بازگشت

الدعاء 35


و من دعائه عليه السلام الجامع في التحميد اذا اجتهد [1] .

[1]يا من يرحم من لا يرحمه العباد، و يا من يقبل من



[ صفحه 410]



لا تقبله [2] البلاد، و يا من لا يحتقر أهل الحاجة اليه، و يا من لا يجبه بالرد أهل الدالة عليه [3] ، و يا من يجتبي صغير ما يتحف به [4] ، و يشكر يسير ما يعمل له، و يا من يشكر علي القليل، و يجازي بالجليل [5] ، و يا من يدنو [6] الي من دنا منه، و يا من يدعو الي نفسه من أعرض عنه[67 / ب] و يا من يبطي ء بالنعمة [7] ، و لا يبادر بالنقمة [8] ، و يا من يثمر [9] بالحسنة ينميها [10] ، و يتجاوز عن السيئة حتي يعفيها [11] .

[2]انصرمت دون مدي كرمك الحاجات [12] ، و امتلأت ببعض جودك أوعية الطلبات [13] ، و تفسخت [14] دون بلوغ نعتك الصفات [15] .



[ صفحه 411]



[3]فلك العلو الأعلي فوق كل عال، و الجلال الأمجد [16] فوق كل جلال، كل جليل عند جلالك صغير [17] ، و كل شريف في جنب شرفك حقير.

[4]خاب الوافدون [18] علي غيرك، و خسر المتعرضون [19] الا لك، و ضاع الملمون الا بك [20] ، و أجدب المنتجعون [21] الا من انتجع فضلك،.

[5]بابك فتح [22] للراغبين، و وجدك [23] [68 / أ] مباح للسائلين، و غايتك [24] قريبة من الداعين، لا يخيب عليك الاملون [25] ، و لا يخفق [26] من عطائك المتعرضون [27] ، و لا يشقي بنقمتك المستغفرون، رزقك مبسوط [28] لمن عصاك، و حلمك معرض لمن ناواك [29] ، عادتك الاحسان الي المسيئين،



[ صفحه 412]



و سنتك [30] الابقاء علي المعتدين، حتي لقد غرتهم أناتك عن النزوع [31] ، و صدهم [32] امهالك عن الرجوع، و انما تأنيت بهم ليفيئوا [33] الي أمرك [34] ، و أمهلتهم ثقة بدوام ملكك، فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها، و من كان من أهل الشقاوة خذلته لها [35] ، كلهم صائر الي حكمك [36] ، و امورهم آئلة[68 / ب] الي أمرك، لم يهن [37] علي طول مدتهم سلطانك، و لم يدحض [38] لترك معاجلتهم برهانك [39] حجتك قائمة لا تحول [40] ، و سلطانك ثابت لا يزول [41] .

[6]فالويل [42] الدائم لمن جنح [43] عنك، و الخيبة الخالدة [44] لمن خاب [45] .



[ صفحه 413]



منك، و الشقاء الأشقي لمن اغتر بك [46] ، ما أكثر تصرفه [47] في عقابك [48] ، و ما أبعد غايته من الفرج، و ما أقنطه من سهولة المخرج [49] ! عدلا [50] من قضائك لا تجوز فيه، و انصافا من حكمك لا تحيف [51] عليه، فقد ظاهرت [52] الحجج، و أبنت الاعذار [53] ، و تقدمت بالوعيد، و تلطفت بالترغيب [54] ، و بالغت في الترهيب [55] ، و ضربت الأمثال، و أطلت الامهال، و أخرجت] 69 / أ] و أنت [56] مستطيع للمعاجلة [57] ، و تأنيت و أنت ملي بالمبادرة [58] ، لم يكن أناتك [59] عجزا، و لا تغمدك [60] و هنا، و لا امساكك [61] غفلة، و لا انظارك مداراة [62] ،



[ صفحه 414]



بل لتكون حجتك الأبلغ [63] ، و كرمك الأكمل، و احسانك الأوفي، و نعمتك الأتم، كل ذلك كان و لم تزل [64] ، و هو كائن بعد و لا تزال، نعمتك أجل من أن توصف بكلها [65] ، و مجدك أرفع من أن يحد بكنهه [66] ، و نعمك أعظم من أن يحصي بعدها [67] ، أو تشكر [68] علي أقلها، و قصري [69] السكوت عن تحميدك بما تستحقه، و نهيتي [70] الامساك عن تمجيدك [71] بما أنت أهله، لا رغبة[69 / ب] عنه، بل عجزا. [72] .

[7]فها أنا ذا - يا الهي [73] - أومك [74] بالوفادة، و أسألك حسن



[ صفحه 415]



الرفادة [75] ، فاسمع نجائي [76] ، و استجب دعائي، و لا تختم يومي لخيبتي [77] ، و لا تجبهني [78] بالرد في مسألتي، و أكرم من عندك منصرفي [79] ، انك غير ضائق [80] عما تريد، و لا عاجز عما تشآء، و أنت علي كل شي ء قدير. [81] .


پاورقي

[1] ورد هذا الدعاء في «ط» في الصفحة[133]بعنوان: «السابع و الثلاثون اذا استقبل القبلة، و في يوم الجمعة أيضا»، و ورد في المشهورة برقم (46) بعنوان: «في يوم الفطر اذا انصرف من صلاته قام قائما ثم استقبل القبلة، و في يوم الجمعة، فقال». و الاجتهاد: بلوغ الجهد و الطاقة و المشقة.

[2] في «ط»: «لا يقبله».

[3] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و يا من لا يخيب الملحين عليه، و يا من لا يجبه بالرد أهل الدالة عليه»، و الدالة: اسم من أدل علي صديقه: اذا انبسط معه و اجترأ عليه، أي لا يستقبل بالبرد المنبسطين معه ثقة بعملهم أو برضاه سبحانه عنهم.

[4] يجتبي: يختار و يصطفي، و ما يتحف به: ما يخصص به من الأعمال الخالصة و ان كنت صغيرة.

[5] في «ط»: «و يجازي عليه بالجليل»، أي يكافي ء بالعظيم.

[6] دنو الله تعالي و قربه من العبد هو بالافضال عليه و الاحسان اليه، لا بالمكان.

[7] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و يا من لا يغير النعمة»، و المراد: أن الله لا يقطع النعمة عند عصيان العبد، بل ينبه العاصي بالأخذ بالسنين و نقص من الثمرات كما فعل بآل فرعون (راجع سورة الأعراف: 130).

[8] أي لا يسرع بالعقاب، بل يمهل المذنب لعله يرجع و يتوب، و هنا أول الصفحة[134]في «ط»..

[9] ثمر: نمي و كثر.

[10] النماء: الزيادة و الكثرة.

[11] عفي الشي ء: محاه و أذهب أثره.

[12] الانصرام: الانقطاع، و المدي: الغاية، أي انتهت الحاجة قبل انتهاء كرمك؛ اذا لا غاية لكرمك.

[13] أي امتلأت ظروف الطلبات ببعض جودك، و هذه استعارة تخييلية.

[14] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «انصرفت الامال دون مدي كرمك بالحاجات، و امتلأت بفيض جودك أوعية الطلبات، و تفسحت».

[15] أي عجزت الصفات أن تستوعب نعتك و صفتك كما أنت أهله.

[16] الجلال: التنزيه عن كل ما للمكنات من الصفات المحدثة، و عظم القدر و الشأن، و الأمجد: الأعز و الأشرف من كل عز و شرف.

[17] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا:«كل جليل عندك صغير».

[18] الوافد: المسترفد الذي ينزل علي الانسان طالبا للحاجة.

[19] المتعرضون: المتصدون الطالبون للفضل.

[20] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و ضاع المسلمون الا بك». أي هلك النازلون الا من نزل بك.

[21] المنتجع: طالب الكلأ و الماء، و يتوسع فيه فيراد به طلب المعروف.

[22] فتح - بضمتين -: الباب الواسع المفتوح، و يقابله الغلق. و هو فعل بمعني المفعول. و الراغب: المبتهل و الضارع و السائل.

[23] الوجد: مصدر، جمع و جاد، و هو منبع الماء.

[24] الغاية - في الانسان -: نهاية القدرة و الطلب، و حيث أن الله سبحانه لا غاية لقدرته فالمراد ان اجابتك قريبة من الداعين.

[25] هنا أول الصفحة[135]في «ط».

[26] خفق: غاب، أي لا يغيب عن عطائك سائل، أي لا تنسي و لا تغفل عن اعطاء من سألك.

[27] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «بابك مفتوح للداعين، و جودك مباح للسائلين، و اغاثتك قريبة من المستغيثين، لا يخيب منك الاملون، و لا ييأس من عطائك المعترضون».

[28] مبسوط: موسع.

[29] ناواك: عاداك. و المعرض: خلاف المصرح، و يستعمل غالبا في الكلام.

[30] السنة: الطريقة، و المراد هنا: الحكمة.

[31] في «ط»: «علي النزوع»، أناتك: امهالك و حلمك في انظارهم، و عدم معاجلتك لهم صرفهم عن الكف عن العدوان.

[32] صدهم: صرفهم و منعهم.

[33] ليفيئوا: ليرجعوا.

[34] لم ترد: «و انما تأنيت بهم ليفيئوا الي أمرك» في «ط».

[35] خذلته لها: تركته للشقاء.

[36] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «خذلته بها، كلهم صائرون الي حكمك».

[37] من الوهن: و هو الضعف.

[38] يدحض: يبطل.

[39] هنا أول الصفحة[136]في «ط».

[40] من حال يحول حولا: اذا ذهب و مضي و تغير، و منه الاستحالة.

[41] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «لم يدحض لبرك (كذا) معاجلتهم برهانك. حججك قائمة، و سلطانك ثابت لا يزول».

[42] الويل: كلمة تعجب أو لكد تنبيه علي الخطأ. أو العذاب و الهلاك و الهوان و الخزي.

[43] جنح: عدل و مال.

[44] في «ط»: «الخاذلة».

[45] الخيبة: الحرمان و انقطاع الامل.

[46] اغتر بك: أي اطمأن بامهالك فاجترأ علي ارتكاب المعاصي.

[47] أي تقلبه في عقابك، و هذا تعجب من حالة من عدل عن الله بأن تصرفه عجيب، و هكذا الحال في الفقرتين التاليتين.

[48] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «ما أكثر تصرفه في عذابك، و ما أطول تردده في عقابك».

[49] القنوط: اليأس، و المخرج: المخلص.

[50] عدلا: مفعول مطلق، أي تعدل عدلا، و هكذا: «انصافا».

[51] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «لا يجوز، و انصافا من حكمك لا يحيف»، و الحيف: الظلم و الجور.

[52] ظاهرت: تابعت.

[53] أي بينت الأدلة التي تقوم بالعذر عند عقاب العصاة.

[54] أي ترفقت في بيان المحاسن و الفضائل ليرغب فيه الراغب.

[55] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و أبليت الاعذار، و قد تقدمت بالوعيد، و تلطفت في الترغيب»، و الترهيب: التخويف و التحذير.

[56] لم ترد: «و أنت» في «ط».

[57] المعاجلة: المباغتة و عدم الامهال.

[58] تأنيت: تمكثت و لم تعجل و أنت متمتع بالقدرة علي المبادرة، و هنا أول الصفحة[137]في «ط»..

[59] الأناة: التأني و التمكث.

[60] التغمد: الستر و تغطية العيوب، و هنا: ضعفا، أي لم يكن ذلك ضعفا.

[61] الامساك: الكف.

[62] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و تأنيت و أنت ملي ء بالمبادرة و لم يكن أناتك عجزأ، و لا امهالك و هنا، و لا امساكك غفلة، و لا انتظارك مدارة»، و الانتظار: الامهال، و المدارة: الملاينة و الملاطفة، أي لم يكن امهالك اتقاء لشر المذنبين.

[63] الأبلغ: الأبين و الأوضح، و هو اقتباس من سورة الأنعام: 149.

[64] أي أن مظاهرة الحجج و التقدم بالوعيد و غير ذلك مما تقدم، كل ذلك كان و الحال أنك لم تزل كائنا، أي ثابتا. أي أنت أزلي و أبدي في كل ما تقدم منك من الألطاف.

[65] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «بل ليكون حجتك أبلغ، و كرمك أجمل، و احسانك أوفي، و نعمتك أتم، كل ذلك كان و لم يزل، و هو كائن لا يزال، حجتك أجل من أن يوصف بكلها»، أي أن حجتك أجل و أعظم من أن توصف بكل وصفها؛ فانها أعلي مما أصفها أنا.

[66] أي حقيقته و نهايته.

[67] يحصي بأسرها: أي يحصي جميعها، و هو اقتباس من سورة ابراهيم: 34، بل أن النعمة الواحدة لا يمكن احصاءها؛ لما يتقدمها من العوامل و المؤثرات و الألطاف الالهية في تحققها في العبد و حصولها لديه.

[68] كذا ظاهرا، و يحتمل: «نشكر» بالنون.

[69] قصري أن افعل كذا: أي قصاراي أن أفعل كذا، أي غاية جهدي و آخر أمري و ما اقتصر عليه.

[70] النهية: اسم من النهي، و غاية الشي ء: آخره.

[71] التمجيد: التعظيم و الثناء.

[72] كذا في «ك» و في «ط» العبارة هكذا: «و نعمتك أكثر من أن يحصي بأسرها، و احسانك أكثر من أن يشكر علي أقله، قد قصر في السكوت عن تحميدك، و أفحمني الامساك عن تمجيدك، و قصاراي الاقرار بالجسور، لا رغبة عنك يا الهي، بل عجزا»، أي ان سكوتي عن حمدك و امساكي عن تعظيمك ليس اعراضا، بل عجزا.

[73] هنا أول الصفحة[138]في «ط».

[74] في «ط»: «أمك»، و أؤمك: أقصدك، أي أقصدك لطلب فضلك و ثوابك.

[75] الرفادة: الاعانة و العطاء.

[76] النجاء: الاسرار بالأمر الي صديق و نجي، و هو مصدر من ناجاه مناجاة و نجاء: سارة أي تقبل دعائي لك سرا.

[77] الخيبة: الحرمان و الخسران.

[78] من جبهه بالمكروه: اذا لقيه به، و الأصل فيه: ضرب الجبهة بالمنع و صرف السائل محروما من طلبته.

[79] المنصرف: المنقلب، بمعني الانصراف.

[80] من ضاق عليه الأمر: اذا اشتد عليه و شق و لم تسعه القدرة.

[81] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا:«فصل علي محمد و آل محمد و اسمع نجواي، و استجب دعاي، و لا تختم سهري و نومي بخيبة، و لا تجبهني برد عن مسألتي، أكرم من عندك منصرفي، و اليك منقلبي و انك غير ضائق عما تريد، و عاجز عما تشآء، و انك علي كل شي ء قدير، و بكل شي ء بصير».