بازگشت

رواية ابن الاعلم


و فيها روي أبوالحسن علي بن النعمان الاعلم (المصري)، عن عمير بن المتوكل، عن المتوكل - مجمع الاسانيد -، و لم يذكر الطوسي و لا النجاشي اسنادا له الي الصحيفة و انما تواترت أسانيد الاجازات عن ابن المفضل محمد بن عبدالله الشيباني (ت 380 ه)، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد بن الحسن العلوي (ت 380 ه)، عن محمد بن محمد بن عمر بن الخطاب الزيات (ت 270 ه)، عن علي بن النعمان الاعلم المذكور، باسناده الي المتوكل.

و يظهر مما ذكره المجلسي الاول (ت 1070 ه)، أن للشيخ محمد بهاءالدين العاملي (ت 1031 ه) دورا كبيرا في شهرة هذه النسخة خاصة، و اليك نص كلامه:

«و العمدة في ذلك أني كنت في أوائل البلوغ أو قبله طالبا للتقرب الي الله بالتضرع و الابتهال، فرأيت في الرؤيا صاحب الزمان و خليفة الرحمن صلوات الله عليه، و سألت منه صلوات الله عليه مسائل أشكلت علي، ثم قلت: يابن رسول الله ما يتيسر لي ملازمتكم دائما، أريد أن تعطيني كتابا أعمل عليه، فأعطاني صحيفة عتيقة.

فلما انتبهت وجدت تلك الصحيفة في كتب وقف المرحوم المبرور آقا غدير، فأخذتها و قرأتها علي الشيخ بهاءالدين محمد العاملي (ت 1031 ه)، و كتبت صحيفتي من تلك الصحيفة، و قابلتها مرارا مع النسخة التي كتبها الشيخ شمس الدين محمد صاحب الكرامات جد أبي شيخنا بهاءالدين محمد، و قال: كتبت تلك الصحيفة من نسخة بخط الشهيد رضي الله عنه، و قال: كتبتها من نسخة بخط السديدي رحمه الله. و قال كتبتها من نسخة بخط علي بن السكون، و قابلتها مع النسخة التي كانت بخط عميد الرؤساء، و مع النسخة التي كانت بخط ابن ادريس.



[ صفحه 22]



و ببركة مناولة صاحب الزمان صلوات الله عليه انتشرت نسخة الصحيفة في جميع بلاد الاسلام، سيما أصفهان، فانه شذ بيت لا تكون الصحيفة فيه» [1] .

و هذه النسخة الاصفهانية صارت في عصرنا الي حوزة خيبر المخطوطات و حاميها المتكلم المتأله السيد محمد المشكاة الذي بلغني نعيه في سنة 1401 ه، وسعي رحمه الله في نشرها معتمدا علي نخسة المولي عبدالله المجلسي ابن المجلسي الاول (ت 1070 ه) و قد قرأها علي أبيه و أجازه بها. و نشر رحمه الله هذه الصحيفة مزدانة بمقدمة ضافية عام 1361 ه.

و قد وقفت علي نسخة أخري مخطوطة في مكتبة المشكاة المذكور رحمه الله من النسخة المشهورة و بذيلها ملحقات، و هي من الاجازات و البلاغات التي أشار اليها المجلسي الاول رحمه الله.

و هذه النسخة بخط غلام علي الشهير بمحمد أمين في 10 ذي الحجة 1079 عن نسخة بخط محمد بن مكي الشهيد الاول (ت 786 ه)، كتبها في 11 شعبان 772 ه، أي قبل استشهاده بأربعة عشر عاما علي نسخة محمد بن علي بن أحمد السديد بتأريخ ذي الحجة 642 ه، عن نسخة علي بن السكون، و علي نسخة ابن السكون اجازة بخط عميد الرؤساء هبة الله بن حامد، مؤرخة 603 ه [2] كما عن نسخة بخط محمد بن ادريس الحلي (ت 598 ه) بتأريخ ذي القعدة 654 ه و قد صورت هذه النسخة.

و لم يقتصر اهتمام الاصحاب هذه الرواية بالنسخ و الاجازة، بل اهتم بعضهم بحفظها عن ظهر القلب، منهم: علم الهدي النقوي الكابلي (ت 1368 ه) [3] . و بالغ المحدث النوري (ت 132 ه) في مقابلة النسخة المشهورة بنسخ مقروءة علي الشيخ البهائي و عليها خطه و شهادته، و نسخة أخري مقروءة علي المجلسي الثاني و عليها اجازته، و عين مواضع الاختلاف فيها صريحا، و كتب التفاصيل بخطه، و قد قابلها



[ صفحه 23]



خمس مرات و قال عنها: «ينبغي أن تعرض عليها سائر النسخ و تمسي بالمعصومة» [4] .

و أقدم نسخة وقفت عليها من الصحيفة المشهورة: نسخة مؤرخة 694 هجرية بخط ياقوت بن عبدالله المستعصمي في المكتبة الملكية و لم يلب طلبي بتصويرها، و قد وصفها مفهرس المكتبة في فهرسها المطبوع سنة 1352 بطهران، الصفحة 787. و التأمل في هذه النسخة المشهورة يفيد أمورا:

الاول: ان النسخة المشهورة جمعت بين روايتين من روايات الصحيفة، هما رواية ابن المطهر، و التي اتخذت أصلا، و رواية ابن الاعلم التي اتخذت فرعا.

الثاني: ان رواية ابن المطهر اشتملت علي ذكر الابواب، نقلها بلفظها الجامع في مقدمة الصحيفة المشهورة، و النسخة المفردة من الرواية لا تشتمل علي ذكر الابواب.

الثالث: ان الشهيد الاول صريح بأن في الاصل في نسخته: «مواضع مهملة التقييد، فنقلها علي ما هي عليه» [5] و لا يعلم مواضع الاهمال هذه في المشهورة اليوم.

الرابع: ان المشهورة تنص علي أن المتوكل بن هارون ضبط عدد الادعية بخمسة و سبعين بابا، و قال ما نصه:

«سقط عني منها أحد عشر بابا و حفظت منها نيفا و ستين» [6] ، و ليس في روايتي ابن المطهر و لا في رواية ابن مالك ذكر للعدد و لا للنقص، مع أن عدد أبواب الادعية الموجودة اليوم في الصحيفة المشهورة أربع و خمسون دعاء فالناقص اذا احدي و عشرين دعاء، و لا يعرف السبب في النقص أولا ثم أخيرا، و من هنا ولدت الحاجة الي تكملة العدد.


پاورقي

[1] بحارالانوار 60: 110، و راجع روضة المتقين 431:14.

[2] راجع فهرست مشكاه دانشگاه آب 169-167.

[3] اجازة الحديث، للسيد المرعشي: 161.

[4] الذريعة 265: 21.

[5] نسخة المشكاة رقم 123: 73.

[6] رواية ابن المتوكل: 78، ط المشكاة.