بازگشت

پنج فائده در مورد صحيفه سجاديه


توضيح: مولي غلامرضا كاشاني از دانشوران قرن دوازدهم است كه كتاب «حدائق الصالحين» خود را در شرح صحيفه، در اوائل اين سده نگاشته است. چنان كه از عبارات دعايي او در مورد ميرزا محمد شيرواني متوفي 1098 (برگ 16) و علامه مجلسي متوفي 1110 (برگ 15 و 28) بر مي آيد، كتاب، در فاصله ميان اين دو سال نگارش يافته است و نسخه اصل اين كتاب در كتابخانه ملي به شماره 2055 موجود است و آنچه در اين جا آمده، پنج فائده است كه نويسنده ذيل كلمه ي «حدثنا» بيان داشته است.

مقدمة في شرح سندها المشهور الذي عليه المداربين الجمهور. «حدثنا السيد الاجل» اعلم ان هاهنا فوايد يجب التنبيه عليها

الفائده الاولي ينبغي ان يعلم ان العلماء اختلفوا في أن المتكلم بلفظ حدثنا - الخ اهو الشيخ الجليل علي بن السكون رضي الله عنه، ام الشيخ الفقيه الفاضل عميد الرؤسا هبة الله بن حامد بن احمد بن ايوب طاب ثراه، بعد اتفاقهم علي انه احدهما.

فقال الشيخ المحقق الامجد بهاء الملة والدين محمد - اعلي الله تعالي مقامه و زاد في الخلد اكرامه - علي ما روي عنه انه علي بن السكون. ايد هذا بقول الكفعمي في حواشي مصباحه في مواضع كثيرة: في نسخة ابن ادريس كذا و في نسخة ابن السكون كذا، و بما نقله الشهيد (ره)، من خط الشيخ علي بن احمد السديدي في آخر صحيفته، و هو انه نقلها من خط علي بن السكون و عارضها مع نسخة بخط ابن ادريس الحلي كما سيأتي.

و قال الفاضل الكريم الفيلسوف العظيم السيد الداماد - رفع الله تعالي قدره و اضاء في سماء الرضوان بدره - انه الشيخ الكامل عميد الرؤسا، و ايد هذا بقوله: و هذه صورة خط شيخنا المحقق الشهيد قدس الله تعالي لطيفه علي نسخته التي عورضت بنسخة ابن السكون: عليها [1] - أي علي النسخة التي عورضت بنخسة ابن السكون - خط عميد الروساء (ره) قرأئة قرأها قرأها علي السيد الاجل النقيب الاوحد العالم جلال الدين عماد الاسلام ابوجعفر القاسم بن الحسن بن محمد بن الحسن ابن معيه ادام الله تعالي علوه، قرائة صحيحة مهذبة رويتها عن السيد بهاء الشرف ابي الحسن محمد بن الحسن بن احمد عن رجاله المسمين في باطن هذه الورقة، و ابحته روايتها عني حسب ما وقفته عليه و حددته له، و كتب هبة الله بن حامد أحمد بن ايوب بن علي بن ايوب في شهر ربيع الاخر من سنة ثلاث و ستمائه و الحمدلله الرحمن الرحيم و صلوته و تسليمه علي رسوله سيدنا محمد المصطفي و علي آله الغر اللهاميم.

الي هنا حكاية خط الشهيد رحمه الله تعالي. فاما النسخة التي بخط علي بن السكون (ره) فطريق الاسناد فيها علي هذه الصورة: اخبرنا ابوعلي الحسن بن محمد بن اسمعيل بن اشناس البزاز، قرأته عليه فأقر به، قال اخبرنا ابوالمفضل محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني، الي آخر ما في الكتاب - انتهي كلام زيد اكرامه.

و يمكن التوفيق بين القولين بأن يقال انهما راويان لها عن السيد الاجل، كما يظهر من كتب الاجازات.

و يحقق ذلك ان علي بن السكون من رواة الصحيفة بلا شك. و كونه راويا عن ابي المفضل بواسطة ابن اشناس - كما ادعاه السيد الداماد - لم نره في كتب الاجازات و غيرها.

علي ان الصحيفة التي برواية ابن اشناس، تخالف ما روي عن خط ابن السكون، اختلافا فاحشا. و ايضا يظهر من نقل الشهيد ره صورة خط علي بن احمد السديد ان نسخة ابن السكون كانت بهذا السند الذي يروي عميد الرؤساء بعينه.

و ايضا قال بعض افاضل عصرنا: رأيت نسخا قديمه منقولة عن خط ابن السكون، مصدرة بقوله: حدثنا السيد الاجل انتهي. و ما كتب في الهامش مصدرا بقوله حدثنا الشيخ الاجل - الخ، فهي النسخة التي نقلها الفاضل السديدي من نسخة ابن ادريس لبيان الاختلاف في السند بينها و بين نسخة ابن السكون، و المتكلم بحدثنا هنا، هو ابن ادريس. و لا ينا في روايته عن ابي علي بن الشيخ بواسطة و واسطتين، روايته عنه بلا واسطة، لأن ابا علي كان معمرا، و لان ابن ادريس سمع منه الصحيفه في صغره، كما ذكره بعض الفضلاء.

و لا يخفي ان حال السيد المذكور، غير مذكور مدحا و لا قدحا. لكن رواية هولاء الاجلة عنه و اعتمادهم عليه تدل علي جلالة قدره.

الفائدة الثانية: الظاهر من لفظة حدثنا، السماع من لفظ السيد الاجل، سواء كان من حفظه ام من كتابه الذي هو اعلي طرق تحمل الحديث. و ذلك لأن انحاء تحمل الحديث سبعة: اولها: السماع من لفظ الشيخ و هو اعلاها. و ثانيها: القرائة علي الشيخ، و في حكمها السماع حال قراءة الغير عليه. و ثالثها: الاجازة، سواء كانت اجازة معين لمعين، او معين لغير معين، او غير معين لمعين، او غير معين لغير معين. [2] و رابعها: المناولة. و هي ان يناول الشيخ اصله اياه و يقول هذا سماعي، سواء اقتصر عليه او جعله مقرونا بالاجازة بقوله فاروه عني و نحوه. خامسها: المكاتبة. و هي ان يكتب مسموعه لغائب بخطه مقتصرا عليه، اومع الاجازة بالرواية عنه. و سادسها: الاعلام. و هو ان يعلم الشيخ الطالب مرويه مقتصرا عليه. و سابعها: الوجادة. و هي ان يجد انسان احاديث من مرويات شيخه بخطه من غير اتصال علي نحو من الانحاء السابقه.

و لا خلاف في جواز اطلاق «حدثنان» في الاول. و اما في الثاني، فخلاف. والاصح العدم، الا مع التقييد بقوله قرأته عليه و هو يسمع. و منع السيد منه مطلقا - استنادا الي لزوم الكذب - غريب منه، فانه سد لباب المجاز، كما لا يخفي. و اما في الثالث: فلا خلاف عندنا في عدم جواز استعمال «حدثنا» و نحوه علي الاطلاق. و اما مع التقييد بالاجازة فخلاف و الصحيح جوازه. و في اجازة المعدوم اشكال، الا مع عطفه علي الموجود.

و اما غير المميز من الاطفال، فالمشهور الجواز. و اما اجازة المجاز، ففيه و جهان للاصحاب، و الاصح الجواز. لكن الاولي في هذا القسم ان يقرأ من اوله حديثا و من وسطه حديثا و من آخره حديثا، كما هو مفاد صحيحة ابن سنان.

و اما في الرابع و الخامس، فكما في الثالث. و في جواز الرواية بالقسم الاول [3] منهما [4] قولان، و المروي الجواز. و في جوازها بالسادس قولان، و كذا في السابع. و المجوز فيه [5] انما هو ان يقول وجدت بخط فلان او قرأت بخطه. و اما التلفظ بحدثنا و نحوه، فلا يجوز فيهما [6] جميعا.

اذا عرفت ذلك التفصيل، علمت ان الظاهر من حدثنا علي الاطلاق، هو الاول. و يحتمل الثاني احتمالا مرجوحا. فظهر سر تصديرنا الكلام بالظاهر. و لا يخفي عليك جواز العمل بالجميع لمن يعمل بالخبر (بخبر - ظ) الواحد، و ترتب الكل علوا و دنوا كما رتبناها. و شيخنا البهائي طاب ثراه جعلها في الزبدة سبعة، لكن بجعل ما جعلناه في حكم الثاني فسما براسه، و حذف السادس. و في الاربعين ستة بحذف الأخيرين، و لعل مقصوده تعداد الانحاء في هذا الزمان.

الفائدة الثالثة: الحديث لغة يرادف الكلام. سمي به لانه يحدث شيئا فشيئا. و في الاصطلاح كلام يحكي قول العصوم او فعله او تقريره. و انتقض عكسه بالحديث المنقول بالمعني ان اريد حكاية بلفظه، و طرده بكثير من عبارات الفقها في كتب الفروع ان اريد ما يعم معناه. و اجاب عنه شيخنا البهائي في زبدة الاصول و مشرق الشمسين باعتبار قيد الحيثية في الحكاية.

فتلك العبارات ان اعتبرت من حيث انها حكاية قول المعصوم، فلا بأس بدخولها. و ان اعتبرت من حيث أنها حكاية عما ادي اليه اجتهادهم، فلا باس في خروجها. و قد ينتقض عكسه ايضا بالمسموع عن المعصوم، غير محكي عن مثله. و التزام خروجه يقتضي عدم سماع احد منه حديثا اصلا، الا ما حكاه عن مثله، فالاولي ان يعرف بانه قول المعصوم او حكاية قوله او فعله او تقريره.

و الحديث القدسي حكاية كلامه سبحانه من غير اعجاز في لفظه. و ما لا ينتهي الي المعصوم، ليس حديثا عندنا. و اما عند الخالفين، فهو كل ما ينتهي الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم او الصحابي او التابعين و من يحذو حذوهم. و شيخنا البهائي فسره في الاربعين بما هو مذهب المخالفين، لكنه في الزبدة معترف بما ذكرناه من انه ليس من مذهبنا، فهو منه عجيب.

الفايدة الرابعة، اعلم ان الصحيفة الشريفة متواترة النقل عن الامام عليه السلام متفق عليه بين الموافق و المخالف، حتي انه استقاض بينهم بانجيل اهل البيت علي ما ذكره محمد بن شهر آشوب في معالم العلماء في ترجمة يحيي بن علي البرقي و بزبور آل محمد صلي الله عليه و اله و سلم علي ما ذكره ايضا في ترجمة متوكل بن عمير. و انما ذكر الاسناد، لبيان طريق تحمل الرواية و اجازة النقل، و للتيمن و التبرك باتصال الرواية بالمعصوم. فلا يضر الجهل باحوال بعض رجال السند، مثل بهاء الشرف و الشيخ الخازن و الخطاب و البلخي، علي ان الطرق من علمائنا اليها كثيرة، مذكورة في كتب الاجازات. بل لكل من العلماء اليها طريق عن مشخيتهم. و نقل الادعية منها الشيخ و غيره من اكابر القوم، فلا يضر الجهالة في بعض الاسانيد. و ايضا الخبر المستفيض الوارد في المستحبات كغرابة الاساليب و فصاحة العبارات يحبر الجهالة. و ايضا اذا جاز الدعاء بغير المأثور، فكيف بالمأثور المجهول السند؟! و لذلك تري الاصحاب يتساهلون في اسانيد المستحبات.

و اما ما ذكره بعض الشراح من ان هولاء مشايخ اجازة لا مشايخ رواية، فلا ضير في جهل احوالهم. فاقول: فيه نظر لاستعمال حدثنا بالنسبة اليهم علي الاطلاق. و هو لا يصح مع الاجازه كما عرفت.

و مما يدل علي تواتر انتسابها اليه عليه السلام كانتساب ساير الكتب المشهورة الي مصنفيها، ما ذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء، حيث قال: قال الغزالي: الصحيح ان اول من صنف في الاسلام، اميرالمؤمنين عليه السلام جمع كتاب الله، ثم سلمان الفارسي، ثم ابوذر الغفاري، ثم اصبغ بن نباته، ثم عبدالله بن ابي رافع، ثم الصحيفة الكاملة عن زين العابدين عليه السلام.

الفايدة الخامسة: اعلم انه قد اختلفت عبارات ادعية الصحيفة الكاملة بحسب اختلاف اسانيدها. فان ما نقله الشيخ في المصباح و كذا غيره، يخالف ما في النسخ المشهورة، كاختلاف النسخ القديمة معها في العبارة و عدد الادعية. و لعل الشيخ نقلها من رواية المطهري، لمخالفتها لرواية ابي عبدالله الحسني، كما يشعر بها عبارة آخر السند، علي ما سياتي.

و اما النسخة التي نحن بصدد شرحها، فهي التي تطابق نسخة الفاضل العلامة مولانا محمد باقر - ادام الله بركاته - التي هي بخط والده التقي. و هو نقلها من نسخه شيخه البهائي، التي هي بخط جد ابيه الشيخ شمس الدين محمد، صاحب الكرامات و المقامات. و هو نقلها من خط الشهيد ره. و هو نقلها من خط الشيخ علي بن احمد بن السديد، المعروف بالسديدي. و هو نقلها من خط علي بن السكون، و عارضها مع نسخة بخط محمد بن ادريس الحلي

فما في اصل نسختنا، فهو موافق لنسخة ابن السكون. و ما هو بعلامة س، فهو من نسخة ابن ادريس ره. و ما كان في الاصل معا، فكانا معا في نسخه ابن السكون. و ما كان في س معا، فكانا معا في نسخه ابن ادريس. و ما كان معلما بعلامة خ، فهو ما كتبه ابن ادريس او ابن السكون في الهامش.


پاورقي

[1] هذه عبارة الشهيد - منه.

[2] اجازة المعين للمعين، كاجازة الكافي مثلا لشخص معين. و المعين لغيره، كاجازته لكل احد و غير المعين للمعين كاجازة مسموعاته له. و غير المعين لغير المعين كاجازة مسموعاته لكل احد. و حكي بعض افاضل عصرنا انه اجاز بعض اصحابنا كذلك - منه.

[3] و هو أن يقتصر عليهما من غير مقارنة الاجازة - منه.

[4] أي الرابع و الخامس.

[5] أي: السابع - منه.

[6] أي: السادس و السابع - منه.