بازگشت

ما هو التوحيد؟


فالقرآن الكريم، و الانجيل و الزبور من البداية حتي النهاية و من الظاهر الي الباطن و من أدناها الي أعلاها هي كلها بيانات لماهية التوحيد، و ماهية الموحد.

يقول أهل المعرفة أن الدعاء هو القرآن الصاعد، و يلزم أن نبحث عن أي دعاء يكون كذلك، و أي داع يكون دعاؤه قرآنا صاعدا؟ اذ لا يصعد الي الله الا الكلم الطيب حيث قال سبحانه و تعالي: (اليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه) (فاطر / 10) فمتي يكون الدعاء قرآنا صاعدا و أي دعاء يكون كذلك؟

ان مولانا السجاد عليه السلام يهدينا الي هذا الحجاب أولا و الي خرقه ثانيا بقوله (... الراحل اليك قريب المسافة، و انك لا تحتجب عن خلقك الا أن تحجبهم الأعمال دونك).

ثم قال مقتبسات من القرآن الكريم، و ما لا يقتبس من القرآن لا يكون قرآنا صاعدا (ان القرب علي أنحاء أربعة: بعضها أقرب من بعض). قد قال سبحانه و تعالي: (و اذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) (البقره / 186) ففي هذه الآية أبدي الله نفسه قريبا و عبر عن نفسه بسبعة ضمائر و لم يوكل الأمر لرسوله فيقول له (قل لهؤلاء) بل بادر نفسه.

و قال سبحانه و تعالي: عن مرور الروح بالتراقي (و نحن أقرب اليه منكم و لكن لا تبصرون) (الواقعة الآية 85) أي أنه سبحانه و تعالي أقرب الي المحتضر ممن حوله فهو أقرب الينا من غيرنا. و هذه هي المرحلة الثانية.

ثم قال عزوجل: (و لقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه و نحن أقرب اليه من حبل الوريد) (سورة ق الآية 16) أي أن الله سبحانه و تعالي أقرب الينا من حبل و ريدنا. و هذه المرحلة و هذه المراحل يمكن ادراكها و ان صعبت لكن المرحلة الرابعة، و ما أدراك ما المرحلة الرابعة.

قال تعالي:(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاؤكم لما يحييكم و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه و أنه اليه تحشرون) (سورة الأنفال الآية 24) أي أنه سبحانه اقرب الينا منا، فهل يمكن ادراك ذلك بسهولة؟ فهل نحن أقرب الي أنفسنا من الله سبحانه و تعالي؟ - معاذ الله -. فهو الأقرب الينا منا.

ما معني قوله أقرب الينا منا، فلا حقيقة للانسان الا قلبه و هو في القرآن الروح و النفس المجردة حيث قال تعالي: (في قلوبهم مرض...) (البقرة الآية 10) و قال سبحانه: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) (الأحزاب الآية 32) و قال: (و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه) (الأنفال الآية 24) أي أنه سبحانه و تعالي يعلم قبل أن نعلم، و قبل أن نريد يعلم ماذا نريد، و قبل أن نعزم يعرف كيف نعزم، فهو أقرب الينا منا.

و من هذه المراحل الأربع يتبين قول مولانا السجاد عليه السلام (ان الراحل اليك قريب المسافة) و اذا أردنا أن نعرف أن الله أقرب الينا منا فعلينا بالطهارة و تنزيه الذات في جميع الشهور لا سيما في شهر الله، فاذا تطهرنا و قلنا لله سبحانه و تعالي: (طهرنا من الذنوب و طهرنا من العيوب) يزول عنا الحجاب فنري الله لا بمشاهدة العيون بل بعيون الايمان. ثم نعلم أنه أقرب الينا منا و نفهم معني قول السجاد عليه السلام (ان الراحل اليك قريب المسافة و انك لا تحتجب عن خلقك الا أن تحجبهم الأعمال) (اقبال الأعمال / دعاء السحر.