الدعاء 25
و من دعائه عليه السلام اذا أصبح [1] .
[1]الحمد لله الذي خلق الليل و النهار بقوته، و ميز بينهما بقدرته، و جعل لكل واحد منهما حدا محدودا، و أمدا موقوتا [2] ، يولج [3] كلا [4] منهما في صاحبه، و يولج صاحبه فيه، بتقدير منه للعباد فيما يغذوهم به وينبتهم [5] .
[ صفحه 384]
عليه، فخلق لهم الليل ليسكنوا[57 / أ] فيه من حركات التعب و نفضات [6] النصب، و جعله لباسا ليلبسوا من راحته و منامه، فتكون [7] ذلك لهم جماما [8] و قوة، و لينالوا به لذة و شهوة، و خلق لهم النهار مبصرا ليبتغوا فيه من فضله [9] ، و يتسببوا [10] الي رزقه، و يسرحوا [11] في أرضه، طلبا لما فيه نيل العاجل من دنياهم، و درك الاجل في اخراهم [12] ، بكل ذلك يصلح شأنهم [13] ، و يبلوا أخبارهم، و ينظر كيف هم في أوقات طاعته، و منازل فروضه، و مواضع أحكامه (ليجزي الذين أساؤوا بما علموا، و يجزي الذين أحسنوا [14] بالحسني) [15] .
[2]اللهم فلك الحمد علي ما فلقت [16] لنا من الاصباح، و متعتنا به من شوء النهار[57 / ب] و بصرتنا به [17] من مطالب [18] الأقوات،
[ صفحه 385]
و وقيتنا فيه من طوارق [19] الافات، أصبحنا و اصبحت الأشياء بجملتها [20] لك، سماؤها و أرضها، و ما بثثت [21] في كل واحد [22] منهما ساكنه و متحركه، و مقيمه و شاخصه [23] و ما علن [24] في الهواء، و ما بطن [25] في الثري. [26] .
أصبحنا في قبضتك، يحوينا [27] ملكك و سلطانك [28] ، و تضمنا [29] مشيتك [30] ، و نتصرف عن أمرك، و نتقلب في تقديرك [31] ، ليس لنا من الأمر الا ما قضيت، و لا من الخير الا ما أعطيت، و هذا يوم حادث جديد، و هو علينا شاهد عتيد [32] ان أحسنا ودعنا بحمد، و ان أسأنا فارقنا بذم.
[ صفحه 386]
[3]اللهم [33] فارزقنا حسن مصاحبته، و اعصمنا من سوء مفارقته، أجر [34] لنا[58 / أ] فيه الحسنات، و أخلنا فيه [35] من السيئات، و املأ لنا ما بين طرفيه حمدا و شكرا و أجرا و ذخرا [36] و فضلا و احسانا.
[4]اللهم [37] يسر [38] علي الكرام الكاتبين مؤنتنا [39] ، و املأ من حسناتنا صحائفنا [40] ، و لا تخزنا عندهم بسوء أعمالنا.
[5]اللهم [41] اجعل لنا في كل ساعة من ساعاته حظا من عبادتك، و نصيبا من شكرك، و شاهد صدق من ملائكتك.
[6]اللهم [42] احفظنا فيه [43] من بين أيدينا، و من خلفنا، و عن أيماننا و شمائلنا [44] ، و من جميع نواحينا، حفظا عاصما [45] من معصيتك، هاديا الي
[ صفحه 387]
طاعتك، مستعملا [46] لمحبتك [47] .
[7]اللهم [48] وفقنا في يومنا هذا وليتنا[58 / ب] و في جميع أيامنا [49] لاستعمال الخير، و هجران [50] الشر، و شكر النعمة [51] ، و اتباع السنن [52] ، و مجانبة البدع، و الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر، و حياطة [53] الاسلام، و نقض الباطل، و نصرة الحق، و ارشاد المضل، و معاونة الضعيف، و مداركة اللهيف [54] .
[8]اللهم [55] و اجعله من أفضل [56] يوم عهدناه، و أيمن [57] صاحب صحبناه، و خير وقت ظللنا [58] فيه، و اجعلنا أرضي من مر عليه الليل و النهار من خلقك،
[ صفحه 388]
و أشكره لما أبليت [59] من نعمك، و أقومه بما شرعت [60] من شرائعك، و أوقفه [61] عما جددت [62] من نهيك [63] .
[9]اللهم اني اشهدك [64] و اشهد سماءك [65] و أرضك و من [66] أسكنتهما [67] من ملائكتك و سائر خلقك في يومي هذا في ساعتي[59 / أ] في مستقري [68] هذا: اني أشهد أنك أنت الله لا اله الا أنت، قائما بالقسط [69] عدلا [70] في الحكم، رؤوفا بالخلق، مالكا للملك [71] ، و أن محمدا عبدك و رسولك، و خيرتك من خلقك، حملته رسالتك فأداها، و أمرته بالنصح [72] ، لامته فنصح لها.
[ صفحه 389]
[10]اللهم فصل عليه [73] كأتم [74] ما صليت علي أحد من خلقك، و أنله أفضل ما أنلت أحدا من عبادك، و اجزه [75] عنا أكرم ما جزيت نبيا من الأنبياء [76] عن امته، انك [77] المنان بالجسيم [78] ، الغافر للعظيم، الأرحم من كل رحيم [79] .
پاورقي
[1] ورد هذا الدعاء في «ط» في الصفحة[28]بعنوان: «السادس عند الصباح و المساء»، و في المشهورة برقم (6) بنفس العنوان.
[2] في «ط»: «ممدودا»، و الموقوت: الموقت، أي المقدر المحدود.
[3] يولج الليل في النهار، و يولج النهار في الليل: يزيد من هذا في ذاك، و من ذاك في هذا.
[4] في هامش «ط» في نسخة: «يولج كل واحد».
[5] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و تنتسبهم»، و في هامش «ط» في نسخة: «و ينشئهم». و يغذوهم: أي يجعل لهم الغذاء، و هو ما يتغذي به من طعام و شراب، والانبات: الانماء، و في هذا بيان و معجز للامام يدل علي سعة اطلاعه بتأثير الكون و الليل و النهار في نمو و رشد الانسان و سائر الملخوقات.
[6] في «ط»: «نهضات»، و النهضات، جمع نهضة، و النصب: التعب. أي الحركات التي أوجبها الجهد في تحصيل المآرب.
[7] كذا في الأصل، و في «ط» و الرضوية «فيكون».
[8] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «فيكون ذلك جماما»، و الجمام: الراحة و النشاط: يقال جم الفرس جما و جماما: اذا ترك فلم يركب فذهب اعياؤه و تعبه.
[9] ي هامش «ط» في نسخة: «ليبتغوا فيه فضله».
[10] في هامش «ط» في نسخة: «و ليتسببوا»، و يبتغوا: يطلبوا، و التسبب: التوصل، مأخوذ من السبب و هو الحبل.
[11] السرح: الخروج بالغداة، و يقابله: الرواح، و هو العودة في المساء.
[12] في «ط»: «اخرتهم»، و في هامش «ط» في نسخة: «اخراهم».
[13] شأنهم: أمرهم.
[14] هنا أول الصفحة[30]في «ط».
[15] الأنعام: 160.
[16] الفلق: ضوء الصبح، أي ما فلقته لنا أي شققت.
[17] لم ترد «به» في «ط».
[18] بصرتنا: أي عرفتنا و أضوحت لنا، أو أعلمتنا، و مطالب الأقوات: أي مصادر و مواضع طلب الأقوات و هو جمع قوت، و هو ما يؤكل.
[19] الطواق، جمع طارقة أو طارق، و هو بمعني حادثة أو حادث، و المراد حوادث الافات.
[20] كذا، و في هامش «ك»: «كلها»، و في «ط» العبارة هكذا: «أمسينا و أمست و أصبحنا و اصبحت الأشياء كلها بجملتها»، و بجملتها: أي كلها.
[21] في «ط»: «و ما ينبت»، و في هامش «ط» في نسخة: «و ما بثثت» و ما بثثت: أي نشرت و فرقت.
[22] كانت الكلمة في «ك»: «دابة»، فشطب عليها و كتب فوقها: «واحد».
[23] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «ساكنة و متحركة، و مقيمة و شاخصة»، و الشاخص: هو الخارج من موضعه الي موضع غيره و هو يقابل «المقيم».
[24] في «ط»: «و ما علي»، و في هامش «ط» في نسخة: «و ما علن»، و علن: أي ظهر و انتشر، خلاف خفي.
[25] بطن الشي ء يبطن بطنا و بطونا: خفي، فهو باطن، جمع بواطن.
[26] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و ما بطن تحت الثري»، و في هامش «ط» في نسخة بدل «بطن»: «كن».
[27] حوي الشي ء يحويه: ضمه و استولي عليه. و يراد بالسلطان هنا: الولاية.
[28] كانت العبارة في «ك» هكذا: «و ملكك و يحوينا سلطانك»، فصحح بما أثبتناه، و في «ط» العبارة هكذا: «أصبحنا في قبضتك و ملكك، يحوينا سلطانك»، و في هامش «ط» في نسخة: «أصبحنا في قبضتك، يحوينا ملكك و سلطانك».
[29] ضم الشي ء: جمعه، و المراد بضم المشيئه: جريانها في جميع المخلوقات و احتوائها لهم بحيث لا يشذ عنها أحد.
[30] في «ط»: «مشيك»، و في هامش «ط» في نسخة: «مشيتك».
[31] في «ط» و الرضوية: «تدبيرك»، و هو محتمل في «ك» أيضا، و هنا أول الصفحة[31]في «ط».
[32] العتيد: فعيل بمعني فاعل، و المعني: شاهد حاضر.
[33] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و ارزقنا.»
[34] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «بارتكاب جريرة أو اقتراف صغيرة أو كبيرة و أجزل»، و في هامش «ط» في نسخة: «و أجر».
[35] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و أخل عنا»، و في هامش «ط» في نسخة: «و أخلنا فيه».
[36] الذخر: ما يعد لوقت الحاجة، و هو الذخيرة.
[37] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آله و».
[38] في «ط» زيادة: «لنا»، و الظاهر أنه مشطوب عليها.
[39] المؤنة: الثقل.
[40] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و املأ صحائفنا من حسناتنا»، و في هامش «ط» في نسخة: «و املالنا من حسناتنا صحائفنا». هنا أول الصفحة[32]في «ط».
[41] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آله و»
[42] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آله و».
[43] في هامش «ط» في نسخة: شطب علي «فيه».
[44] في «ط»: «و عن شمائلنا»، أي احفظنا من الجهات الأربع التي يحتمل هجوم العدو منها علينا، و هي ما ذكرت في سورة الأعراف: (ثم لاتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم و لا تجد أكثرهم شاكرين)، و انظر رياض السالكين 252 - 249: 2.
[45] حفظا: مفعول مطلقا: أي احفظ حفظا، و عاصما: أي مانعا.
[46] كذا في «ك»، و في رياض السالكين (253: 2): «مستعملا» يروي بفتح الميم اسم مفعول، و بكسرها اسم فاعل، فعلي الأول معناه: حفظا نستعمله لمحبتك، و علي الثاني: حفظا يستعملنا لمحبتك.
[47] كذا صححت في «ك»، و يحتمل أيضا: «بمحبتك» كما في الرضوية.
[48] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آله و».
[49] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «يومنا هذا، و ليلتنا هذه، و في جميع أيامنا و ليالينا».
[50] الهجران: الترك و الرفض.
[51] في «ط»: «النعم».
[52] هنا أول الصفحة[33]في «ط».
[53] الحياطة: الحفظ و الدفاع عن الشي ء، و التعهد له.
[54] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و انتقاض الشرك، و نصرة الحق، و اذلال الباطل، و ارشاد الضال، و معاونة الضعيف»، و في هامش «ط» في نسخة: «و انتقاض الباطل، و اذلاله، و نصرة الحق، و اعزازه»، و في هامش «ط» أيضا في نسخة: «و ادراك اللهيف»، و اللهيف: الملهوف و المظلوم المضطر، و الذي يستغيث و يتحسر، و مداركته: ادراكه و اغاثته.
[55] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آله و».
[56] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و اجعله في أيمن»، و في هامش «ط» في نسخة: «اجعله أيمن».
[57] في «ط»: «و أفضل»، و اليمن: البركة و السعادة، و الأيمن: أفعل تفضيل من اليمن.
[58] ظل يظل: دام و استمر ليلا، و سمع في الشعر: ظل نهاره، و قيل: ظل بمعني صار من دون تقييد بالليل أو النهار.
[59] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «من جملة خلقك، و أشكرهم لما أوليت»، و أبليت: امتحنت و اختبرت.
[60] أقومه: أي أشد الناس قياما بما أظهرته لنا من الشرائع، و هي أحكام الدين فرضا كان أو سنة.
[61] أوقفه: اسم تفضيل من وقف عن الشي ء، بمعني توقف و أمسك عنه و لم يرتكبه.
[62] كذا في «ك»، و يحتمل: «حددت»، من حد الشي ء: اذا جعل له حدا و أمدا.
[63] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و أقومهم بما شرعت من شرائعك، و أوقفهم عما جذرت (كذا، و يحتمل: «حددت») من نهيك».
[64] في «ط» زيادة: «و كفي بك شهيدا».
[65] في «ط»: «سماك».
[66] هنا أول الصفحة[34]في «ط».
[67] في «ط»: «أسكنتها»، و في هامش «ط» في نسخة: «أسكنتهما».
[68] المستقر: مكان الاستقرار.
[69] أي قائما بالعدل، أي تجري العدل علي سنن الاستقامة، أو مقيم بالعدل فيما تقسم من الأرزاق و الاجال، و «عدلا في الحكم» كالمفسر لهذه الجملة. (انظر رياض السالكين 287: 2).
[70] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «في يومي هذا و ليلتي هذه و ساعتي هذه و مستقري هذا: اني أشهد أنك أنت الله الذي لا اله الا أنت، قائم بالقسط عادل»، و في هامش «ط» في نسخة: «عدل».
[71] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «رؤوف بالعباد، مالك الملك»، و في هامش «ط» في نسخة: «للملك».
[72] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و أمرته بالنصح»، والنصح: كلمة جامعة معناها الدعاء الي ما فيه الصلاح و النهي عما فيه الفساد. (رياض السالكين 294: 2).
[73] في «ط»: «فصل علي محمد و آله».
[74] في «ط»: «أكثر»، و في هامش «ط» في نسخة: «عليه كأتم».
[75] أمر من جزي يجزي: اذا فعل به ما يقابل فعله.
[76] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و اجزه عنا أفضل و أكرم و أجزل ما جزيت أحدا من الأنبياء»، و في هامش «ط» في نسخة: «أنبيائك». في هامش «ط» في نسخة أيضا: «أجزه عنا أفضل و أكرم». و هنا أول الصفحة[35]في «ط».
[77] في «ط»: «أنت»، و ي هامش «ط» في نسخة: «انك أنت».
[78] الجسيم: العظيم.
[79] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و أنت أرحم من كل رحيم و صل علي محمد و آله الطاهرين»، و في هامش «ط» في نسخة: «فصلي الله علي محمد و آله الطاهرين»، و في همش «ط» في نسخة أيضا: «فصلي الله علي محمد و آله الطيبين»، و في نسخة اخري زيادة: «الاخيار الانجبين».