قال: لقيت يحيي بن زيد بعد قتل أبيه و هو متوجه الي خراسان فسلمت عليه، فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الحج، فسألني عن أهله و بني عمه فأخبرته بخبرهم و حزنهم علي أبيه، فقال: كان عمي أباجعفر عليه السلام أشار علي أبي بترك الخروج و عرفه ما صار اليه أمره.

ينص هذا المقطع علي لقاء البلخي (ت 194 ه) بيحيي (ت 125 ه) ابن الشهيد زيد بن علي و عمره آنذاك ثمان عشرة سنة، و ذلك بعد ثورة زيد بن علي في الكوفة عام 120 ه، و مقتله في صفر 122 ه، و ليس في الخطبة تأريخ للقاء و لا مكانه، و الذي يظهر منها أن اللقاء كان في الكوفة أو ما ولاها حيث كان البلخي مقبلا من الحج قاصدا وطنه بلخ في حين أن يحيي كان قاصدا خراسان، و العراق كان و ما يزال همزة الوصل في من يقصد الحج من خراسان و ما ولاها و تأريخ اللقاء كان بعد ذي الحجة بين عامي 122 و 125 ه.

و الفترة الزمنية هذه في أوج الثورة العلوية التي أشعلها زيد و استمر عليها ابنه



[ صفحه 189]



يحيي و هو في الخامسة عشر من العمر. و يظهر أن البلخي لم يشارك في الثورة مما يكشف أنه لم يكن زيديا مع التقدير الوافر لهم اياه لعلمه و فضله.