بازگشت

الدعاء 19


[1] .

و من دعائه عليه السلام اذا دخل شهر رمضان

[1]الحمد لله الذي هدانا بحمده، و جعلنا من أهله، لنكون لاحسانه من الشاكرين، و ليجزينا علي ذلك جزاء المحسنين.

[2]و الحمد لله الذي حبانا [2] بدينه، و زيننا بيقينه، و اختصنا بملته، و رفعنا باجابة دعوته، و سبلنا [3] في سبل احسانه، لنسلكها بمنه الي رضوانه،



[ صفحه 347]



حمدا يقبله منا، و يرضي به عنا.

[3]و الحمد لله الذي جعل من تلك السبل شهره شهر الصيام، و شهر التهجد و القيام، و شهر الاسلام، و شهر الطهر، و شهر التمحيص [4] [36 / أ] و شهر القرآن الذي انزل فيه الفرقان [5] ، فأبان فضله علي سائر الشهور بما جعل له من الحرمات الموقوتة [6] ، و الفضائل المشهورة، فحرم فيه ما أحل في غيره اعظاما، و حجر [7] فيه المطاعم و المشارب اكراما، و جعل له وقتا بينا، لا يجيز فيه ان يقدم قبله، و لا يقبل ان يؤخر عنه.

ثم فضل ليلة واحدة من لياليه علي الف شهر، و سماها ليلة القدر تنزل فيها الملائكة و الروح، سلام من كل امر، سلام دائم البركة الي طلوع الفجر. [8] .

[4]اللهم فالهمنا معرفة فضله، و اجلال حرمته، و التحفظ مما حظرت [9] فيه[36 / ب] و اعنا علي صيامه بكف الجوارح عن معاصيك، و استعمالها فيما يرضيك، حتي لا نصغي باسماعنا الي لغو، و لا نسرح [10] بابصارنا في لهو، و لا نبسط ايدينا الي محظور، و لا نخطو باقدامنا الي محجور، و حتي لا تعي [11] بطوننا الا ما احللت، و لا تنطق السنتنا الا بما مثلت [12] ، و لا نتكلف الا ما



[ صفحه 348]



يدني من ثوابك، و ينئي [13] من عقابك، و لا نتعاطي الا ما ينئي عن عتابك.

ثم خلص ذلك عن رياء المرائين، و سمعة المسمعين، حتي لا نشرك فيه أحدا دونك، و لا نبتغي مرادا سواك.

[5]اللهم وفقنا فيه للمحافظة علي مواقيت الصلوات الخمس بحدودها التي[37 / أ] حددت، و وقوتها التي وقت، و أنزلنا فيه منزلة المصيبين لمنازلها، الحافظين لأركانها، علي ما سنه [14] محمد عبدك و رسولك صلي الله عليه و آله، في ركوعها و سجودها و جميع فرائضها علي أتم الطهور و اسبغه [15] ، و أبين الخشوع و أبلغه.

و وفقنا فيه لأن نبل [16] ارحامنا بالبر و الصلة، و ان نتعهد جيراننا بالافضال و العطية، و ان نخلص اموالنا من التبعات [17] ، و ان نطهرها باخراج الزكوات.

و ان نراجع من هاجرنا [18] ، و ان ننصف من ظلمنا، و ان نسالم من عادانا، حاشا [19] من عودي فيك و لك؛ فانه العدو الذي لا نواليه، و الحرب الذي لا نفاديه [20] .

و ان نتقرب اليك من الاعمال[37 / ب] الزاكية بما يطهرنا من الذنوب، و يعصمنا فيما نستأنف من العيوب، حتي لا يورد عليك أحد [21] من ملائكتك



[ صفحه 349]



الا دون ما يوردون عنا من ابواب الطاعة لك، و انواع القربة اليك.

[6]اللهم انا نسألك بحق هذا الشهر و حرمته، و بحق محمد و آله، و بحق من تعبد لك فيه من ابتدائه الي وقت فنائه، من ملك قربته، أو نبي أرسلته، أو عبدصالح اختصصته، أن تجنبنا الالحاد في توحيدك، و التقصير في تمجيدك، و الاغفال [22] لحرمتك، و العمي عن سنتك، و الانخداع لعدوك الشيطان الرجيم.

[7]اللهم أهلنا [23] فيه لما وعدت[38 / أ] اولياءك من كرامتك، و اوجب لنا ما اوجبت لاهل الاصطفاء [24] لطاعتك، و اجعلنا في نظم [25] من استحق الرفيع الأعلي برحمتك.

[8]اللهم و ان لك في كل ليلة من ليالي شهرنا هذا رقابا يعتقها عفوك من العذاب، فاجعل رقابنا من تلك الرقاب، و اجعلنا لشهرنا هذا من خير اهل و اصحاب، أمحق ذنوبنا مع انمحاق [26] هلاله، و اسلخ عنا تبعاتنا مع انسلاخ [27] ايامه، حتي ينقضي عنا و قد صفيتنا من الخطيئات، و نقيتنا من السيئات.

[9]اللهم ان عندنا فيه فعدلنا [28] ، و ان زغنا عنه فقومنا [29] ، و ان اشتمل [30] علينا عدوك الشيطان فاستنقذنا.



[ صفحه 350]



[10]اللهم اشحنه [31] [38 / ب] بعبادتنا، و زين اوقاته بطاعتنا، و اعنا في نهاره علي صيامه، و في ليلته علي قيامه بالصلاة لك، و التضرع اليك، و الخشوع بين يديك، حتي لا يشهد نهاره علينا بغفلة، و لا ليله بتفريط. [32] .

[11]اللهم واجعلنا في سائر الشهور و الايام و ما نأتنف [33] من الاعوام كذلك ما عمرتنا، و اجعلنا من عبادك الصالحين (الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) [34] .

[12]اللهم و صل علي محمد في كل وقت و كل أوان [35] ، و علي كل حال، عدد ما صليت علي من صليت، و أضعاف ذلك كله بالاضعاف التي لا يحصيها غيرك، انك فعال لما تريد.


پاورقي

[1] لم يرد هذا الدعاء في «ط»، و ورد في المشهورة بالرقم (44).

[2] الحباء: الاعطاء بغير عوض.

[3] سبلنا: أي سيرنا.

[4] التمحيص: تخليص الشي ء من العيوب، و هو هنا: التزكية و التطهير.

[5] أي القرآن: و انما سمي فرقانا لأنه يفرق بين الحق و الباطل.

[6] الموقوت: المقدر المحدود.

[7] الحجر: المنع.

[8] اقتباس من سورة القدر.

[9] حظرت: منعت.

[10] سرح الرجل بصره: أرسلها و لم يكفها عن الحرام.

[11] أي تحوي و تحفظ.

[12] اي تحدث بما أمرت.

[13] أي يبعد.

[14] سنه: بينه و أجراه.

[15] أي أكمله.

[16] نبل: نصل، و منه: «بلو أرحامكم و لو بالسلام»، أي صلوها.

[17] خلص الشي ء: صفاه و ميزه عن غيره، و التبعات: جمع تبعة، و هي ما يتبع المال من الحقوق.

[18] هاجرنا: قطعنا.

[19] استثناء من مراجعة من قاطعناه من أجل الله كأعداء الله.

[20] أي لا نتحاماه و لا ننزوي عنه.

[21] في «ك» زيادة: «عليك» هنا.

[22] الاغفال: ترك الشي ء اهمالا من غير نسيان.

[23] أي اجعلنا أهلا لما وعدت أوليائك.

[24] كذا في «ك»، و وردت الكلمة في الرضوية هكذا: «الاستقصاء»، أي من بذل جهده في فعله و عبادته.

[25] أي أجعلنا في جماعة من استحق الرفيع الأعلي، أو أجعلنا في صفهم.

[26] المحق: ذهاب الشي ء، حتي لا يبقي منه أثر، و انمحاق الهلال: استتاره في آخر الشهر.

[27] الانسلاخ: الانقضاء.

[28] عند عن الطريق: مال و عدل، عدلنا: أي سونا علي الطريق و الكلام استعارة تبعية.

[29] الزيغ: الميل عن الاستقامة، و التقويم: التعديل.

[30] اشتمل: أحاط و استحوذ.

[31] الشحن: المل ء، أي املأ أيام الشهر بعبادتنا و طاعتنا لك.

[32] التفريط: التقصير و التضييع.

[33] نأتنف: نستقبل.

[34] اقتباس من سورة المؤمنون: 11.

[35] الأوان: الحين، و هو الزمان.