بازگشت

الدعاء 21


[1] .

و من دعائه عليه السلام في ذكر التوبة

[1] [2] يا من لا يصفه نعت [3] الناعتين [4] ، و يا من لا يجاوزه[46 / أ] رجاء الراجين، و يا من لا يضيع لديه أجر المحسنين، و يا من هو منتهي خوف المتقين [5] .

[2]هذا مقام من تداولته [6] أيدي الذنوب، و قادته أزمة [7] الخطايا، استحوذ عليه [8] الشيطان [9] فقصر عما أمرت [10] به تفريطا [11] ، و تعاطي



[ صفحه 360]



ما نهيت عنه تغريرا [12] ، كالجاهل بقدرتك عليه مع علمه، اذ [13] كالمنكر فضل احسانك اليه مع معرفته [14] ، حتي اذا انفتح له بصر الهدي، و تقشعت [15] عنه سحائب العمي، احصي ما ظلم به نفسه، و فكر فيما خالف فيه ربه [16] ، فرأي كبيرا عصي به كبيرا، و جليلا [17] خالف به جليلا [18] ، فأقبل نحوك مستحييا منك [19] ، و وجه[46 / ب] رغبته اليك ثقة بك، فأمك [20] بطمعه يقينا، و لقيك بخوفه اخلاصا [21] ، قد خلا طمعه من كل مطموع فيه غيرك، و افرخ روعه [22] من كل محذور منه سواك، فمثل [23] بين يديك متضرعا، و غمض بصره الي الأرض تخشعا، و طأطأ رأسه لعزك تذللا [24] ، و أبثك [25] من سره ما أنت أعلم به



[ صفحه 361]



خنوعا [26] ، و عدد من ذنوبه ما أنت أحصي له خشوعا [27] ، و استغاث بك من عظيم ما وقع به في علمك، و قبيح ما فضحه في حكمك، من ذنوب ادبرت لذاتها فذهبت، و أقامت [28] تبعاتها [29] فلزمت، لا ينكر - يا الهي - عدلك ان عاقبته، و لا يستعظم عفوك ان عفوت[47 / أ] عنه [30] ؛ لانك الرب الكريم الذي لا يتعاظمه غفران الذنب العظيم.

[3]اللهم فها أنا ذا قد جئتك مطيعا أمرك فيما أمرت به من الدعاء، متنجزا [31] ما وعدت من الاجابة [32] ، اذ تقول: (ادعوني استجب لكم). [33] .

[4]اللهم [34] فالقني [35] بمغفرتك كما لقيتك باقراري، و ارفعني عن مصارع الذنوب [36] كما وضعت لك نفسي، و استرني بسترك كما تأنيتني [37] بالانتقام [38] مني.

[5]اللهم و ثبت في طاعتك نيتي، و أحكم في عبادتك



[ صفحه 362]



بصيرتي [39] ، و وفقني من [40] الأعمال لما يغسل [41] دنس الخطايا عني، و توفني علي ملتك [42] و ملة محمد نبيك [43] اذا توفيتني.

[6]اللهم [44] أتوب اليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي[47 / ب] و صغائرها، و بواطن سيئآتي و ظواهرها [45] ، و سوالف [46] زلاتي و غوايرها [47] ، و سوابق خطيئاتي و حوادثها [48] ، و توبة من لا يحدث نفسه بمعصية، و لا يضمر [49] أن يعود في خطيئة.

و قد قلت [50] في محكم كتابك: (انك تقبل التوبة عن عبادك، و تعفو عن السيئات) [51] ، و (تحب التوابين) [52] ، فاقبل توبتي كما وعدت، واعف عن



[ صفحه 363]



سيئاتي كما ضمنت، و أوجب لي محبتك كما شرطت [53] ، و لك [54] يا رب شرطي ألا أعود في مكروهك [55] ، و ضماني ألا أرجع الي [56] مذمومك، و عهدي أن أهجر جميع معاصيك.

[7]اللهم انك أعلم بما عملت، فاغفر لي ما علمت، و اصرفني [57] بقدرتك الي ما أحببت [58] .

[8]اللهم علي[48 / أ] تبعات [59] قد حفظت، و تبعات قد نسيت [60] ، و كلهن بعينك التي لا تنام، و علمك الذي لا ينسي، فعوض منها أهلها، و خفف عني ثقلها [61] ، و أعصمني من أن اقارف [62] مثلها [63] .

[9] [64] اللهم و انه لا وفاء لي بالتوبة الا عن عصمتك، و لا استمساك بي عن



[ صفحه 364]



الخطايا الا عن قوتك، فقوني بقوة كافية، و تولني بعصمة مانعة.

[10]اللهم و أيما [65] عبد تاب اليك و هو في علم الغيب عندك فاسخ [66] لتوبته، و عائد في ذنبه، فاني أعوذ بك أن أكون كذلك، فاجعل توبتي هذه توبة لا احتاج بعدها الي توبة، توبة موجبة لمحو ما سلف، و لسلامة ما بقي.

[11]اللهم اني أعتذر[48 / ب] اليك من جهلي، و أستوهبك سوء فعلي، فاضممني الي كنف رحمتك تطولا [67] ، و استرني بستر عافيتك تفضلا.

[12]اللهم فاني أتوب اليك من كل ما خالف ارادتك، و زال [68] عن محبتك، من خطرات قلبي، و لحظات [69] عيني، و حكايات لساني، توبة تسلم بها كل جارحة علي حيالها [70] من تبعاتك، و يأمن ما يخاف [71] المعتدون من عظيم سطواتك [72] .

[13]اللهم فارحم وحدتي بين يديك، و وجيب [73] قلبي من خشيتك، و اضطراب أركاني [74] من هيبتك، فقد أقامتني يا رب ذنوبي مقام الخزي



[ صفحه 365]



بفنائك [75] ، فان سكت لم ينطق عني أحد، و ان تشفعت فلست بأهل الشفاعة.

[14]اللهم فشفع في خطاياي[49 / أ] كرمك، وعد علي سيئاتي بعفوك، و لا تجزني جزاي من عقوبتك، و أبسط علي طولك، و جللني [76] بسترك، و افعل بي فعل عزيز تضرع اليه ذليل فرحمه، أو غني تضرع له فقير فنعشه [77] .

[15]اللهم لا خفير [78] منك فليخفرني عزك، و لا شفيع لي اليك فليشفع لي فضلك، و قد أوجلتني [79] خطاياي فليؤمني عفوك، فما كل ما نطقت به عن جهل مني بسوء أثري، و لا نسيان لما سبق من ذميم فعلي، و لكن لتسمع سماؤك و من فيها، و أرضك و من عليها، ما أظهرت لك من الندم، و لجأت فيه اليك من التوبة، فلعل بعضهم برحمتك يرحم سوء موقفي، و تدركه[49 / ب] الرقة [80] لسوء حالي، فينالني منه بدعوة أسمع لديك من دعائي، و شفاعة أوكد عندك من شفاعتي، يكون بها نجاتي من غضبك و فوزي برضاك.

[16]اللهم ان يكن الندم توبة اليك، فأنا أندم النادمين، و ان يكن الترك لمعصيتك انابة [81] فأنا أول المنيبين، و ان يكن الاستغفار حطة [82] للذنوب فاني لك من المستغفرين.



[ صفحه 366]



[17]اللهم فكما أمرت بالتوبة، و ضمنت القبول، فاقبل توبتي، و لا ترجعني مرجع الخيبة من رحمتك، انك أنت التواب الرحيم.

[18]اللهم صل علي محمد [83] كما هديتنا به، و صل علي محمد و آل محمد[50 / أ] كما أسعدتنا باتباعه [84] ، و صل [85] علي محمد [86] صلاة تشفع لنا يوم الفاقة اليك [87] ، انك علي كل شي ء قدير. [88] .


پاورقي

[1] ورد هذا الدعاء في «ط» في الصفحة[112]بعنوان: «الثامن و العشرون في ذكر التوبة و طلبها من الله جل و عز»، و ورد في المشهورة برقم) 31) بعنوان: «في ذكر التوبة و طلبها».

[2] هنا أول الصفحة[113]في «ط».

[3] الوصف و النعت مترادفان.

[4] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «اللهم يا من لا يصفه نعت الواصفين».

[5] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و يا من هو منتهي خوف العابدين، و يا من هو منتهي غاية خشية المتقين».

[6] تداولته: أخذته هذه مرة و هذه مرة.

[7] الأزمة: جمع زمام، و هو ما يقاد به البعير و شبهه، و الكلام استعارة مكنية، كأن كل خطيئة وضعت عليه زماما فقادته به.

[8] أي استولت عليه، و في المشهورة: «و استحوذت عليه».

[9] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و فادته أزمة الخطايا، و استحوذ عليه الشيطان».

[10] في «ط»: «أمرت».

[11] تفريطا: تقصيرا و تضييعا.

[12] التغرير: حمل النفس علي الغرر و هو الخطر.

[13] كذا في «ك»، و في الرضوية: «أو».

[14] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «كالجاهل بقدرتك عليه أو كالمنكر فضل احسانك اليه».

[15] تقشع السحاب: اذا تفرق، و هنا عبارة عن زوال غفلات الضلال عنه بعد غشيانها له.

[16] هنا أول الصفحة[114]في «ط».

[17] الرؤية - هنا - بمعني العلم، أي فعلم أن الذي عصي به ربه هو كبير و جليل، و قد عصي به ربا كبيرا جليلا، لا كما كان يتصوره عند ارتكابه للذنب.

[18] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «فرأي كبير عصيانه كبيرا، و جليل مخالفته جليلا».

[19] كذا في «ك» و في «ط» العبارة هكذا: «فأقبل نحوك مؤملا لك مستحييا منك».

[20] أمك: قصدك.

[21] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و وجه رغبته اليك ثقة بك بطمعه يقينا، و قصدك بخوفه اخلاصا».

[22] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «فقد خلا طمعه من كل مطموع فيه غيرك، و افرح روعه».

أفرخ: أي ذهب و انكشف، و الروع بالفتح: الفزع، يقال: راعني الشي ء روعا، و المعني زال عنه ما يرتاع له و يخاف و ذهب عنه و انكشف.

[23] مثل: انتصب قائما.

[24] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و غمض بصره الي الأرض متخشعا، و طأطأ رأسه لعزك متذللا».

[25] بث السر: أذاعه و نشره، و أبث: أظهر.

[26] في «ط»: «خضوعا».

[27] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و عدد من ذنوبه ما أحصي له خشوعا».

[28] هنا أول الصفحة[115]في «ط».

[29] التبعات، جمع تبعة: ما يطلب من ظلامة و نحوها.

[30] في «ط» زيادة: «و رحمته».

[31] أي طالبا انجاز وعدك.

[32] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «متنجزا وعدك فيما وعدت به من الاجابة».

[33] سوره غافر: 60.

[34] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آله».

[35] في «ط»: «و القني».

[36] مصارع الذنوب: الذنوب التي تؤدي الي هلاكي و صرعتي، و ارفعني: أبعدني.

[37] تأني في الأمر: تمهل و تمكث.

[38] في «ط»: «عن الانتقام».

[39] هنا أول الصفحة[116]في «ط». و البصيرة: اليقين.

[40] لم ترد «من» في «ط»، بل وردت في الهامش في نسخة.

[41] في «ط»: «تغسل به».

[42] أي شريعتك و دينك.

[43] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و ملة نبيك محمد و آله صلي الله عليه».

[44] في «ط» زيادة: «اني».

[45] فيه اشارة الي ما ورد في سورة الأنعام: 120 من قوله تعالي (و ذروا ظاهر الاثم و باطنه) و قيل: المراد ما أعلنت و ما أسررت، أو ما عملت و مانويت. أو ظاهر الاثم: أفعال الجوارح، و باطنه: أفعال القلب كالكبر و الحسد. (رياض السالكين 421: 4).

[46] السالف: الماضي.

[47] كذا في «ك»، و يحتمل: «غوابرها»، أي لواحقها، فان كلمة «الغابر» من الأضداد، تطلق علي الماضي و اللاحق، هذا، و وردت الكلمة في الرضوية هكذا: «و حوادثها».

[48] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و سوالف زلاتي و حوادثها».

[49] يضمر: ينوي.

[50] في «ط» زيادة: «يا الهي».

[51] اقتباس من سورة الشوري: 25.

[52] اقتباس من سورة البقرة: 222.

[53] أي كما التزمت، فانه سبحانه قال: (ان الله يحب التوابين) فكأن مفهومه: من تاب أحبه الله، و عبر عن حكمه سبحانه علي نفسه بمحبة التوابين بالشرط. (رياض السالكين 429: 4).

[54] في «ط»: «لك».

[55] هنا أول الصفحة[117]في «ط».

[56] في «ط» بدل «الي»: «في».

[57] أي ردني.

[58] ذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «فاغفر لي ما عملت مما قد علمت، و اصرفني بقدرتك الي ما أوجبت».

[59] التبعة: الظلامة التي يطلبها المظلوم من الظالم، سميت بذلك لاتباع صاحبها. (رياض السالكين 433: 4).

[60] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «اللهم و علي (كذا) قد حفظتهن، و تبعات قد نسيتهن».

[61] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و علمك، فعوض منها أهلها، و احطط عني وزرها و خفف عني ثقلها».

[62] قارف الذنب: قاربه و خالطه أو تلبس به، و المراد بالعصمة منها هو حسم أسبابها.

[63] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و اقبل توبتي و لا ترجعني مرجع الخيبة من رحمتك، انك أنت التواب علي المذنبين، و الرحيم للخاطئين المنيبين».

[64] الفقرات 17 - 9 لم ترد في «ط».

[65] «أي» اسم شرط مبتدأ، و «ما» بعدها مزيدة لتأكيد ابهام «أي» و شياعها، و «عيد» مجرور باضافة «أي» اليه، و جملة «تاب اليك» الخبر، كما هو مختار الأندلسي. (رياض السالكين 443: 4).

[66] فاسخ: ناقض.

[67] الكنف: الجانب و الناحية، و تطولا: أي امتنانا و تفضلا.

[68] «زال» لغة في أزال (محيط المحيط: 387» زيل»).

[69] لحظات العين، جمع لحظة و هي المرة من لحظه: اذا رآه.

[70] الجارحة: واحدة الجوارح، و هي الأعضاء التي يعمل بها، و «علي حيالها» أي بانفرداها.

[71] كذا في نسخة الأصل، و كتب الناسخ علي كلمة «لا»: «ما - صح».

[72] السطوة: البطش.

[73] الوجيب: الرجفة و الخفقان.

[74] الاضطراب: الحركة، و الاركان: جمع ركن، و هو الجانب القوي من كل شي ء.

[75] الكلام استعارة تمثيلية، و المعني ارحم وحدتي و خفقان قلبي و اضطراب أعضائي في مقامي هذا عند عظمتك حيث لامحام و لا مدافع، و لست أهلا للشفاعة حتي أطلبها.

[76] أي غطني بسترك.

[77] أي جبره بعد فقره.

[78] الخفير: المحامي و المدافع و المجير.

[79] الوجل: الخوف.

[80] الرقة: الرحمة و الشفقة.

[81] انابة: رجوعا بالتوبة عن المعاصي، و أول المنيبين: أي أول المسارعين الي التوبة.

[82] الحطة: فعلة من الحط، بمعني الوضع، و هو بمعني وضع الوزر و الذنب.

[83] في «ط» زيادة: «و اله».

[84] ذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «و صل علي محمد و آله كما أستنقذتنا به».

[85] هنا أول الصفحة[118]في «ط».

[86] في «ط» زيادة: «و اله».

[87] كذا في «ك»، و في «ط» العبارة هكذا: «تشفع لنا يوم القيامة و يوم الفاقة اليك».

[88] في «ط» زيادة: «و هو عليك يسير».