بازگشت

موقف أهل البيت


و موقف أهل البيت كان السير علي الكتاب و السنة في الحياة، و نبذ الحكم الذي لا يبتني علي الثقافة الاسلامية الأصلية، و ليس الهدف هو الملك العقيم الذي لا يتخذ الاسلام منهجا للحياة.

فهم ينظرون الي الحكم وسيلة لتطبيق الشريعة لا غاية للملك، و لم يروا القائم بالحكم سوي عاملا في سبيل اعلاء كلمة الاسلام و اتخذوا سيرة جدهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم دليلا، فكان من الطبيعي أن يعاديهم كل من اتخذ الحكم وسيلة للملك و يحاول القضاء علي صلابتهم، و من ذلك الموقف الأموي المعادي بقتل الامام الحسين عليه السلام و سم الحسن و زين العابدين و الباقر عليهم السلام.

ثم جاء الدور العباسي المماثل، و حاولوا نفس الطرق السياسية للقضاء علي الأئمة فسموا الامام الصادق (ت / 148)، و الكاظم (ت / 138)، و الرضا (ت / 202)، و الجواد (ت / 220)، و الهادي (ت / 254)، و العسكري (ت / 260) عليهم السلام.

فأرسل يزيد الأموي الامام زين العابدين عليه السلام في جملة سبايا كربلاء الي دمشق لينال من كرامته، و أرسل هشام الي الباقر عليه السلام يستقدمه الي الشام ليقلل من شخصيته عليه السلام، و كلاهما اضطرا أن يعيداهما الي المدينة خشية أن تعرف شخصيتهم من قبل الجمهور المغفل.



[ صفحه 273]



و كذلك السفاح أبوالعباس حيث أرسل علي الامام الصادق عليه السلام، و كذلك فعل المنصور العباسي، و كذلك فعل الرشيد بالامام الكاظم، و المأمون بالرضا و الجواد، و المتوكل بالهادي و العسكري عليهم السلام، و ما كانت هذه الاعتداءات لتقلل من شخصية الأئمة عليهم السلام، بل كانت تزيد الناس معرفة بحقيقتهم.

و أما ما فعلوه من الاساءة الي شيعتهم من الحبس و التقتيل و التشريد، فالتأريخ سطرها بأحرف من دم، و السعيد منهم من تمكن من الهرب الي البلاد النائية حيث حفظ نفسه و أهل بيته من شرهم.

فكان الموقف الأموي العباسي اتحدا في القضاء علي أهل البيت عليهم السلام، و لنعم ما قيل:



تا لله ان كانت امية قد اتت

قتل ابن بنت نبيها مظلوما



فلقد أتته بنو أبيه بمثله

فغدا لعمرك قبره مهدوما



أسفوا علي ألا يكونوا شاركوا

في قتله فتتبعوه رميما



و هم و ان نجحوا في تسلم الحكم الزائل، لكنهم لم ينجحوا في اطفاء نور الله الشامل، و قد تمكن أئمة أهل البيت عليهم السلام أن ينيروا الطريق للعاملين في حقل الاسلام بأنوار هدايتهم و شذرات نصائحهم و هداية أحاديثهم ما يستلهم بها الانسان المسؤول ما ينير طريقه في الحياة.

و أكتفي بشرح الاسناد و الخطبة لهذه الرواية عن شرح المتن، حيث أنها تلتقي مع المشهورة في كثير من المقاطع و الفقرات، و قد شرحها الشراح كثيرا، و أغناها مادة هو «رياض السالكين» للسيد علي خان المدني (ت / 1120 ه) و هو متداول.

و اليك متن الدعاء مع بعض التقويم للمتن أو التخريج بين المعقوفتين أو علامات الاختزال

الفقير الي الله

محمد حسين الحسيني الجلالي أحسن الله اليه



[ صفحه 284]