بازگشت

الدعاء 18


و من دعائه عليه السلام لأهل الثغور و الحصون [1] .

[1]اللهم ألهم أهل الثغور علم مالنا من الحق في خمس الغنائم الذي يغنمونه، فان ذلك عوض مما حرمته علينا علي لسان نبيك من الصدقة التي هي غسالات لذنوب الناس؛ تنزيها منك لنبيك و آله و ذريته و ولده و عترته، و ما علي ما نعنا اياه من الذنوب و من عظيم الحوب [2] ، و انتقامك ممن ظلمناه عاجلا و آجلا. [3] .

[2]اللهم حصن ثغور المسلمين بعزتك، و أيد حماتها بقوتك[31 / أ]



[ صفحه 341]



و أسبغ [4] عطاياهم من جدتك.

[3]اللهم كثر عددهم،د و وفر مددهم، و اشتحذ [5] أسلحتهم، و احرس حوزتهم [6] ، و امنع حومتهم [7] ، و ألف جمعهم، و دبر أمرهم، و واتر [8] بين فتوحهم، و ظاهر بين ميرهم [9] و توحد بكفاية مؤنهم [10] ، و اعضدهم بالنصر، و أعنهم بالصبر، و الطف لهم في المكر. [11] .

[4]اللهم عرفهم ما يجهلون، و علمهم ما لا يعلمون، و بصرهم ما لا يبصرون.

[5]اللهم أنس عند لقائهم العدو ذكر دنياهم الخداعة الغرور، و امح عن قلوبهم خطرات امال الفتون [12] [31 / ب] واجعل الجنة نصب أعينهم، و لوح [13] منها لأبصارهم ما أعددت فيها من مساكن الخلد، و منازل الكرامة، و الحور الحسان، و الأنهار المطردة [14] بأنواع الأشربة، و الأشجار المتدلية بصنوف الثمر، حتي لا يهم أحد منهم بادبار، و لا يحدث نفسه عن قرنه [15] بفرار.



[ صفحه 342]



[6]اللهم افلل [16] بذلك عدوهم، و اقلم عنهم أظفارهم [17] ، و فرق بينهم و بين اسلحتهم، و اخلع وثائق أفئدتهم [18] ، و باعد بينهم و بين أزودتهم [19] ، و حيرهم في سبلهم، و ضللهم في وجهتهم[32 / أ] واقطع عنهم المدد، و انقض منهم العدد، و املأ أفئدتهم من الرعب، و اقبض أيديهم عن البسط، و اخرس ألسنتهم عن النطق، شرد بهم من خلفهم، و نكل [20] بهم من ورآءهم، و اقطع بخزيهم أطماع من بعدهم.

[7]اللهم عقم أرحام نسائهم، و يبس أصلاب رجالهم، و اقطع نسل دوابهم و أنعامهم، لا تأذن لسمائهم في قطر، و لا لأرضهم في نبات.

[8]اللهم وفر بذلك عدد أهل الأسلام، و حصن به ديارهم، و ثمر أموالهم، و فرغهم عن محاربتهم لعبادتك، و عن منابذتهم [21] للخلوة بك، حتي لا يعبد في بقاع[32 / ب] الأرض غيرك، و لا تعفر جبهة لأحد دونك.

[9]اللهم اعزز أهل كل ناحية من المسلمين علي من بازائهم من المشركين، و امددهم بملائكة من عندك مردفين [22] حتي يكشفوهم الي منقطع التراب [23] قتلا في رضاك و أسرا [24] ، أو يقروا مذعنين بأنك لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك.



[ صفحه 343]



[10]اللهم و اعمم بذلك أعداءك في أقطار البلاد من الهند و الروم و الترك و الخزر و الحبش و النوبة و الزنج و الصقالبة و الديالمة [25] سائر امم الشرك الذين تخفي أسماؤهم و صفاتهم، و قد احصيتهم[33 / أ] بمعرفتك، و اشرفت عليهم بقدرتك.

[11]اللهم أشغل المشركين بالمشركين عن تناول أطراف المسلمين [26] ، خذهم بالنقص عن تنقصهم [27] ، و ثبطهم [28] بالفرقة عن الاحتشاد [29] عليهم.

[12]اللهم اخل قلوبهم من الأمنة، و أبدانهم من القوة، و أذهل [30] أذهانهم عن الاحتيال، و أوهن أركانهم [31] عن منازلة الرجال، و جنبهم عن مقارعة [32] الأبطال، و ابعث عليهم جندا من ملائكتك ببأس من بأسك، كفعلك يوم بدر، تقطع به دابرهم [33] ، و تحصد به شوكتهم، و تفرق به عدتهم، و تمزق به[33 / ب] عدتهم [34] ، و تفثأ [35] به حدتهم.



[ صفحه 344]



[13]اللهم امزج مياههم بالوباء [36] ، و أطعمتهم بالأدواء [37] ، و ارم بلادهم بالخسوف، و الحح عليها بالقذوف [38] ، و اقرعها بالمحول [39] ، و اجعل ميرهم [40] في أبعد أرضك عنهم، و امنع حصونها [41] منهم، و أصبهم بالجوع المقيم [42] ، و السقم الأليم.

[14]اللهم و أيما غاز غزاهم من أهل ملتك، و مجاهد جاهدهم من أتباع سنتك؛ ليكون دينك الأعلي، و حزبك الأقوي، و حظك الأوفي، فلقه اليسر، و هيي ء الأمر، و توله بالنجح، و تخير له الأصحاب، و استقو له الظهر، و أسبغ عليه في النفقة، و متعه بالنشاط[34 / أ] واطف عنه حرارة الشوق، و اجره من غم الوحشة [43] ، و أنسه ذكر الأهل و الولد، و أدم له حسن النية، و توله بالعافية، و اصحبه السلامة، و اعفه [44] من الجبن، و ألهمه الجرأة، و ارزقه الشدة، و أيده بالنصر، و علمه السير [45] ، و سدده في الحكم، و اعزل عنه الرياء، و خلصه



[ صفحه 345]



من السمعة، و اجعل فكره و ذكره و ظعنه [46] و اقامته فيك و لك.

[15]فاذا صاف [47] عدوك و عدوه، فقللهم في عينه، و ذللهم في نفسه، و صغر شأنهم في قلبه، و أدله منهم، و لا تدلهم منه [48] ، فان ختمت له بالسعادة، و قضيت له بالشهادة[34 / ب] فبعد أن يجتاح [49] عدوك القتل، و بعد أن يديخهم [50] الأسر، و بعد أن يولي عدوك مدبرين، و بعد أن تأمن أطراف المسلمين.

[16]اللهم و أيما مسلم خلف غازيا أو مرابطا في دائرته [51] ، أو تعهد خالفته [52] في غيبته، أو أعانه بطائفة من ماله، أو أمده بعتاده، أو شحذه [53] علي جهاده، أو أتبعه في وجهه دعوة، أو رعي له من ورائه حرمة، فاجر له مثل أجره وزنا بوزن، و مثلا بمثل، و عوضه من فعله عوضا حاضرا يتعجل به نفع ما قدم، و سرور ما أتي، الي أن ينتهي به الوقت الي ما أجريت له من فضلك، و أعددت له من كرامتك.

[17]اللهم[35 / أ] و أيما مسلم أهمه أمر الاسلام و أهله، و حزنه تحزب أهل الشرك عليهم، فنوي غزوا، أو هم بجهاد، فقعد به ضعف، أو أبطأت به



[ صفحه 346]



فاقة [54] ، أو أخره عنه حادث، أو عرض له من دون ارادته عارض، فلم تنفذ له نيته، و لم يقض له بارداته، فاكتب اسمه في الغازين، و أوجب له ثواب المجاهدين، و اجعله في نظام الشهداء و الصالحين.

[18]اللهم صل علي محمد عبدك و رسولك صلاة عالية علي الصلوات، مشرفة فوق التحيات، صلاة لا ينتهي أمدها [55] ، و لا ينقطع عددها، كأتم ما مضي من صلواتك علي أحد من أوليائك، انك[35 / ب] المنان الحميد، المبدي ء المعيد، الفعال لما يريد.


پاورقي

[1] لم يرد هذا الدعاء في «ط» و ورد في المشهورة بالرقم (27)، و عنوانه: «لأهل الثغور»، و الثغور: جمع ثغر، و يطلق علي حدود بلاد المسلمين التي يخاف منها هجوم العدو. و الحصون جمع حصن، و هو كل مكان محي محرز لا يوصل الي جوفه.

[2] الحوب: الاثم.

[3] الي هنا ورد في «ك» فقط، و لم يرد في سائر النسخ.

[4] أسبغ: اقض و تمم، و الجدة: الثروة و الغني.

[5] أي حدد.

[6] الحوزة: الحد و الناحية.

[7] حومة القتال: معظمة أو أشد موضع فيه.

[8] واتر: تابع.

[9] المير: جمع ميرة، و هي الطعام يمتاره الانسان و يحمل من بلد الي بلد.

[10] المؤن: جمع مؤنة: أي الثقل.

[11] أي أوقع اللطف لهم في مكرهم بعدوهم حتي لا يفطن العدو بمكرهم لدقته و لطافته.

[12] الفتون، الكثير الفتنة.

[13] لوح: أبد و أظهر لأبصارهم من الجنة ماهيأته لهم فيها.

[14] المطردة: الجارية.

[15] القرن: الكف ء.

[16] افلل: اهزم و اكسر.

[17] هذه كناية عن الطلب من الله أن يضعفهم.

[18] أي انزع منهم ما وثقت به قلوبهم حتي لا يعتمدوا عليه في البأس.

[19] الأزودة جمع زاد، و هو طعام المسافر الذي يتخذ للسفر.

[20] نكل: أي جبن و أخر وامنع. أو اجعله نكالا و عبرة لمن وراءه.

[21] المنابذة: المخالفة و المكاشفة بالحرب.

[22] مردفين: يتبع بعضهم بعضا.

[23] منقطع التراب: نهاية الأرض. و يكشفوهم: يهزموهم و يزيلوهم عن مواقفهم.

[24] أي حال كونهم يقتلونهم في أرضك قتلا و يأسرونهم أسرا.

[25] أعمم: اشمل بما تقدم من الدعاء جميع أعدائك، و الروم: من يسكن شمال البحر المتوسط، و الخزر: من يقطن بلاد القفقاس، و النوبة: من يسكن جنوب صعيد مصر، و الزنج: قوم من السودان، و الصقالبة: شعب يتاخم بلادهم بلاد الخزر و قسطنطينية، و الديالمة: جيل يسكن بلاد جيلان شمال ايران.

[26] أي الاستيلاء علي نواحي المسلمين.

[27] التنقص: اهلاكهم تدريجيا، و خذهم بالنقص أي أهلكهم جملة لا تدريجا.

[28] ثبطهم: أشغلهم واقعد بهم عن الاحتشاد بايقاع الفرقة فيهم.

[29] الاحتشاد: الاجتماع.

[30] أذهل: أنس.

[31] الأركان: جمع ركن، و هو الجانب القوي من الشي ء و يراد به هنا: الجوارح.

[32] المقارعة: أن يقرع الأبطال بعضهم بعضا.

[33] الدابر: الأصل.

[34] العدة: الاستعداد، و العدة: الجماعة.

[35] الفثأ: السكون و الكف و الحبس، و الحدة: شدة البأس و القوة.

[36] يستفاد منه أن الوباء يكون من المياه الملوثة.

[37] الأدواء: جمع داء و هو المرض.

[38] القذوف: جمع، و هو الرمي بالحجارة، و ألح: أي اجعل القذوف عليها دائمة.

[39] المحول: الجدب و انقطاع المطر.

[40] المير: جمع ميرة، و هو الطعام الذي يجلب من بلد الي بلد.

[41] أي امنع حصون أرضك منهم لكي لا يتحصنوا بها أولا يقدروا علي الاستيلاء عليها.

[42] المقيم: الدائم.

[43] هيي ء له الأمر: أعدده له و أصلحه له، و توله: أي كن له وليا، و النجح: قضاء الحاجة، أي كن له كن له وليا بقضاء حاجته، و استقو له الظهر: أي يسر له راحلة قوية، أو كن له ظهرا قويا، و أسبغ عليه في النفقة: أي وسع عليه في النفقة، و متعه: أي أطل عمره، و أطف عنه حرارة الشوق: أي ألهمه الصبر علي فراق الأهل و المال، و الشوق: اهتياج القلب الي لقاء المحجوب، و أجره: أي آمنه و احفظه، و غم الوحشة: حزن و انقباض القلب اثر الانفراد عن المونس.

[44] أعفه: عافه، اجعله في عافية، أي امح عنه الجبن.

[45] أي وفقه لتعلم السير، و هو جمع سيرة، و هي طريقة المعاشرة، و السنن: جمع سنة: الأحكام الشرعية.

[46] الضعن: الارتحال و السفر.

[47] صاف: وقف في الصف المقابل.

[48] أي اجعل الكرة و النصر و الغلبة له عليهم و لا تجعلها لهم عليه.

[49] يجتاح: يهلك و يستأصل.

[50] يديخهم: يذلهم.

[51] الغازي: الخارج لقتال العدو، و المرابط: الملازم للثغر، و خلف: اذا صار خليفة له و قام مقامه، و الدائرة: الدار.

[52] الخالفة: من يخلفه الغازي و المرابط في البلد.

[53] شحذه: حثه و رغبه في الجهاد.

[54] الفاقة: الحاجة.

[55] الأمد: الغاية.