الدعاء 29
و من دعائه عليه السلام اذا ذكر الشيطان [1] .
[62][1 / أ] اللهم انا نعوذ بك من نزغات [2] الشيطان و مكائده [3] و مصائده،
[ صفحه 397]
و الثقة [4] بأمانيه و مواعده، و ان نطمع [5] نفسه في اضلالنا عن طاعتك، و امتهاننا [6] بمعصيتك، و أن يحسن عندنا ما حسن لنا، و أن يثقل علينا ما كرهه [7] الينا.
[2]اللهم اخسأه [8] عنا بعبادتك، و اكبته [9] بدؤبنا [10] في محبتك، و اجعل بيننا و بينه سترا لا يهتكه [11] ، و ردما مصمتا لا يفتقه [12] .
[3]اللهم اشغله عنا ببعض أعدائك، و اعصمنا منه بحسن ارعائك [13] و اكفنا ختره [14] ، و ولنا ظهره، و اقطع عنا أمره.
[4]اللهم ماسول [15] لنا من باطل فعرفناه، و اذا عرفناه فقناه [16] ، بصرنا[62 / ب] ما نكايده [17] به، و ألهمنا ما نعد له، و أيقظنا عن سنة الركون [18] اليه،
[ صفحه 398]
و أحسن بتوفيقك عوننا عليه.
[5]اللهم أشرب قلوبنا [19] انكار عمله و الطف لنا في نقض حيله [20] .
[6]اللهم متعنا [21] بمثل ضلالته من الهدي، و زودنا [22] ضد غوايته [23] من التقي، واسلك بنا خلاف سبيله من الردي. [24] .
[7]اللهم لا تجعل له في قلوبنا مدخلا [25] ، و لا توطن [26] له فيما لدينا منزلا، حول سلطانه [27] عنا، و اقطع رجاءه منا، وازوه [28] عن ولوعه [29] بنا.
[8]اللهم اجعلنا و اجعل آباءنا و امهاتنا و أهالينا و أولادنا و ذوي أرحامنا و جيراننا منه في حرز حارز [30] ، و حصن [31] حافظ، و كهف مانع [32] ، ألبسنا و اياهم[63 / أ] منه جننا واقية [33] ، و أعطنا و اياهم عليه
[ صفحه 399]
أسلحة ماضية. [34] .
[9]اللهم و اعمم بذلك [35] من شهد لك بالربوبية، و أخلص لك الوحدانية، و عاداه لك و استظهر بك عليه [36] .
[10]اللهم احلل ما عقد، و أفتق ما رتق [37] ، و افسخ مادبر، و انقض ما أبرم، و ثبطه اذا عزم. [38] .
[11]اللهم اهزم جنده، و أبطل كيده، و اهدم كهفه، و أرغم أنفه.
[12]اللهم اجعلنا في نظم [39] أعدائه، و أعزلنا عن عد [40] أوليائه، حتي لا نطيعه اذا استهوانا [41] ، و لا نستجيب له [42] اذا دعانا، نأمر بمناواته [43] من أطاع أمرنا، و نعظ [44] من متابعته من اتبع زجرنا. [45] .
[13]اللهم أعذنا مما استعذنا منه، و اسمع لنا ما دعونا به، و أعطنا[63 / ب]
[ صفحه 400]
ما أغفلناه [46] ، و احفظ لنا ما نسينا [47] ، و صيرنا بذلك في درجات الصالحين [48] ، آمين رب العالمين.
پاورقي
[1] لم يرد هذا الدعاء في «ط» و ورد في المشهورة بالرقم (17)، و في عنوانه زيادة: «فاستعاذ منه و من عداوته وكيده». و في بعض النسخ هكذا: «في الاستعاذة من الشيطان وكيده».
[2] النزغات: الوساوس و الافساد بين الناس.
[3] المكائد: جمع مكيدة، و هي الاسم من كاد يكيد: اذا خدع و مكر.
[4] الثقة: الاطمئنان و الركون، و أماني الشيطان: الأهواء الباطلة.
[5] اطماع الشيطان الانسان بالاستخفاف بأوامر الله و نواهيه، و منها: عدم الاكتراث ببعض المستحبات كالتسمية عند التكشف.
[6] امتهاننا: استخدامنا و استعمالنا.
[7] كذا في المشهورة، و في «ك»: «الا ما كرهه».
[8] أي أطرده و امنعه.
[9] اكبته: اصرفه ذليلا مخزيا.
[10] بدؤوبنا: باستمرارنا و ملازمتنا.
[11] أي لا يتمكن من نزع الستر.
[12] الردم: السد المنيع، و المصمت: المغلق الذي لا فرجة فيه، و لا يفتقه: أي لا يتمك من التخلل من خلاله و النفوذ فيه بايجاد فتق فيه.
[13] الارعاء: الرعاية و الحفظ.
[14] الختر: الغدر، أو أشد الغدر، و هو أن يأتي الانسان علي حين غفلة.
[15] سول: زين.
[16] من وقي يقي: اذا صانه و حفظه.
[17] كايده: خادعه و ماكره، و يكون بمعني كاده.
[18] السنة: حالة الفتور التي تكون قبل النوم، و الركون: الميل.
[19] اشرب قلوبنا: خالط و داخل قلوبنا.
[20] نقض حيله: ابطال الحيل التي يحتال بها لاضلالنا.
[21] التمتيع: اطالة الانتفاع بالشي ء. أي متعنا من الهدي بهدي ثابت دائم مثل ثبوت ضلالته و دوامه.
[22] التزويد: اعطاء الزاد، و يستعمل غالبا لما يتخذه المسافر في السفر من الطعام.
[23] الغواية: خلاف الرشد.
[24] الردي: الهلاك، و المراد هنا: النار في الاخرة.
[25] المدخل: اسم لموضع الدخول.
[26] التوطين: التمهيد، و فيما لدينا: أي في الذي لدينا، و هو نفوسنا.
[27] السلطان: القدرة و الحجة و التسلط.
[28] أزو: نح و اصرف.
[29] الولوع: الحب و شدة التعلق.
[30] الحرز: المكان المنيع الذي يخزن فيه الأشياء النفيسة، و الحرز الحارز: الكهف المنيع.
[31] الحصن: المكان المرتفع أو المحكم الذي لا يقدر عليه لارتفاعه و استحكامه.
[32] الكهف: الملجأ، و المانع: ما يمنع الانسان من أن يتأثر بما لا يستسيغه.
[33] الجنن: جمع جنة، و هو ما يحفظ الانسان من درع و غيره، و المراد: ألهمنا سلوكا في الحياة و أعمالا صالحة تقينا من الشيطان.
[34] الماضية: المؤثرة و القاطعة. قال السيد المدني و المراد بالأسلحة: الاذكار و الأعمال الصالحة التي يدفع بها وساوس الشيطان و تسويلاته. (رياض السالكين 204: 3).
[35] أي اجعل ذلك شاملا و عاما.
[36] أي عادي الشيطان امتثالا لأمرك، و استنجد بك و جعلك ظهيرا له علي الشيطان.
[37] اي انقض ما بناه وشيده لاغوائنا.
[38] الفسخ: النقض و ازالة الشي ء عما بني عليه، و الابرام: الاحكام. و التثبيط: التعويق و الابطاء عن انجاز العمل، و العزم في الأمر: الاجتهاد فيه و الجد في تحقيقه.
[39] النظم: الصف و الجماعة، أي اجعلنا في صف أعدائه.
[40] أي لا تجعلنا فيمن يعد من أولياء الشيطان، و هذا ظاهر ما ورد في نسخة «ك»، و هي غير واضحة، و وردت الكلمة في المشهورة، هكذا: «عداد».
[41] استهوانا: استمالنا و زين لنا الهوي.
[42] أي لا نطيعه.
[43] بمناواته: بمعاداته.
[44] الوعظ: النصح.
[45] الزجر: المنع و النهي.
[46] أغفلناه: أي غفلنا عنه أو تركناه و سهونا عنه. أي أعطنا ما أغفلنا سؤاله منك،.
[47] أي افعل بنا من الخير مالم يعزب عن عملك، مما نسينا أن ندعوك به.
[48] صيرنا: اجعلنا، و درجات الصالحين: المقامات الرفيعة التي يمنحها اله للقائمين بحدود الله.