الدعاء 02
[1] .
و من دعائه عليه السلام اذا مجد ربه عزوجل [2] .
[1]اللهم ان أحدا لا يبلغ من شكرك غاية و ان أبعد[8 / ب] الا حصل عليه من احسانك و نعمك ما يلزمه من شكرك، و لا يبلغ مبلغا من طاعتك و ان اجتهد الا كان مقصرا دون استحقاقك بفضلك، فأشكر عبادك عاجز عن شكرك، و اعبدهم لك مقصر عن طاعتك.
[2]لا يجب لأحد منهم أن تغفر له باستحقاقه، و لا يحق له أن ترضي عنه باستيجابه [3] ، فمن غفرت له فبطولك [4] ، و من رضيت عنه فبفضلك، تشكر يسير ما يشكر [5] ، و تثيب علي قليل ما تطاع فيه، حتي كأن شكر عبادك الذي أوجبت عليه ثوابهم، و أعظمت عنه جزاءهم أمر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافأتهم [6] ، أو[9 / أ] لم يكن سببه بيدك فجازيتهم، بل ملكت
[ صفحه 297]
- يا الهي - أمرهم فيه قبل أن يملكوا عبادتك، و اعددت ثوابهم قبل أن يفيضوا [7] في طاعتك، و ذلك أن سنتك [8] الافضال، و عادتك الاحسان، و سبيلك العفو.
[3]كل البرية معترف بأنك غير ظالم لمن عاقبت، و شاهد بانك متفضل علي من عافيت، و كلهم مقر علي نفسه بالتقصير عما استوجبت، فلولا أن الشيطان يختدعهم [9] من طاعتك ما عصاك أحد، و لو لا أنه يصور لهم الباطل علي صورة الحق ما ضل عن طريقك ضال.
[4]فسبحانك ما أبين كرمك في معاملة من أطاعك أو عصاك؟ تشكر للمطيع علي ما أنت توليه[9 / ب] و تملي [10] للعاصي فيما تملك معاجلته فيه، أعطيت كلا منهما ما لا يجب له، و تفضلت علي كل منهما بما يقصر عمله عنه.
[5]و لو كافأت المطيع علي ما أنت توليته [11] له بالسواء لأوشك أن يفقد ثوابك، و أن تزول عنه نعمك، و لكنك جازيته علي المدة القصيرة الفانية علي المدة [12] الطويلة الخالدة، و علي الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة [13] الباقية، ثم لم تسمه [14] القصاص فيما أكل من رزقك الذي تقوي به علي طاعتك، و لم تحمله علي المناقشة في الالات [15] التي تسبل باستعمالها الي معغفرتك،
[ صفحه 298]
و لو فعلت ذلك به لذهب جميع ما كدح [16] له، و لصارت جملة ما سعي[ء 10 / أ] جزاء للصغري من مننك، و لبقي رهنا بين يديك بسائر نعمك، فمتي كان يستحق شيئا من ثوابك؟ لا، متي [17] ؟
[6]فهذه - يا الهي - حال من أطاعك و سبيل من تعبد لك، و أما العاصي أمرك، و المواقع [18] نهيك فلم تعاجله [19] بنقمتك، لكي يستبدل بحاله في معصيتك حال الانابة الي طاعتك، و لقد كان يستحق - يا الهي - في أول ما هم بعصيانك كل ما أعددت لجميع خلقك من عقوبتك، فجميع ما أخرت [20] عنه من وقت العذاب، و أبطأت به عليه من سطوات [21] النقمة، فترك من حقك، و رضا بدون واجبك.
[7]فمن أكرم - يا الهي - منك؟ و من أشقي ممن هلك عليك؟[10 / ب] لا، من [22] ؟
[8]تباركت أن توصف الا بالاحسان، و كرمت عن أن يخاف منك الا العدل، لا يخشي جورك علي من عصاك، و لا يخاف اغفالك ثواب من أرضاك. [23] .
[ صفحه 299]
[9]يامن لا تنقضي [24] عجائب عظمته [25] ، احجبنا [26] عن الالحاد في عظمتك [27] ، و يا من لا تنتهي مدة ملكه [28] اعتق رقابنا من نقمتك [29] ، و يا من لا تفني خزائن رحمته [30] اجعل لنا نصيبا من [31] رحمتك، و يا من تنقطع [32] دون رؤيته الأبصار [33] ادننا الي قربك. [34] ، و يا من تصغر عند خطره [35] الأخطار [36] كرمنا عليك [37] ، يا من تفشي [38] عنده بواطن الأخبار [39] لا تفضحنا لديك [40] ، [41] اغننا عن هبة الواهبين [42] بهبتك[11 / أ] و اكفنا وحشة القاطعين
[ صفحه 300]
بصلتك، حتي لا نرغب الي أحد مع بذلك، و لا نستوحش من أحد مع فضلك.
[10]اللهم [43] كدلنا و لا تكد علينا [44] ، و امكر لنا و لا تمكر بنا [45] ، و أدل لنا و لا تدل منا [46] ، اللهم [47] قنا منك [48] ، و اهدنا بك [49] ، و لا تباعدنا عنك، ان [50] من تقه يسلم، و من تهده يعلم، و من تقربه اليك يغنم [51] .
[11]اللهم انما يكفي [52] الكفاة [53] بفضل قوتك، فاكفنا [54] ، و انما يعطي المعطون من فضل جدتك [55] فاعطنا [56] ، و انما يهتدي المهتدون [57] بنور
[ صفحه 301]
حكمتك [58] فاهدنا.
[12]اللهم انك من واليت [59] لم يضرره خذلان الخاذلين، و من أعطيت لم ينقصه[11 / ب] منع المانعين، و من هديت لم يغوه اضلال المضلين [60] ، فامنعنا [61] بعزك من عبادك، و أغننا عن غيرك بارفادك [62] ، و اسلك [63] بنا سبيل الحق بارشادك.
[13]اللهم [64] و اكفنا حد نوائب الزمان [65] ، و سوء مضالل [66] الشيطان، و مرارة صولة السلطان [67] ، [68] و اجعل سلامة قلوبنا في ذكر عظمتك، و فراغ أبداننا في شكر نعمتك، و انطلاق ألسنتنا في وصف مننك [69] .
[14]اللهم [70] اجعلنا من دعاتك الداعين [71] اليك، و من هداتك [72]
[ صفحه 302]
الدالين عليك، و من خاصتك الحاضرين [73] لديك [74] .
پاورقي
[1] هنا أول الصفحة[14]في «ط»، و عنوانه: «الثالث في الصلاة علي حملة العرش و كل ملك مقرب». و لم يرد هذا الدعاء في «ك»، و لذا جعلناه في الملحق بالرقم (40).
[2] ورد هذا الدعاء في المشهورة بالرقم (37)،و عنوانه فيها «اذا اعترف بالتقصير عن تأدية الشكر».
[3] باستيجابه: بكونه مستوجبا مستحقا.
[4] فبطولك: باحسانك و قدرتك.
[5] في «ك» «يشكر» و «تشكر» معا، و في المشهورة: «ما شكرته»، و في نسخة: «تشكر به».
[6] المكافاة: المجازاة.
[7] أفاض في الأمر: دخل فيه.
[8] السنة: الطريقة و السيرة.
[9] أي يغشهم و يخدعهم.
[10] الاملاء: التأخير و الامهال.
[11] توليته: تقلدته و قمت به.
[12] كذا في «ك»، و في المشهورة: «بالمدة».
[13] المديدة: الطويلة.
[14] تسمه: تلزمه و تطالبه، و لم تسمه القصاص: لم تحبس عليه من الجزاء مثل ما أكل من رزقك.
[15] الالات: جمع آلة، و هي الأداة التي يعمل بها، يريد عليه السلام بالالات: الجوارح و القوي الظاهرة و الباطنة. و المناقشة: الاستقصاء في الحساب.
[16] كدح: عمل وجهد.
[17] أي اذا كان الأمر هكذا فمتي كان يستحق؟. و «متي» ظرف يكون استفهاما عن زمان فعل فيه أو يفعل، و ليس الاستفهام هنا علي حقيقته، بل الغرض منه استبعاد كونه مستحقا للثواب حينئذ، و «لا» في قوله: «لا متي» نافية، و مفادها اما النفي صريحا. أو الاحتراز عما قد يتوهم من أن الاستفهام علي صرافته فجاء بالنفي نصا علي المقصود. قوله: «متي» استفهام انكار مستأنف. (رياض السالكين 259: 5).
[18] واقع الذنب: ارتكبه و خالطه.
[19] عاجله في النقمة: أي انتقم منه و عاقبه من غير امهال.
[20] في هامش «ك»: «استحار».
[21] سطوات: جمع سطوة، و هي البطش و الأخذ بعنف و شدة.
[22] «لا، من؟» أي لا أحد أكرم منك، و لا أحد أشقي ممن هلك عليك.
[23] ورد هذا الدعاء في الصفحة[27]في «ط»، و عنوانه فيها:«الخامس لنفسه و أهل ولايته».
[24] في «ط»: «اللهم يا من تنقضي»، و في هامش «ط» في نسخة: «يا من لا تنقضي».
[25] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و».
[26] احجبنا: امنعنا، أي امنعنا عن الميل عن الحق في تعظيمك.
[27] «عظمة الله» عبارة عن كمال ذاته و علو شأنه و جلاله قدره و كمال شرفه، و شدة غناه عن الخلق، و نهاية افتقارهم اليه في كل حال، و دوام تسلطه، و جريان حكمه علي جميع ما سواه، لكونه مبدأ شأن كل ذي شأن و منتهي سلطان كل ذي سلطان. و الالحاد في عظمة الله تعالي اما بمعني الميل و العدول عن الحق فيها، أو بمعني المماراة و المجادلة فيها، أو انتهاك حرمتها بارتكاب المعاصي و الاعراض عن مراقبتها (رياض السالكين 144 - 142: 2).
[28] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و».
[29] قمتك: المجازاة بعقابك.
[30] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و».
[31] في «ط» بدل «من»: «في».
[32] أي تقف و تنقطع قبل الصوصول الي رؤيته، لأنه غير قابل للرؤية البصرية، لأنه ليس بجسم. و هو معني ما تقدم في الدعاء الأول: «الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين».
[33] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و».
[34] الي قربك: الي القرب منك منزلة و رتبة.
[35] الخطر: القدر و المنزلة.
[36] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و». و الأخطار: معالي الأقدار و الشرف.
[37] أي: اجعلنا مكرمين عندك.
[38] في «ط» بدل «تفشي»: «تظهر». و في هامش «ك» في نسخة: «تنبي ء».
[39] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و».
[40] لا تفضحنا لديك: أي اعصمنا حتي لا نعصيك فنستحق الفضيحة.
[41] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و».
[42] في «ط» بدل «الواهبين»: «الوهابين».
[43] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و».
[44] هذا أول الصفحة[26]في «ط». و كدلنا: أي تفضل علينا بأسباب رفعتنا، و لا تكد علينا، أي الطف بنا و لا تدبر المجازاة علي أعمالنا السيئة.
[45] أي ضع بلاءك علي أعدائنا و لا تضعه علينا، و في رياض السالكين (152: 2): المراد بكيده تعالي و مكره: صرف الكيد و المكر، أو جزاء أهلهما، و التسمية من باب المشالكة، و قيل في معني «اللهم امكر لي و لا تمكر بي»: ألحق مكرك بأعدائي، لابي.
[46] أي اجعل الدولة و الغلبة و النصر لنا علي عدوك و عدونا، و لا تجعل ذلك للعدو بصرفها عنا اليه.
[47] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و».
[48] أي احفظنا من عذابك و سخطك.
[49] في «ط» بدل «و اهدنا بك»: «و احفظنا بك و اهدنا اليك».
[50] في هامش «ط» في نسخة: «انك».
[51] في «ط» زيادة «صل علي محمد و آل محمد و اكفنا حد نوائب الزمان، و سوء أضاليل الشيطان، و مرارة صولة السلطان». و هي الفقرة 13 من هذا الدعاء. و في هامش «ط» في نسخة بدل «و سوء أضاليل»: «و شر مصائد».
[52] في «ط» بدل «يكفي»: «يكتفي».
[53] في هامش «ط» في نسخة: «المكتفون». و الكفاة: جمع، واحده: كاف، و هو اسم فاعل، و هو الرجل يكفي عمن سواه، و في المشهورة: «انما يكتفي المكتفون».
[54] في «ط»: «وكفنا»، و في الهامش في نسخة: «فصل علي محمد و آل محمد و اكفنا».
[55] الجدة: الغني.
[56] في «ط»: «و اعطنا»، و في الهامش في نسخة: «فصل علي محمد و آل محمد و اعطنا».
[57] هنا أول الصفحة[27]في «ط».
[58] في هامش «ك» في نسخة: «وجر». و في «ط»: «بنور وجهك»، و في الهامش في نسخة: «فصل علي محمد و آل محمد و اهدنا».
[59] واليت: نصرت.
[60] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد».
[61] في «ط»: «و امنعنا».
[62] بارفادك: باعطائك و اعانتك.
[63] في «ك»: «و اسالك»، و ما أثبتناه من الرضوية.
[64] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد و».
[65] حد الشي ء: بأسه و شدته، و النوائب: جمع نائبة، و هي النازلة من الحوادث و المصائب.
[66] المضلة: ضد الهدي، و أرض مضلة و مضلة: ما يضل فيها الطريق، و في المشهورة: «و شر مصائد»، و هي الشهوات و اللذات الدنيوية التي يغر الشيطان بها الخلق.
[67] المرارة: اسم من مر الشي ء، ضد حلا. و الصولة: الحملة و الاستطالة، و المراد بصولة السلطان: قهره و بأسه و سطوته. أي اصرف عنا مشقة سطوة السلطان و قهره، هذا و لم ترد عبارة: «اللهم واكفنا حد نوائب الزمان، و سوء مضالل الشيطان و مرارة صولة السلطان» في «ط» هنا، و وردت في ذيل الفقرة (10) المتقدمة.
[68] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد»، و في الهامش في نسخة: «اللهم صل علي محمد و آله».
[69] في هامش «ط» في نسخة: «منتك».
[70] في «ط» زيادة: «صل علي محمد و آل محمد».
[71] هنا أول الصفحة[28]في «ط».
[72] ي هامش «ط» في نسخة: «و هداتك».
[73] ي «ط» بدل «الحاضرين»: «الخاصين».
[74] في «ط» زيادة: «يا أرحم الراحمين».