحيفة السجادية، الدعاء السابع و العشرون.

[2] الصحيفة السجادية، الدعاء التاسع عشر.