بازگشت

ابراهيم بن عبدالله المحض (ت / 145 ه)


أخو النفس الزكية، قام بالدعوة الي آل البيت عليهم السلام في البصرة، و أخذ البيعة لاخيه، و قد بايعه خلق كبير من العلماء و الفقهاء، و اتخذوا دار الامارة مقرا، و لما بلغه مقتل أخيه النفس الزكية في 14 رمضان 145 ه بايعوه، و قاد جيشا لمحاربة المنصور الدوانيقي، و أرسل المنصور جيشا بقيادة ابن أخيه عيسي بن موسي بن محمد و كانت معركة باخمري قريبا من عاصمة المنصور بالكوفة و انتهي بمقتل ابراهيم في 25 ذي القعدة 145 ه، و قد أزعج خروجه المنصور فاستشار أهل الرأي فيه.

و أعلن ثورته في خطبة بليغة، قال أبوالفرج:

حدثنا يحيي بن علي، قال: حدثنا عمر قال: حدثني عقيل بن عمرو الثقفي، قال حدثني أبي، قال أبوزيد: و حدثني عمر بن عبدالله مولي بني هاشم عن رجل ذكر ابراهيم بن عبدالله في خطبة بني العباس فقال: «صغروا ما عظم الله جل و عز، و عظموا ما صغر الله. و كان اذا أراد ينزل عن المنبر يقول: (و اتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون) [1] .

و قال: حدثنا يحيي بن علي بن يحيي، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا نصر بن قديد، قال: خرج ابراهيم ليلة الاثنين غرة شهر رمضان سنة خمس و أربعين و مائة للهجرة، فصار الي بني يشكر، في أربعة عشر فارسا، و فيهم عبدالله بن يحيي بن حصين الرقاشي علي برذون له أغر سمند، معتم بعمامة سوداء، يساير ابراهيم، فوقف في المقبرة منذ أول الليل الي نحو من نصفه ينتظر نميلة، و من وعده من شق بني تميم حتي جاؤوه».

حدثنا يحيي بن علي، قال: حدثنا يونس بن نجدة، قال: ألقي أصحاب ابراهيم النار في الرحبة، و أدني القصر حتي أحرقوه [2] .



[ صفحه 160]



و قال: «كنا عنده بالبصرة اذ أتاه قوم من الدهجرانية أصحاب الضياع، فقالوا: يابن رسول الله، انا قوم لسنا من العرب، و ليس لاحد علينا عقد و لا ولاء، و قد أتيناك بمال فاستعن به، فقال: من كان عنده مال فليعن به أخاه، أما أن آخذه فلا، ثم قال: هل هي الا سيرة علي بن أبي طالب عليه السلام أو النار [3] .

حدثني يحيي بن علي، و غير واحد، قالوا: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن عبدالله بن أبي الكرام الجعفري، قال: «صلي ابراهيم علي جنازة بالبصرة فكبر عليها أربعا، فقال له عيسي بن زيد: لم نقصت واحدة و قد عرفت تكبير أهلك؟ فقال: ان هذا أجمع للناس، و نحن الي اجتماعهم محتاجون، و ليس في تكبيرة تركتها ضرر ان شاء الله، ففارقه عيسي و اعتزله، و بلغ أباجعفر فأرسل الي عيسي يسأله أن يخذل الزيدية عن ابراهيم، فلم يفعل، و لم يتم الامر حتي قتل ابراهيم فاستخفي عيسي بن زيد، فقيل لابي جعفر: ألا تطلبه؟ فقال: لا والله لا أطلب منهم رجلا بعد محمد و ابراهيم، أنا أجعل لهم بعد هذا ذكرا؟» [4] .

قال أبوالفرج الأصبهاني:

و أظن هذا و هما من الجعفري الذي حكاه، لأن عيسي لم يفارق ابراهيم في وقت من الأوقات و لا اعتزله، قد شهد معه باخمري حتي قتل فتواري حينئذ الي أن مات» [5] .

قال الجلالي: التأمل في موقف عيسي هنا، و موقفه مع الامام الصادق عليه السلام يؤيد تغلغل العباسيين في صفوف قيادة المعارضة، و لم يحارب حتي الموت و لم يهتم به العباسيون.

أخبرنا يحيي بن علي، و عمر، قالا: حدثنا أبوزيد، قال: حدثني علي بن أبي هاشم، قال: حدثنا اسماعيل بن علية، قال: «خرج ابراهيم في رمضان، سنة خمس و أربعين و مائة للهجرة، و قتل في ذي الحجة، و كان شعارهم: أحد أحد».

أخبرنا عمر و يحيي، قالا: حدثنا أبوزيد، قال: حدثنا أبونعيم، قال: «قتل



[ صفحه 161]



ابراهيم يوم الاثنين ارتفاع النهار، لخمس بقين من ذي القعدة سنة خمس و أربعين و مائة للهجرة، و أتي أبوجعفر برأسه ليلة الثلاثاء، و بينه و بين مقتله ثمانية عشر ميلا، فلما أصبح يوم الثلاثاء أمر برأس ابراهيم فنصب بالسوق فرأيته منصوبا مخضوبا بالحناء» [6] .و من مختار ما رثي به ابراهيم بن عبدالله قول غالب بن عثمان الهمداني:



و قتيل باخمري الذي

نادي فأسمع كل شاهد



قاد الجنود الي الجنو

د تزحف الاسد الحوارد



بالمرهفات و بالقنا

و المبرقات و بالرواعد



فدعا لدين محمد

و دعوا الي دين بن صايد [7]




پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين: 289.

[2] مقاتل الطالبيين:277.

[3] مقاتل الطالبيين: 287.

[4] مقاتل الطالبيين: 228.

[5] مقاتل الطالبيين: 228.

[6] مقاتل الطالبيين: 300.

[7] مقاتل الطالبيين: 329.