بازگشت

اسلوب التعميم و الكناية


لم يركز الامام في دعائه - اطلاقا - علي ذكر أسماء محددة، و لم يتعرض للأفراد و الأشخاص، و لا للأقوام، بمشخصاتهم، فلم يطرح عناوين خاصة، بل يجعل لكلامه مضمونا عاما و مطلقا شاملا، يعطيه قابلية التطبيق علي أكبر من مساحة ضيقة، و قابلية الخلود و الاستمرارية، و هو أسلوب مهم لتخليد التأثير و الاستفادة من النص، و عدم تحجيمه و تطويقه، كما يبعده عن الهجوم و الرفض و المعارضة، من قبل المعنيين بالكلام، حكاما و محكومين فهو يذكر الظالمين، بكل صفة و عمل، ينطبق علي ظلمة التاريخ كله، من عاصره و من تقدم أو تأخر عن عصره، من دون أن يمكن أحدا من محاسبته و اتهامه، بل قد يبعث الظالم علي أن يتبرأ من حساب الخطاب متوجها اليه، أو محاولته الابتعاد عن توجيهه اليه بترك جرائمه. كما يصف أئمة العدل، فيعم بما يشمله هو و من سبقه أو لحقه من المعصومين، بكل وضوح، و ينطبق عليهم الكلام بحذافيره، من دون أن يثير في الحكام وحشة أو تحسسا، بل قد يستشرف الحاكم لدعوة أنه المقصود، أو يتطلع الي أن يكون هو المعني بالذكر.

ان وضع الخطاب علي أن يقف سامعه علي كل الحقائق و بكل أبعادها، و أن لا يمكن مؤاخذته من قبل أهل الباطل، و أن يفلت من اتهامه بشي ء، أمر ملحوظ، في أساليب الامام بوضوح تام.