بازگشت

بنوامية في الأحاديث


جاءت عدة روايات من طرق العامة في تفسير قوله تعالي: (و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس و الشجرة الملعونة في القرآن) [1] . ان الشجرة الملعونة هي سلالة بني أمية.

روي السيوطي (ت 911 ه) في الدر المنثور: «و أخرج ابن جرير عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: رأي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بني فلان ينزون علي منبره نزو القردة فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكا حتي مات، و أنزل الله: (و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس).

و أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: رأيت ولد الحكم بن أبي العاص علي المنابر كأنهم القردة، و أنزل الله في ذلك: (و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس و الشجرة الملعونة) يعني الحكم و ولده.

و أخرج ابن أبي حاتم عن يعلي بن مرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «أريت بني أمية علي منابر الارض و سيتملكونكم فتجدونهم أرباب سوء، و اهتم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لذلك فأنزل الله: (و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس)».

و أخرج ابن مردويه عن الحسين بن علي رضي الله عنه، ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أصبح و هو مهموم فقلت: ما بالك يا رسول الله فقال: اني أريت في المنام كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا، فقيل: يا رسول الله لا تهتم فانها فتنة لهم، فأنزل الله: (و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس).



[ صفحه 201]



و أخرج ابن أبي حاتم و ابن مردويه و البيهقي و ابن عساكر عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه، قال: رأي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بني أمية علي منبره، فساءه ذلك، فأوحي الله اليه: انما هي دنيا أعطوها فقرت عينه، و هي قوله: (و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس) بلاء للناس».

و أخرج ابن مردويه عن عائشة (رض) أنها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول لابيك وجدك انكم الشجرة الملعونة في القرآن [2] .

و ذكر الفخر الرازي (ت 606 ه) عن ابن عباس رضي الله عنهما: الشجرة بنوأمية، يعني الحكم بن أبي العاص، قال: و رأي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في المنام أن ولد مروان يتداولون منبره، فقص رؤياه علي أبي بكر و عمر و قد خلا في بيته معهما، فلما تفرقوا سمع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الحكم يخبر برؤيا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاشتد ذلك عليه، و اتهم عمر في افشاء سره، ثم ظهر أن الحكم كان يتسمع اليهم، فنفاه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

قال الواحدي: هذه القصة كانت بالمدينة، و السورة مكية، فيبعد هذا التفسير، الا أن يقال: هذه الآية مدنية و لم يقل به أحد، و مما يؤكد هذا التأويل قول عائشة لمروان: «لعن الله أباك و أنت في صلبه، فأنت بعض من لعنه الله» [3] .

قال الجلالي: كون السورة مكية لا ينافي؛ حيث ان القرآن نزل أكثر من مرة علي رسول الله كما قطعت به النقول، و في عام وفاته صلي الله عليه و آله و سلم نزل مرتين و منها تنبأ صلي الله عليه و آله و سلم بوفاته، و كفي من لعن عائشة لهم دليلا.


پاورقي

[1] سورة الاسراء، الآية: 60.

[2] الدر المنثور 191:4.

[3] الفخر الرازي 237:20.