بازگشت

الدعاء 09


و من دعائه عليه السلام في الاقالة [1] .

[1]اللهم اكسر شهوتي عن كل محرم [2] ، و ازو [3] حرصي عن كل



[ صفحه 316]



مأثم [4] و امنعني عن اذي كل مسلم[17 / ب] و مسلمة.

[2]اللهم و أيما عبد نال مني ما حظرت [5] عليه، و انتهك مني ما حجزت [6] عليه، فمضي بظلامتي ميتا، أو حصلت لي قبله [7] حيا، فاغفر له ما ألم [8] به مني، واعف له عما أدبر به [9] عني، و لا تقفه علي ما ارتكب، و لا تكشفه [10] عما اكتسب، و اجعل ما سمحت به من العفو عنهم، و تبرعت به من الصدقة عليهم في أزكي صدقات المتصدقين و أعلي و صلات [11] المتقربين، و عوضني من عفوي عنهم عفوك، و من دعائي لهم رحمتك، حتي يسعد كل واحد منا بفضلك، و ينجو كل منا بمنك.

[3]اللهم و ايما عبد أدركه[18 / أ] مني درك [12] ، أو مسه من ناحيتي أذي، أو لحقه بي أو بسببي ظلم، ففته [13] بحقه، أو سبقته بمظلمته [14]



[ صفحه 317]



فأرضه عني من وجدك [15] ، و أوفه حقه من عندك، ثم قني [16] ما يوجب له حكمك، و خلصني مما يحكم به عدلك، فان قوتي لا تستقل [17] بنقمتك، و ان طاعتي لا تنهض [18] بسخطك، و أنك لا تكافني [19] بالحق تهلكني، و ان لا تغمدني [20] برحمتك توبقني [21] .

[4]اللهم اني استوهبك مالا ينقصك بذله، و استحملك [22] مالا يبهظك حمله [23] ، استوهبك يا الهي نفسي التي لم [24] تخلقها لتمتنع بها من سوء، أو لتتطرق [25] بها علي نفع، و لكنك أنشأتها اثباتا لقدرتك[18 / ب] علي مثلها و احتجاجا بهاعلي شكلها [26] .

[5]و استحملك من ذنوبي ماقد بهظني حمله، و استعين بك علي ما فدحني [27] ثقله، فهب لنفسي علي ظلمها نفسي، و وكل لرحمتك باحتمال اصري [28] ، فكم قد لحقت رحمتك بالمسيئين، و كم قد شمل عفوك الظالمين،



[ صفحه 318]



فاجعلني اسوة [29] من قد انهضته - بتجاوزك - عن مصارع الخاطئين [30] ، و خلصته - بتوفيقك - من ورطات [31] المجرمين، فأصبح طليق عفوك من اسار سخطك [32] ، و عتيق صنعك من وثاق عدلك.

[6]انك ان تفعل ذلك - يا الهي - تفعله لمن لا يجحد [33] استحقاق عقوبتك، و لا يبري ء نفسه من استيجاب نقمتك، بل تفعل[19 / أ] ذلك - يا الهي - بمن خوفه منك أكثر من طمعه فيك، و بمن يأسه من النجاة أو كد من رجآئه للتخلص، لا أن يكون يأسه قنوطا [34] ، أو يكون طمعه اغترارا [35] ، بل لقلة حسناته بين سيئاته، و ضعف حججه في جنب تبعاته [36] ، فأما أنت - يا الهي - فأهل أن لا يغتر بك الصديقون، و لا ييأس منك المجرمون؛ لأنك الرب العظيم الذي لا يمنع أحدا فضله، و لا يستقصي من أحد حقه.

[7]تعالي ذكرك عن المذكورين، و تقدست أسماؤك عن المنسوبين، و فشت نعمك في جميع المخلوقين، فلك الحمد علي ذلك يا رب العالمين.



[ صفحه 319]




پاورقي

[1] لم يرد هذا الدعاء في «ط»، و ورد في المشهورة بالرقم (39) و عنوانه: «و من دعائه عليه السلام في طلب العفو و الرحمة».

[2] المحرم: الحرام، و الممنوع منه شرعا، و في بعض النسخ: «محرم» و هو اسم مفعول من حرم الله الشي ء تحريما: اذا منع منه. (رياض السالكين 305: 5).

[3] زويت الشي ء: جمعته و قبضته. و الحرص: فرط الرغبة و الارادة: و قيل: طلب الشي ء باجتهاد.

[4] المأثم، هو الذنب، و قيل: الأمر الذي يأثم به الانسان، أي يقع به في الاثم.

[5] الحظر: المنقع. وعداه «بعلي» لتضمنه معني التحريم، أي حظرته عليه.

[6] من الحجز و هو الفصل و المنع، و الظلامة: اسم لما يطلبه المظلوم من الظالم.

[7] قبله: أي عنده، أي ثبتت لي ظلامتي عنده حال كونه حيا.

[8] ألم بالذنب الماما: فعله، و مني: أي من ظلمي.

[9] أدبر بالشي ء: ذهب به.

[10] لا تكشفه: أي لا تفضحه.

[11] الوصلات: جمع وصلة، و أصلها من اتصال الأشياء بعضها ببعض ثم استعمل في العطاء.

[12] الدرك: ما يلحق الانسان من التبعة و الاثم.

[13] الفوت: بعد الشي ء عن الانسان بحيث يتعذر عليه ادراكه.

[14] قال السيد المدني: الأولي أن نجعل هذه الفقرة تأسيسا بحمل الفقرة السابقة علي الفوت بحقه في دار الدنيا بأن يكون قد مات، أو يكون بعيد الدار فلا يمكن استرداد حقه، أو يكون ضعيفا عن استرداده، و الفقرة الثانية علي السبق بالمظلمة الي الدار الاخرة. أو بحمل الحق في الاولي علي غير المظلمة، كحقوق الاخوة و نحوها، و المظلمة في الثانية علي الحق الذي ظلمه اياه من مال و نحوه. (رياض السالكين 314: 5).

[15] وجدك: غناك و فضلك.

[16] أي قني ما يوجب للمظلوم حكمك.

[17] في «ك»: «تستقل» و «يستقل» معا.

[18] في «ك»: «تنهض» و «ينهض» معا.

[19] المكافاة: المجازاة، و أصله بالهمز.

[20] و الا تغمدني: أي ان لم تتغمدني، و تغمده الله برحمته: غمره و ستره بها.

[21] توبقني: تهلكني.

[22] اسحتملك: أسألك أن تحمل عني مالا يثقلك حمله.

[23] بهظه الحمل: اثقله، أي أسألك أن تسقط عني تبعات آثامي و ذنوبي.

[24] في «ك»، «لم» و «لا» معا.

[25] أي لم تجعله طريقا لغرض يعود اليك من دفع ضر أو جلب نفع.

[26] شكلها: أي مثلها في الهيئة و تعاطي الفعل.

[27] فدحني: أجهدني.

[28] الاصر: الذنب و الاثم.

[29] اسوة: قدوة.

[30] مصارع الخائطين: موضع سقوط الخاطئين.

[31] الورطات، جمع ورطة: و هو الهلاك، و أصلها الوحل تقع فيه الغنم فلا تقدر علي التخلص، أي بليات المجرمين التي يعسر الخروج منها، و الورطات جمع ورطة، و هي الهلاك.

[32] كذا في المخطوطة، و هي الرضوية: «غضبك». و الاسار: ما يشد و يوثق به، كالحبل، و هو هنا استعارة، و السخط، ضد الرضا، و هو الغضب.

[33] لا يجحد: لا ينكر.

[34] القنوط: أشد اليأس.

[35] الاغترار: السكون الي الباطل.

[36] التبعة: الخصلة التي تحدث عقيب الفعل من الخير و الشر، و استعماله في الشر أغلب و أكثر.