الدعاء 37
و من دعائه عليه السلام في استجابة دعائه [1] .
[1]اللهم قد أكدي [2] الطلب، و أعيت الحيل الا عندك [3] ، و ضاقت المذاهب [4] و امتنعت المطالب [5] و عسرت الرغائب [6] و انقطعت الطرق الا اليك، و تصرمت [7] الامال و انقطع الرجآء الا منك، و خابت الثقة و اخلف الظن [8] الا بك.
[ صفحه 432]
[2]اللهم اني أجد سبل [9] المطالب اليك منهجة [10] ، و مناهل الرجآء لديك مترعة [11] و أبواب الدعاء اليك مفتحة، و أعلم[76 / أ] أنك لمن دعاك بموضع اجابة، و للصارخ اليك بمرصد [12] اغاثة، و أن القاصد اليك لقريب المسافة منك، و مناجاة العبد [13] اياك غير محجوبة عن استماعك، و أن في التلهف الي جوارك [14] و الرضا بعدتك [15] ، و الاستراحة [16] الي ضمانك عوضا من منع الباخلين، و مندوحة [17] عما قبل المستأثرين [18] ، و دركا [19] من ختر [20] المواربين [21] .
[3]فاغفر - فلا اله الا أنت - ما مضي من ذنوبي، و اعصمني فيما بقي من عمري، و افتح لي أبواب رحمتك و جودك التي لا تغلقها
[ صفحه 433]
عن [22] أحبائك و أصفيائك يا أرحم الراحمين.
پاورقي
[1] لم يرد هذا الدعاء في «ط» و المشهورة، و ورد في «ك» و الرضوية برقم (29) و عنوانه فيها: «و من دعائه في الشكوي». ورد أيضا في الصحيفة الثالثة، و قال صاحب الصحيفة الثالثة ما نصه: «و هذا الدعاء قد وقع في صحيفة الرهني المذكور في نسخة صحيفة الفقيه ابن شاذان - المعاصر للمفيد - باختلاف شديد بينهما و بين السابق، و ألفاظ الدعاء؛ بحيث قد يظن كون هذا الدعاء دعاء علي حده، فلذلك نحن أوردناه هنا مرة اخري بروايتهما رضوان الله عليهما، و عنوانه هكذا: في استجابته و قبوله اياه بالاسعاف»
هذا، و قد أورد السيد الأبطحي نسختين من هذا الدعاء في الصفحة الجامعة بالرقم (220) بعنوان: «في الشكوي»، و بالرقم (221) بعنوان: «عند استجابة دعائه»، و قال: أثبتنا العنوان كما في دعوات الراوندي و كما في بعض النسخ التي أشار اليها في الصحيفة الثالثة.
[2] أكدي: ألح.
[3] الحيل: جمع حيلة، و هي الحذق وجودة النظر و القدرة علي دقة التصرف، أي حصرت السبل المتصورة لقضاء الحاجة الا من سبيلك.
[4] ضاق الشي ء: ضد اتسع، و المذهب: المعتقد من مطلق الاراء، أي أن جميع الطرق المقترحة في الخلاص قد تضيقت.
[5] امتنعت المطالب: تعذر حصولها.
[6] الرغائب: ما يرغب فيها و يحرص عليها.
[7] تصرمت: انقطعت.
[8] اخلف الظن: تغير و فسد.
[9] السبل: جمع سبيل، و هو الطريق.
[10] منهجة: واضحة بينة.
[11] المناهل: جمع منهل: و هو المورد و المشرب، و الموضع الذي فيه الشرب. و مترعة: أي مفتوحة من الترعة: و هو مشرع الماء حيث يستقي الناس.
[12] المرصد: موضع الرصد، و هو: الرقابة و الحراسة.
[13] المناجاة: السرار، و انتجي القوم: اذا تساروا، و انتجي فلان فلانا: خصه بمناجاته، و الاسم النجوي.
[14] التلهف: الحزن و التحسر و الحرص، و يحصل ذلك عند حصول المصيبة و الكارثة، و الجوار: العهد و الأمان و ان تعطي الرجل ذلك فيكون جارك فتجيره.
[15] بعدتك: بوعدك.
[16] الاستراحة: السكون.
[17] في هامش «ك»: «موسعة».
[18] المستأثرين: المستبدين و المختصين بالمنافع و الفوائد. و قبل المستأثرين: أي عندهم.
[19] الدرك: التبعة، يقال: ما لحقك من درك فعلي خلاصة.
[20] في هامش «ك»: غدر.
[21] لعله من التورية، و هو أن يطلق لفظ له معنيان أحدهما قريب و الاخر بعيد فيراد البعيد منهما، و الوري بمعني الاخفاء و اخراج النار من الزند، و يناسبهما كلمة «ختر»، هذا و قد وردت الكلمة في نسخة الصحيفة الجامعة «المؤازرين» و في نسخة بدلها: «الوارثين».
[22] كذا في الرضوية و نسختي الصحيفة الجامعة، و وردت العبارة في «ك» هكذا: «الا عن».