بازگشت

تنبيه


نقل العلامة المجلسي (ت 1111 ه) عن خط والده المجلسي الاول (ت 1070 ه) في أسانيد الصحيفة ما لفظه: «و روي الشيخ و النجاشي بأسانيدهما المتكثرة الي أحمد بن محمد بن عيسي، عن ابن همام عن علي بن مالك الصحيفة الكاملة. و جلالة قدر ابن عيسي و اسماعيل بن همام تدل علي جلالة علي أيضا، و ابن همام راوي الرضا عليه السلام ثقة جليل القدر عظيم الشأن» [1] .

و أوضح خبير المخطوطات الحكيم المتأله السيد محمد المشكاة (ت 1407 ه) في مقدمته الضافية للصحيفة كلام المجلسي بما لفظه: «و الظاهر أن للشيخ و النجاشي طريقا آخر غير الطرق الثلاث المشهورة عنه (عن الشيخ الطوسي) التي ينتهي كل منها الي عمير بن المتوكل، و هو أنه يروي الصحيفة عن أحمد بن محمد بن عيسي من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السلام، عن اسماعيل بن همام البصري من أصحاب الرضا عليه السلام، عن علي بن مالك. و جلالة قدر أحمد و اسماعيل المذكورين يكفي في الرواية عن علي بن مالك، مع أن ابن داود عده من الممدوحين» [2] .

قال الجلالي: و هذه زلة كبيرة من هذين العلمين، و لا غرو؛ فان الجواد قد يكبو، و ذلك:



[ صفحه 127]



أولا: أنه لا سند للنجاشي الي رواية علي بن مالك للصحيفة، بل السند للشيخ الطوسي وحده.

و ثانيا: أن ابن همام الراوي عن علي بن مالك هو محمد بن أبي بكر الاسكافي البغدادي، و ليس اسماعيل بن همام البصري الراوي عن الرضا عليه السلام، كما يظهر من ملاحظة ما تقدم من ترجمته، كما صرح بذلك شيخنا العلامة رحمه الله في نوابغ الرواة [3] أيضا.

و ثالثا: أن جلالة قدر الراوي لا يستلزم جلالة قدر المروي عنه، و لا العكس، فالرواية لا تفيد أكثر من أنها رواية، و التوثيق لا يحصل بمجرد الراوية. و الله العاصم.


پاورقي

[1] بحارالانوار 62:110.

[2] المقدمة صفحة «ح» ط / طهران 1361.

[3] نوابغ الرواة: 194.