بازگشت

اسلوب الانشاء


لم تكن الصحيفة بصيغة الروايات و الأحاديث المنقولة، حتي تعترضه مداخلاتها و مضاعفاتها، او تخترقه مصنوعات أهل الحديث و السنة من مصطلحات الارسال و الانقطاع، و مفاعلات التحريف و التصحيف، و النقل بالمعني، و ما الي ذلك من اشكاليات أصبحت ذريعة في أيدي من يحاول طمس الحقائق اليقينية، و العقائد الحقة، بمثل ذلك، و لا زالت حقائق تطمس علي أيدي أهل الجرح و التعديل، و المتصنعين من المتشددين في هذه الأمور.

فقد جعل الامام السجاد عليه السلام هذا النص بعيدا عن متناول ذلك كله، لأنه ليس اخبارا، و انما هو انشاء ينبع من النفس، و اخبار عن ما في قرارتها من تصورات و تطلعات و رغبات و آمال، توقعات و مخاوف و أطماع، و مشاعر و أحاسيس، صدرت عن الامام بأسلوب المناشدة و المناجاة، و الاستعطاء و الاستعطاف، بحيث يستوقف السامعين و يستعبرهم، و يحدوهم الي التأمل و التكرار و الاستعادة و الاصرار، و اذا عرف الداعي صدور هذا من أفضل أهل العصر، فلابد أن ذلك يبعثه علي التأمل في القول و الكلام، و لابد أن ينفتح و لو منفذ صغير من روح الله، و تشع خيوط من اشعة الحق النافذة.