بازگشت

المتوكل بن هارون (القرن الثاني الهجري)


قال الشيخ الطوسي (ت 460) في أصحاب الصادق عليه السلام (ت 148 ه) ما لفظه: «عمر بن هارون البلخي، أبوحفص، أسند عنه، قدم الكوفة» [1] ، و من هنا عده الشيخ محمد طه نجف في الحسان [2] .

و عقد المامقاني أربعة تراجم له، فقال:

1- عمرو بن هارون الثقفي:

روي في باب تذكية الجراد من كتاب الصيد، عن الكافي، عن عون بن جرير، عنه، عن أبي عبدالله عليه السلام، و حاله مجهول، نعم يستفاد مما يأتي في عون بن



[ صفحه 138]



جرير من وصفه بأنه صاحب عمرو بن هارون الثقفي كونه معروفا حيث جعل معرفا لغيره، لكن المعروفية أعم من الوثاقة، بل و مما دونها أيضا [3] .

2- عمر بن هارون البلخي، أبوحفص: عده الشيخ (قدس سره) في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام، و أضاف الي ذلك قوله: أسند عنه، قدم الكوفة... الي أن قال: و علي كل حال فظاهر الشيخ كونه اماميا، الا أن حاله مجهول [4] .

3- عمر بن هارون: عده الشيخ (قدس سره) في رجاله ممن لم يرو عنهم عليهم السلام، و أضاف الي ذلك قوله: روي عنه أحمد بن أبي عبدالله، انتهي، و حاله كسوابقه [5] .

4- عمر بن هارون الثقفي، مضي بالواو، و استظهر في التعليقة أنه البلخي، و أن عمر بن المتوكل بن هارون الواقع في السند تصحيف، و أنه كان يصغر اسمه [6] .

قال الجلالي: و هذه التراجم الاربعة ليست الا لشخص واحد هو عمر بن هارون البلخي الثقفي (ت 194 ه) لاتحاد طبقة المروي عنه، و هو الامام الصادق عليه السلام فيها.

أما ما أورده الشيخ الطوسي في باب من لم يرو عنهم، فالسبب ما ذكرناه في دراية الحديث في أن الشيخ (قدس سره) كان ينظر الي سلسلة الاسانيد لضبط الاسم في الباب المعد له، فاذا وجد له رواية عن الصادق عليه السلام ذكره في أصحابه، و اذا وجده روايا لغيره ذكره في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام، و أن البلخي المذكور كان مكثر الرواية، لذلك اقتضي الحال ذكره في الموضعين.

و قد أصاب المامقاني حيث قال: «عمير بن المتوكل بن هارون الثقفي البلخي، قد مضي عمر بن هارون و عمر بن هارون المتوكل، و الصواب اتحادهما مع عمير هذا» [7] .



[ صفحه 139]



و أصاب التستري حيث قال في ترجمة عمر بن هارون: «و مر الاختلاف في (عمر) و (عمرو) فيه، و الصحيح عمر بكنيته أبوحفص، و لان الخطيب ذكره في باب عمر» [8] .

و نقل عن الوحيد البهبهاني (ت 1206 ه) في تعليقته علي كتاب منهج المقال للميرزا محمد الاسترآبادي (ت 1028 ه)، من أن الرجل نفسه هو الواقع في سند الصحيفة، حيث انه يروي عن الامام الصادق عليه السلام فيها، و النسبة واحدة، و أن تصحيف كلمتي (عمرو) و (عمر) كثير الوقوع.

و من الغريب ما ذهب اليه التستري منتقدا المامقاني بقوله:

«الا أن اتحادهما (عمر بن هارون و عمرو بن هارون) مع ما في الصحيفة تحكم، و راوي (عمر بن هارون) صاحبه (عون بن جرير) كما مر، و ليس في سند الصحيفة عون، و بالجملة: فكلامه كما تري» [9] .

قال الجلالي: و غريب جدا أن يكون مثله دام فضله يري تعدد الراوي موجبا لتعدد المروي عنه، فما المانع من أن يكون الراوي عن عمر بن هارون عون بن جرير في رواية، و شخص آخر في سند الصحيفة؟ و انما المناط في اتحادهما وحدة المروي عنه و هو الامام الصادق عليه السلام و وحدة النسب و اللقب، و الله العالم.


پاورقي

[1] رجال الطوسي: 253.

[2] اتقان المقال: 212.

[3] تنقيح المقال 337:2.

[4] تنقيح المقال 348:4.

[5] تنقيح المقال 348:2.

[6] تنقيح المقال 348:2.

[7] تنقيح المقال: 353:2.

[8] قاموس الرجال 226:7.

[9] قاموس الرجال 241:7.