بازگشت

المقطع 4


و في هذا المقطع من نسختنا من رواية ابن مالك سقط أكملته من رواية ابن الاعلم علي نسخة بخط محمد أمين المنقولة عن نسخة الشهيد الاول (ت 786 ه)، و التي صورتها من مكتبة المشكاة بطهران رقم 73 و قد تقدم وصفها.

و السقط فيها من (5 / ألف الي 6 / ب) و المقارنة بين الروايتين تقتضي بأن يكون هذا المقطع في رواية ابن مالك أقصر. و الله العالم.

ثم قال: أتأذن لي في نسخة فقلت: (هنا سقط في النسخة و أكملناها من نسخة رواية ابن الاعلم) [1] .

ياابن رسول الله أتستأذن، فيما هو عنكم؟ فقال: أما لاخرجن اليك صحيفة من الدعاء الكامل، مما حفظه أبي عن أبيه، و ان أبي أوصاني بصونها و منعها غير أهلها.

قال عمير: قال أبي: فقمت اليه فقبلت رأسه، و قلت له: و الله يابن رسول الله اني لادين الله بحبكم و طاعتكم، و اني لارجو أن يسعدني في حياتي و مماتي بولايتكم.

فرمي صحيفتي التي دفعتها اليه الي غلام كان معه، و قال: أكتب هذا الدعاء بخط بين حسن، و اعرضه علي، لعلي أحفظه؛ فاني كنت أطلبه من جعفر حفظه الله فيمنعنيه.

قال متوكل: فندمت علي ما فعلت، و لم أدر ما أصنع، و لم يكن أبوعبدالله عليه السلام تقدم الي ألا أدفعه الي أحد.



[ صفحه 199]



ثم دعا بعيبة، فاستخرج منها صحيفة مقفلة مختومة، فنظر الي الخاتم و قبله و بكي، ثم فضه و فتح القفل، ثم نشر الصحيفة، و وضعها علي عينه، و أمرها علي وجهه، و قال: و الله يا متوكل لولا ما ذكرت من قول ابن عمي انني أقتل و أصلب لما دفعتها اليك، و لكنت بها ضنينا، ولكني أعلم أن قوله حق، أخذه عن آبائه، و أنه سيصح، فخفت أن يقع مثل هذا العلم الي بني أمية فيكتموه، و يدخروه في خزائنهم لانفسهم، فاقبضها، و اكفنيها و تربص بها، فاذا قضي الله من أمري و أمر هؤلاء القوم ما هو قاض، فهي أمانة لي عندك حتي توصلها الي ابني عمي: محمد و ابراهيم ابني عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي عليهماالسلام فانهما القائمان في هذا الامر بعدي.

و في المقطع دلالة صريحة علي خالص ولاء عمر البلخي (ت 194 ه) الذي صرح بأنه يدين الله بحب أهل البيت و طاعتهم، و أنه يرجو السعادة في الحياة و الممات بولايتهم، و أنه لا يري الزيدية مذهبا مستقلا عن مدرسة الامام الصادق عليه السلام كما يظهر أن يحيي كان ملتزما حرفيا في سيرته بأدب أهل البيت عليهم السلام، حيث يستأذن في نسخ الصحيفة، و يحافظ عليها بأوثق طرق المحافظة في عصره و ذلك بحفظ الاصل في عيبة أي صندوق مقفل مختوم، ثم باستنساخ نسخة الامام الصادق عليه السلام برواية البلخي، ثم عرضها، ثم الوصية بايصال الاصل الي من يحافظ عليها، و أن له نفس الاهتمام و الاتجاه الصادق، كل ذلك حفظا لها من أيدي العبث الاموي الذي بني علي الدجل و معاداة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم جاهلية و اسلاما، كما ينبي ء عن ذلك تأريخهم و أفعالهم التي استمرت حتي مقتل الامام الحسين عليه السلام في كربلاء، و الذي كشف عن نواياهم فلم تقم لهم قائمة، فمن الطبيعي المحافظة عليها وصونها من أن يستولوا عليها و يحرفوها أو ينتحلوها كما انتحلوا الخلافة منهم كما هي سيرتهم.


پاورقي

[1] نسخة ابن الاعلم (5 / ب).