بازگشت

الدعاء 15


و من دعائه عليه السلام في الاقالة [1] .

[1]اللهم ياذا الملك المتأيد بالخلود، و السلطان الممتنع بغير عون، و العز الباقي علي آباد [2] الدهور، عز سلطانك عزا لاحد لأوله، و لا منتهي لاخره، و استعلي ملك علوا سقطت الأشياء دون بلوغ أمده.



[ صفحه 329]



[2]لا يبلغ أدني ما استأثرت[23 / ب] به من ذلك أقصي نعت الناعتين، ضلت فيك الصفات [3] ، و تسببت بلطفك الأسباب [4] ، و تفسخت [5] دونك النعوت، و حارت في كبريائك لطائف الأوهام.

[3]كذلك أنت الله في أوليتك [6] ، و علي ذلك أنت دائم لا تزول، و أنا العبد الضعيف عملا، الجسيم [7] أملا، خرجت من يدي أسباب الوصلات [8] الا وصلة رحمتك، و تقطعت عني عصم الآمال [9] الا ما أنا معتصم به من عفوك، قل عندي ما أعتد به من طاعتك، و كثر علي ما أبوء به [10] من معصيتك، و أن يضيق [11] عليك سيدي عفو عن عبدك و ان أساء، فاعف عني.

[4]الهم و قد أشرف علي[24 / أ] خفيات الأعمال علمك، و انكشف كل مستور عندك خبرك [12] فلا تنطوي [13] عنك دفائن الامور،



[ صفحه 330]



و لا تعزب [14] عنك غيبات السرائر، و قد استحوذ [15] علي عدوك الذي استنظرك [16] لاغوائي فأنظرته، و استمهلك الي يوم الدين لاضلالي فأمهلته، فأوقعني، و قد هربت اليك بصغائر ذنوب موبقة [17] و كبائر أعمال مزرية [18] .

[5]حتي اذا قارفت [19] معصيتك، و فارقت طاعتك، و استوجبت بسوء سعيي سخطك، فتل عني عذار غدره [20] ، و تلقاني بكلمة كفره [21] ، و تولي البراءة مني، و ادبر موليا عني، فاصحرني [22] لغضبك مزيدا [23] ، و اخرجني الي فناء نقمتك طريدا، لا شفيع[24 / ب] يشفع لي اليك، ولا خفير [24] يؤمنني عليك، و لا حصن يحجبني عنك، و لا ملاذ ألجأ اليه منك.

[6]فهذا مقام العائذ بك، و محل المعترف لك، فلا يضيقن عني فضلك، و لا يقصرن دوني عفوك، و لا أكونن اخيب عبادك التائبين، و لا أقنط وفودك الاملين، و اغفرلي انك خير الغافرين.



[ صفحه 331]



[7]اللهم انك نهيتني فركبت، و أمرتني فغفلت، و سول لي الخطايا [25] فعفيت [26] ، و لا أستشهد علي صيامي نهارا، و لا استخبر [27] بتهجدي ليلا، و لا تثني [28] علي باحيائها سنة، حاشا فروضك التي من ضيعها هلك، و لست أتوسل [29] بفضل نافلة اليك مع كثير ما[25 / أ] اغفلت من وظائف فروضك، و تعديت من غايات حدودك الي حرمات انتهكتها، و كبائر ذنوب اجترحتها [30] ، و كانت عافيتك لي من فضائحها سترا.

[8]و هذا مقام من استحيا لنفسه منك، و سخط عليها، و رضي عنها، فتلقاك بنفس خاشعة، و رقبة خاضعة، وظ هر مثقل من الخطايا، واقفا بين الرغبة اليك و رهبة [31] منك، و انت أولي من أطلب من رجاه، و آمن من خشيه و اتقاه، فاطلبني يا رب ما رجوت، و آمني مما حذرت، وعد علي بعائدة [32] رحمتك، انك أكرم المسؤولين.

[9]اللهم و اذ سترتني[25 / ب] بعفوك، و تغمدتني [33] بفضلك في دار الفناء، بحضرة ألاكفآء [34] ، فأجرني من فضيحات دار البقاء، عند تواقف



[ صفحه 332]



الأشهاد [35] من الملائكة المقربين، و الرسل المكرمين، و الشهداء و الصالحين، فكم من جار كنت اكاتمه بسيئاتي، و ذي رحم كنت احتشم [36] منه في سريراتي، لم أثق بهم رب في الستر علي، و وثقت بك في المغفرة لي، و أنت أوفي من وثق به، و أعطي من رغب اليه، و ارحم من استرحم، فارحمني.

[10]اللهم و انك حدرتني [37] ماء مهينا، عن صلب متطابق العظام [38] ، حرج المسلك [39] الي رحم ضيقة[26 / أ] سترتها بالحجب، تصرفني حالا عن حال، حتي انتهيت بي الي تمام الصورة، و اثبت في الجوارح - كما نعت في كتابك - نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظاما، ثم كسوت العظام لحما، ثم أنشأتني خلقا آخر [40] كما شئت، حتي اذا احتجت الي رزقك، و لم أستغن عن غياث [41] فضلك جعلت لي قوتا من فضل طعام و شراب أجريته لأمتك التي أسكنتني جوفها، و أودعتني قرار رحمها، و لم تكلني يا رب في تلك الحال الي حولي و حيلتي [42] ، و لم تضطرني الي قوتي.



[ صفحه 333]



[11]و لو وكلتني يا رب الي نفسي (و اضطررتني الي قوتي لكان الحول عني معتزلا، و لكانت القوة مني بعيدة، فقتني [43] بفضلك قيتة البر [44] اللطيف، تفعل ذلك بي تطولا [45] علي الي غايتي هذه، لا اعدم برك، و لا يبطي ء عني حسن صنيعك، و لا يتأكد مع ذلك ثقتي بك، و أتفرغ لما هو أحظي لي عندك.

[12]قد ملك الشيطان عناني في سوء الظن و ضعف اليقين، فأنا أشكو اليك سوء مجاورته لي، و طاعة نفسي له، و أستعصمك من ملكته، و أتضرع اليك في صرف كيده عني، و أسألك أن تسهل الي رزقي سبيلي، و ان نقنعني بمقدورك لي، و ان ترضيني بحصتي، و ان تجعل ما يذهب لي من جسمي) [46] و عمري[26 / ب] في سبيل طاعتك، انك خير الرازقين.

[13]اللهم اني أعوذ بك من نار تغلظت [47] بها علي من عصاك، و أوعدت بها علي من ضادك و صدف [48] عن رضاك، من نار نورها ظلمة، و هينها أليم، و بعيدها قريب، من نار تأكل بعضها بعضا، و يطول [49] بعضها علي بعض، من نار تذر العظام رميما [50] ، و تسقي أهلها حميما [51] ، من نار لا تبقي من ناب



[ صفحه 334]



اليها [52] ، و لا ترحم من استعطفها، و لا تقدر علي التخفيف عمن خنع لها [53] ، تلقي سكانها بأحر مالديها من أليم النكال [54] ، و شديد الوبال [55] .

و أعوذ بك من عقاربها الفاغرة [56] أفواهها[17 / أ] و من حياتها الصالقة [57] بأنيابها، و شرابها الذي يقطع الامعاء.

و استهديك [58] لما باعد منها و أخر عنها، و أجرني [59] منها بفضل رحمتك، و أقلني عثراتي بحسن اقالتك، و لا تخذلني يا خير المجيرين.

[14]اللهم و صل علي محمد اذا ذكر الأبرار، و صل علي محمد ما اختلف الليل و النهار، صلاة لا ينقطع مددها [60] ، و لا يحصي عددها، صلاة تشحن [61] الهواء، و تملأ الأرض و السماء، و صل عليه حتي يرضي، و صل عليه من بعد الرضا صلاة لاحد لها و لا منتهي، يا أرحم الراحمين.



[ صفحه 335]




پاورقي

[1] لم يرد هذا الدعاء في «ط»، و ورد في المشهورة بالرقم (32)، و عنوانه:«بعد الفراغ من صلاة الليل لنفسه في الاعتراف بالذنب».

[2] الاباد جمع الأبد، و هو الدائم، و أبده: خلده.

[3] ضل الرجل: عدل عن الطريق فلم يهتد اليه، و الضلال في الدين العدول عن الحق، أي أن الصفات لم تهتد الي طريق ما يجب لله، و يليق بشأنه تعالي من مراتب الكمال.

[4] سببية الأسباب و تأثيرها في العالم انما هو بلطفك من الله الذي جعل السبب سببا.

[5] أي أن النعوت تقطعت و عجزت قبل الوصول الي ما يستحقه الله من المدح و الثناء مهما بولغ فيها بالتعظيم و التكريم.

[6] «في أوليتك» حال، أي كنت كائنا في أوليتك قبل وجود الممكنات، و ليس الالوهية طارئة عليك، أو حادثة لك بعد ان لم تكن.

[7] الجسيم: العظيم.

[8] الوصلات جمع وصلة: أي اتصال، و المراد: قد فاتتني الأسباب التي يتوصل بها الي السعادات الاخروية الا السبب الذي هو رحمتك، فانه لا يفوت من أحد. (رياض السالكين 37: 5).

[9] العصم، جمع العصم: و هو المنع، يقال عصمه الله أي منعه و وقاه.

[10] أبوء به: أقر به.

[11] كذا في «ك»، و في الرضوية:«و لن يضيق» و فيه تشبيه العفو بالمكان في عدم الاتساع لما هو أكبر من الشي ء.

[12] الخبر: العلم.

[13] تنطوي: تخفي و يكتم.

[14] عزب الشي ء: غاب و خفي.

[15] استحوذ: غلب و استولي.

[16] اشارة الي ما ورد في سورة الأعراف، الايات: 16 - 14، و سورة الحجر، و الايات: 40 - 36، و سورة ص، الايات: 83 - 79.

[17] أي مهلكة.

[18] مزرية: أي مسقطة في الهلاك، و وردت هذه الكلمة في المشهورة هكذا: «مردية».

[19] أي خالطت المعصية أو قاربت.

[20] فتل: لوي و أعرض، يقال: فتل عني وجهه، أي لواه و صرفه، و العذار: جانب اللحية.

[21] هو اشارة الي ما حكاه سبحانه عنه بقوله: (اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بري ء منك) (مفتاح الفلاح: 278).

[22] أصحر الرجل: برز، و المراد: تركني وحيدا بلا ستر علي.

[23] كذا في «ك»، و في الرضوية:«فريدا».

[24] الخفير: الحمي و المجير.

[25] التسويل تحسين الشي ء و تزيينه، و الخطايا: الاثام و الذنوب.

[26] كذا في «ك» و في الرضوية: «و سول لي الخطأ فعصيت»، و المعني: تركت، من عفا: اذا ترك و أعرض.

[27] كذا في «ك»، و في المشهورة: «و لا استجير» من الاستجارة، و المراد ليس لي عمل صالح ينقذني من صيام أو قيام.

[28] أي لا ثناء علي باحياء السنة، يريد عليه السلام نفي وجود ذريعة للنجاة من الحساب.

[29] التوسل طلب الوسيلة و هي ما يتقرب به الي الشي ء.

[30] اجترح الذنب: اكتسبه.

[31] كذا في «ك»، في الرضوية: «و الرهبة».

[32] العائدة: المعروف والصلة.

[33] تغمدتني: شملتني.

[34] الاكفاء: جمع كفؤ، و هو المثل و النظير و السماوي.

[35] أي عندما يقف الأشهاد للشهادة.

[36] احتشم من الحشمة، و هو الحياء، أي كنت استحي.

[37] حدر فلان الشي ء: اذا أنزله الي موضع منخفض.

[38] المتطابق: المؤتلف و المتفق، أو من أطبق أي المغطي، و الصلب: عظم في الظهر ذو فقرات يبدأ من الرأس و ينتهي بالعصعص، و وردت العبارة في المشهورة هكذا:«متضائق العظام» أي متلاصق العظام حتي كأنها عظم واحد.

[39] حرج: أي ضيق.

[40] اشارة الي ما ورد في سورة المؤمنون الايات 14 - 12.

[41] الغياث: اسم من أغاثة الله، اذا كشف شدته.

[42] الحول: الحذق وجودة النظر و القوة و القدرة علي التصرف، و مثله الحيلة، و قيل: الحيلة مأخوذة من قولهم: حال، أي انقلب عن جهته، كأن صاحبها يريد أن يستنبط ما يحول عند غيره، و العرب تقول: الحيلة أبلغ من الوسيلة.

[43] أي فأطعمني الغذاء، و هو من القوت: ما يغتذي به من طعام و شراب.

[44] البر: العطوف علي العباد ببره و لطفه.

[45] تطولا: امتنانا.

[46] ما بين القوسين ورد في هامش «ك».

[47] تغلظت: تشددت.

[48] صدف: أعرض.

[49] بصول: يحمل و يثب.

[50] الرميم: اسم لما بلي من العظام، أو تحول الي تراب.

[51] الحميم: الماء الحار الشديد الحرارة، و قد ورد ذكره و وصفه في القرآن مرارا.

[52] كذا ظاهر «ك»، و في الرضوية: «من تضرع اليها».

[53] خنع: خشع و ذل.

[54] النكال: العقوبة.

[55] الوبال: سوء العاقبة.

[56] الفاغرة: الفاتحة.

[57] صلق صقلا: صوت صوتا شديدا.

و في (رياض السالكين 114: 5): روي أن في جهنم واديا يديع «أثاما»، فيه حيات و عقارب في كل فقارة من ذنب ذلك العقرب من السم أربعون قلة، كل عقرب منهن قدر البلغة الموكفة، تلذغ الرجل فينسي حر جهنم من حرارة لدغتها.

[58] أي طلب منك الهداية.

[59] كذا في «ك»، و في الرضوية: «فأجرني».

[60] مدد الشي ء: ما يمد به و يزداد و يكثر.

[61] تشحن: تملأ و الهواء الجو ما بين الأرض والسماء و هذا تمثيل لكثرة العدد.