بازگشت

المقطع 5


قال المتوكل: فقبضت الصحيفة، فلما قتل يحيي بن زيد صرت الي المدينة، فلقيت أباعبدالله عليه السلام فحدثته الحديث عن يحيي.

فبكي، و اشتد وجده به، و قال: رحم الله ابن عمي و ألحقه بآبائه و أجداده، و الله يا متوكل ما منعني من دفع الدعاء اليه الا الذي خافه علي صحيفة أبيه؛ و أين الصحيفة؟

فقلت: ها هي، ففتحها و قال: هذا و الله خط عمي زيد و دعاء جدي علي بن الحسين عليهماالسلام ثم قال لابنه: قم يا اسماعيل فأتني بالدعاء الذي أمرتك بحفظه و صونه، فقام اسماعيل، فأخرج صحيفة كأنها الصحيفة التي دفعها الي يحيي بن زيد، فقبلها أبوعبدالله و وضعها علي عينه، و قال: هذا خط أبي و املاء جدي عليهماالسلام بمشهد مني.

فقلت: يابن رسول الله ان رأيت أن أعرضها مع صحيفة زيد و يحيي؟

فأذن لي في ذلك، و قال: قد رأيتك لذلك أهلا.

فنظرت و اذا هما أمر واحد، و لم أجد حرفا يخالف ما في الصحيفة الاخري.

و يظهر من هذا المقطع أن البلخي نقل الصحيفة من بلخ خراسان الي المدينة



[ صفحه 209]



بين عامي 125 الي 133 ه، و هذه الفترة الزمنية كافية لذلك و خاصة اذا أخذنا بالاعتبار أن عادة المسلمين من الاستكثار من الحج ما أمكنهم، كما يظهر من مبادرة البلخي لزيارة الامام الصادق عليه السلام و لائه الخالص اذ كان بامكانه أن يؤدي الامانة من دون هذه المبادرة. و في وجد الامام علي يحيي و بكائه و دعائه يعرف مكانة يحيي و مسيرته التي كانت في سبيل الله تعالي، و شهادة الامام بخط عمه زيد الثائر و ان الدعاء من جده زين العابدين عليه السلام، و من أمر الامام الصادق عليه السلام لولده اسماعيل أن يحفظ الدعاء و صونه بيان لاهتمامه عليه السلام بالدعاء.

و هكذا نجد أن الامام الصادق عليه السلام يشهد بأن صحيفة يحيي هي بخط عمه زيد الثائر، و أن نسخته بخط أبيه الباقر عليه السلام و أنهما من املاء جده بمشهد منه.

و لا أعرف منهم عليه السلام رواية بهذه المثابة من الاهتمام الماء و استنساخا و رواية و حفظا، ثم في استئذان البلخي عرض نسخته و ان الامام له فضيلة أخري له، و هذه الدقة في العرض تقتضي وحدة الروايات الثلاث للصحيفة.



[ صفحه 210]