بازگشت

المقطع 3


ثم قال: هل كتبت من ابن عمي شيئا؟ قلت: نعم، قال: أرنيه، فأخرجت اليه دعاء أملاه علي أبوعبدالله عليه السلام، و حدثني أن أباه محمدا عليه السلام أملاه عليه و كان يدعو به و يسميه «الكامل» فنظر فيه حتي أتي علي آخره.

و في هذا المقطع حوار بين البخلي (ت 194 ه) و يحيي بن زيد بن علي (ت 125 ه).فيسأل يحيي عما لو كتب البلخي شيئا عن ابن عمه الامام أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق (ت 148 ه)، و في هذا السؤال دلالة واضحة علي أن البلخي كان من أصحاب العلم المعروفين بالرواية، و لذلك سأله يحيي عما لو كتب عن الامام شيئا، و أن البلخي كان معروفا بالرواية، عن الامام عليه السلام بالذات.

فأخرج البلخي الدعاء الذي أملاه عليه الامام الصادق عليه السلام و حدثه أن الامام محمد الباقر عليه السلام كان قد أملاه عليه، و ان الامام الباقر عليه السلام كان يسميه «الكامل»، و كانت سيرة أهل البيت عليهم السلام كتابة الحديث حفظا للتراث، قال السيوطي (ت 911 ه):

«اختلفت السلف من الصحابة و التابعين في كتابة الحديث فكرهها طائفة... و أباحها طائفة و فعلوها منهم... علي و ابنه و الحسن...» [1] .

و عليه، لا غرو أن يملي الامام الباقر عليه السلام سلسلة دروس من الادعية علي



[ صفحه 197]



ولديه الامام الصادق عليه السلام و زيد الثائر، كما أنه من الطبيعي أن يحافظ عليها أولادهما جيلا بعد جيل، ثم مواليهم طبقة بعد طبقة حتي العصر الحاضر.

و من هذا المقطع نقف علي حقيقة أخري، و هي أن صفة الكمال للصحيفة باعتبار مضامينها، و انها عرفت بالصحيفة الكاملة من توصيف الامام الباقر عليه السلام للدعاء بالكامل؛ و ليست الصفة لوجود نسخة أخري ناقصة كما توهم، و قد تقدم التعريف بالكتاب في المقدمة.



[ صفحه 198]




پاورقي

[1] تدريب الراوي 69:1، ط القاهرة 1383.