بازگشت

الدعاء 38


و من دعائه عليه السلام في الحمد [1] .

[76][1 / ب] الهي أحمدك [2] - و أنت للحمد أهل - علي حسن صنيعك [3] الي، و سبوغ نعمائك [4] علي، و جزيل عطائك [5] عندي، و علي ما فضلتني به من رحمتك، و أسبغت [6] علي [7] من نعمتك، فقد أصطنعت [8] عندي ما يعجز عنه شكري، و لو لا حسن صنيعك الي، و سبوغ نعمائك علي، ما بلغت احراز حظي [9] ، و لا اصلاح نفسي، و لكنك ابتدأتني بالاحسان، و رزقتني في



[ صفحه 434]



الامور [10] كلها الكفاية [11] ، و صرفت [12] عني جهد البلاء [13] ، و منعت [14] مني محذور القضاء. [15] .

[2]الهي فكم من بلاء [16] قد صرفت عني، و كم من نعمة سابغة أقررت بها عيني [17] ، و كم من صنيعة كريمة [18] لك عندي.

[3]أنت الذي أجبت عند الاضطرار دعوتي[77 / أ] ، و أقلت عند العثار زلتي [19] ، و أخذت [20] من الأعداء بظلامتي [21] .

[4]الهي فما [22] وجدتك بخيلا حين [23] سألتك، و لا منقبضا [24] .



[ صفحه 435]



حين أردتك، بل وجدتك لدعائي سامعا، و لمطالبي معطيا، و وجدت نعماك علي سابغة في كل شأن [25] من شأني، و كل زمان من زماني.

[5]فأنت [26] عندي محمود، و صنيعك عندي مبرور، يحمدك نفسي و لساني، و عقلي، و ما أقلت الأرض مني [27] حمدا يبلغ الوفاء [28] و حقيقة الشكر [29] ، حمدا يكون مبلغ رضاك عني.

[6]فنجني من سخطك، يا كهفي حين تعييني المذاهب [30] ، و يا مقيل عثراتي [31] حين أو بقتني [32] المهالك، فلولا سترك علي [33] لكنت من المفضوحين [34] ، و يا مؤيدي بالنصر، فلولا نصرتك[77 / ب] اياي لكنت من المغلوبين [35] ، و يا من وضعت له الملوك نير [36] المذلة علي أعناقهم فهم من



[ صفحه 436]



سطوته [37] خائفون، و يا أهل التقوي [38] و من له الأسماء الحسني [39] أسألك أن تعفو و تغفر، فلست بريئا فأعتذر، و لا بذي قوة فأنتصر، و لا مفر لي فأفر، استقيلك عثراتي [40] ، و أتنصل [41] اليك من ذنوب قد أو بقتني [42] ، و احاطت بي فأهلكتني، منها فررت اليك تائبا فتب علي، متعوذا فأعذني [43] ، مستجيرا فلا تخذلني [44] ، سائلا فلا تحرمني، معتصما [45] فلا تسلمني، راغبا [46] فلا تردني.

[7]دعوتك، مسكينا [47] ، مستكينا [48] ، مشفقا [49] ، خائفا، وجلا، فقيرا، مضطرا.

[8]اليك أشكو - يا الهي - ضعف نفسي[78 / أ] عن المسارعة فيما وعدت أولياءك، و المجانبة عما حذرته أعداءك، و كثرة همومي، و وسوسة نفسي [50] و قساوة قلبي، و ما تعلم ما أكرهه من نفسي.

[9]الهي لم تفضحني بسريرتي، و لم تهلكني بمعاصي، ادعوك فتجيبني و ان



[ صفحه 437]



كنت بطيئا حين تدعوني، و أسألك كل ما شئت من حاجتي، و حيث ما كنت وضعت عندك سري، فلا أدعو سواك، و لا أرجو غيرك، لبيك لبيك [51] تسمع ممن شكا اليك، و تكفي من توكل عليك [52] ، و تخلص من اعتصم بك، و تفرج عمن لاذبك [53] .

[10]الهي فلا تحرمني خير الاخرة و الاولي لقلة[78 / ب] شكري، واعف عما [54] تعلم من ذنوبي، ان تعذب فأنا الظالم المفرط [55] و الاثم المضيع [56] ، و المقصر المضجع [57] ، المغفل [58] حفظ نفسي، و ان تغفر [59] فأنت أرحم الراحمين [60] .

تمت الصحيفة الكاملة بحمد الله و حسن توفيقه،

و الصلاة و السلام علي سيد المرسلين و رحمة للعالمين

محمد المصطفي و آله الطيبين الطاهرين

و سلم تسليما كثيرا، دائما جسيما.

و حسبنا الله و نعم الوكيل، نعم المولي و نعم النصير،

سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام علي المرسلين و الحمد لله رب العالمين.


پاورقي

[1] رد هذا الدعاء في «ط» في الصفحة[141]بعنوان: «الاربعون في التضرع و الاستكانة»، و ورد في المشهورة برقم (51) بنفس العنوان.

[2] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا:«اللهم اني أحمدك».

[3] الصنيع: المعروف و الاحسان، و التاء في الصنيعة للنقل من الوصفية الي الاسمية.

[4] سبوغ النعماء: سعتها و فيضها.

[5] العطاء: ما يخرج كل سنة مرة أو مرتين، و قيل: العطاء ما يخرج كل سنة أو شهر.

[6] أسبغت: اتممت.

[7] هنا أول الصفحة[142]في «ط».

[8] الاصطناع: الاحسان و التربية و التأديب و فعل المعروف.

[9] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «فقد أصطنعت، و عندي ما يعجز عنه شكري، و لو لا احسانك الي، و سبوغ نعمائك علي، ما بلغت شيئا من احراز حظي». أي لو لا احسانك وسعة نعمتك لما ادركت و وصلت الي تحصيل نصيبي من الخير.

[10] في «ط»: «اموري».

[11] الكفاية: ما حصل به سد الفقر و الحاجة و بلوغ المراد.

[12] في «ط»: «و صرفت».

[13] جهد البلاء: الحالة التي يختار عليها الموت. أو الفقر.

[14] كذا في الرضوية، و في «ك»: «صنعت»، و هو تصيحف.

[15] المحذور: المخوف الذي يحترز منه، و القضاء: الحكم، و المعني: انك لم تقض علي بما احذر منه و اكرهه، بل قضيت علي بما حسن موقعه عندي.

[16] في «ط» زيادة: «جاهد».

[17] أقر الله عينه: أي اعطاه حتي تقر عينه فلا تطمح الي مافوقه، و يقال: حتي تبرد و لا تسخن؛ فان للسرور دمعة باردة و للحزن دمعة حارة.

[18] الكريمة: الشريفة: و كل شي ء يشرف في بابه فانه يوصف بالكرم.

[19] أقلت: غفرت و صفحت عن ذنبي، من الاقالة، و العثار: مصدر عثر الرجل: اذا سقط، و هو استعارة للسقوط في الاثم، و الزلة: اسم من زلت قدمه، اذا زلقت، أي سقطت في الذنب، و المعني غفرت ذنبي عند سقوط في الاثم.

[20] في «ط» زيادة: «لي».

[21] الظلامة: ما يطلبه المظلوم من الظالم. أو ما يكون للمظلوم عند الظالم.

[22] في «ط»: «ما».

[23] هنا أول الصفحة[143]في «ط».

[24] الانقباض: ضد الانبساط، يقال: وجدت فلانا منقبضا: اذا لم يكن مسرورا و لا طيب النفس، و الارادة - هنا -: القصد و الطلب، أي حين قصدتك و طلبتك. (رياض السالكين 345: 7).

[25] الشأن: الأمر.

[26] في «ط»: «و أنت».

[27] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و صنيعك لدي مبرور، تحمدك نفسي و لساني، و عقلي». و ما اقلت الارض مني: اي ما حملت الارض و رفعته مني.

[28] الوفاء مصدر: التمام و الكمال.

[29] حقيقة الشكر: كنهه و أصله، و يقال: خالصة و محضة، و يقال: كماله و غايته.

[30] أي يا ملجئي حين أعجز و لا أدري أي طريق أسلك للنجاة، و المذاهب: المسالك و الطرق.

[31] مقيل عثرتي: غافر ذنبي.

[32] أو بقتني: حبستني، و المهالك: جمع المهلك، و هو محل الهلاك.

[33] أي اخاؤك مساوئي.

[34] كذا في «ك»،، و في «ط» العبارة هكذا: «».

[35] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و يا مقيل عثرتي فلولا سترك عورتي لكنت من المفضوحين، و يا مؤيدي بالنصر فلولا نصرك اياي لكنت من المغلوبين». هذا، و ورد بعد هذه العبارة في «ط» قوله عليه السلام: «و اغفر لي ما تعلم من ذنبي...» من الفقرة (10)، و لم ترد فيها باقي هذه الفقرة، و لا الفقرات) (7) و (8) و (9).

[36] النير: الخشبة المعترضة في عنقي الثورين حال الحرث، ج انيار، و العبارة تمثيل و استعارة لبيان الذل و الاستكانة.

[37] السطوة: البطش و الأخذ بعنف و شدة.

[38] يا أهل التقوي: يا حقيقا بأن يتقي و يخشي من عقابه و ان يطاع و تجتنب معاصيه.

[39] يا من له الأسماء الحسني: يا من له أحسن الأسماء.

[40] استقيلك عثراتي: اسألك أن تغفر لي ذنوبي.

[41] أتنصل: أتبرأ، و اتخلص بالاعتذار و طلب العفو.

[42] أو بقتني: أذلتني.

[43] متعوذا فأعذني: معتصما و ملتجئا فاحفظني.

[44] مستجيرا: مستغيثا و مستعينا، فلا تخذلني: فلا تسلمني: أي فلا تترك نصرتي و اعانتي.

[45] معتصما: ملتجئا و ممتنعا من الشر و المكروه بلطفك.

[46] راغبا: أقبلت عليك و أردتك حريصا عليك و محبا لك.

[47] مسكينا: فقيرا سي ء الحال.

[48] مستكينا: خاضعا ذليلا.

[49] مشفقا: خائفا حذرا متحرزا.

[50] وسوسة نفسي: حديث نفسي بالشر أو بما لا فائدة فيه.

[51] لبيك: أي أنا مقيم علي طاعتك البابا بعد الباب، و اجابة بعد اجابة، أو معناه: اتجاهي و قصدي لك. و أصل «لبيك» لبين لك فحذفت النون للاضافة، و هو منصوب علي أنه مفعول مطلق عامله محذوف كقولك حمدا و شكرا.

[52] أي تغني عن غيرك من توكل عليك. (رياض السالكين 36: 7).

[53] لاذبك: التجأ اليك.

[54] في «ط» بدل: «و اعف عما»: «اغفر لي ما»، و هنا أول الصفحة[144]في «ط».

[55] المفرط: المتواني في الاطاعة.

[56] المضيع: المفوت لما يجب القيام به.

[57] المضجع: المتردد الذي لم يقم بالمطلوب تقصيرا.

[58] المغفل: التارك، و الحظ: النصيب، أي المفوت منفعة نفسه جهلا.

[59] هذا عدل ما تقدم، من قوله: «ان تعذب»، و المعني: ان تعذب فعذابك عدل، و ان تغفر فانت ارحم الراحمين.

[60] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «المفرط، المقصر المضجع، المغفل حظ نفسي، و ان تغفر فانك أنت أرحم الراحمين».